انطلاق فعاليات مؤتمر "التطرف الفكري وتأثيره على المجتمع العربي" بجمعية الكتاب والأدباء غدًا

مسقط - الرؤية

تنطلق غدًا بقاعة "ابن رزيق" بمقر الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بمرتفعات المطار، فعاليات مؤتمر "التطرف الفكري ومدى تأثيره على المجتمع العربي" وتستمر فعالياته ليومين. ويحاضر في المؤتمر الذي تنظمه الجمعيّة عدد من المهتمين والباحثين العمانيين والعرب. ويناقش المؤتمر التطرّف ومدى تأثيره على المجتمع العربي على نحو يكفل الخروج برؤية واضحة قائمة على تفسيرات واقعيّة تتيح للمستقبل الاستفادة منها في مواجهة التطرف بشتى أنواعه، خاصة وأنّ المنطقة العربية تمر بمرحلة حرجة في فهم الوقائع والتراكيب الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية.

ويجيب المؤتمر على الكثير من الأسئلة التي لا تزال تشكل أهميّة بالغة في تفشي سلوكيات التطرف في المجتمعات ومن بينها: ما هي الأسباب الفعلية المؤدية إلى انتشار ظاهرة التطرف، وما مدى تغلغل الأفكار المتطرفة في مجتمعنا العربي، وكيف يمكننا الحد من ظاهرة التطرّف في مجتمعنا العربي. كما سيعمل المؤتمر على الاشتغال على رؤيته بجدية واضحة والمتمثلة في (التطرف الفكري خطر يهدد كيان المجتمعات العربية ويدمر مستقبل أجيالها).

ويأتي المؤتمر بواقع جلستين في كل يوم، ويتناول محاور عديدة في هذا القطاع، ففي اليوم الأول الإثنين في الجلسة الأولى الصباحية سوف يتطرق المؤتمر إلى محور (الفكر العربي: التعريف والمصادر والمعضلات) يقدّمه الدكتور خالد محمد عبده، إضافة إلى محور آخر بعنوان (فكرنا الإسلامي والقيم الإنسانية: النظرية والواقع) ويقدمه الباحث بدر بن سالم العبري، وسيدير الجلسة الدكتور علي الريامي. أما في الجلسة الثانية من اليوم ذاته التي ستنطلق في تمام الساعة السابعة مساء، سوف يتطرق المؤتمر إلى ثلاثة محاور، الأول (ظاهرة العنف في المجتمع العربي)، ويقدمه الباحث رضا رجب، أمّا المحور الثاني فسيكون بعنوان (العلاقة بين البنية الفكرية والبنية الاجتماعية في عُمان) ويقدمه الدكتور زكريا المحرمي، أمّا المحور الثالث فسيكون بعنوان (الفكر العربي والعلاقة بالمتغير السياسي) ويقدمه الدكتور مصطفى بن تمسك. وتدير الجلسة الدكتورة عائشة الدرمكيّة.

وفي اليوم الثاني يقدم المؤتمر جلسة في السابعة مساء، ويتناول عددا من المحاور، وهي (إشكالية العنف في النص الديني) ويقدمه الدكتور خالد بن سعيد المشرفي، أمّا محور (أوجه التعصب في المجتمع العربي - العلماني والمذهبي أنموذجًا) فيقدمه الباحث حيدر حب الله، فيما يقدم الباحث معن بشور محور (الفكر العربي بين السياق القومي والتطلع العالمي) ويدير الجلسة الكاتب والشاعر عوض اللويهي.

ويشار إلى أنّ الجمعيّة العمانيّة للكتاب والأدباء تقيم المؤتمر الفكري في إطار إيمانها بأنّ التطرف الفكري لا ينفصل عن السياق الاجتماعي والثقافي بوجه عام، بل هو أحد نتاجاته المباشرة أو الضمنية التي يقوم عليها، وأية معالجة للتطرف الفكري يجب أن تلحظ من واقع الأسرة والمدرسة والجامعة، والإنتاج الثقافي والإعلامي. وكلما اتجهت المعالجات اتجاهاً أفقياً، يلحظ الأبعاد والعناصر المختلفة، كانت النتائج أكثر جدوى وفائدة. وعلى الرغم من ذلك، يجب الإدراك سلفاً بأننا في عصر يصعب فيه السيطرة على الأفكار والقناعات، أو إعادة توجيهها، في ظلال الثورة الرقمية التي باتت للجميع قدرته على التأثير والتأثير المضاد. وأضحت العبرة بأن يكون العمل أكثر منهجية واستدامة، وأكثر قدرة على تحديد الأولويات، وأكثر مرونة وشفافية، وقرباً للنفوس والقلوب.

ويأتي المؤتمر ضمن الأعمال الثقافية التي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء خلال السنة الحالية، بهدف التواصل الثقافي وتفعيل الواقع الثقافي العماني والعربي، كما تعمل على استقطاب عدد من الأسماء الفكرية والثقافية العربية بهدف العمل على تناول أفكار واقعية تشكل أهمية بالغة لدى المجتمعات العربية بجميع أطيافها وأفكارها وتوجهاتها في الوقت الراهن، حيث يمر الوطن العربي بظروف استثنائية تتطلب العمل والجهد لتفعيل الدور الثقافي الإنساني.

تعليق عبر الفيس بوك