اللقاءات التربوية لمجالس الآباء والأمهات بولايات شمال الباطنة توصي بتوسيع دورها في خدمة المجتمع

شارك في المناقشات 720 من أولياء الأمور والمعلمين وأعضاء الهيئات الإدارية

الرُّؤية - خالد الخوالدي

اختُتمتْ اللقاءات التربوية لمجالس الآباء والأمهات في ولايات محافظة شمال الباطنة، بتنظيم من المديرية العامة للتربية والتعليم، برعاية أصحاب السعادة ولاة المحافظة، وحضور الدكتور علي بن ناصر الحراصي مدير عام تعليمية شمال الباطنة، وسط مشاركة أكثر من 720 من الآباء والأمهات والهيئات الإدارية والمعلمين والمعلمات في 6 محطات رئيسية. وأوصتْ اللقاءات بتوسيع دور مجالس الآباء والأمهات في خدمة المجتمع المحلي.

وقال الدكتور علي بن ناصر الحراصي في الكلمة التي ألقاها في اللقاءات المنعقدة بشناص وبقية ولايات المحافظة، وصولا إلى لقاء السويق: إنَّ تربية النشء مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة، إلا أنَّ الأسرة هي أساس هذه التربية، في ظل قيام أسرة تتوافر فيها كافة الأدوار وتحتضن الطفل منذ سنواته الأولى، حتى يصل إلى سن المدرسة؛ لتكون هناك حلقة وصل بين الأسرة والمدرسة، يشارك فيها المعلم مع ولي الأمر في رفع المستوى الأخلاقي والسلوكي والتحصيل الدراسي للطفل منذ صفوفه الدراسية الأولى حتى يتخرج من المدرسة. كما أكَّد الحراصي أيضا على أهمية تعزيز دور مجالس الآباء والأمهات؛ سواء على مستوى المدرسة أو على مستوى الولاية، بما يثمر بجهود تحصدها الفئة المستفيدة من أدوار ومهام هذه المجالس التربوية التي يعول عليها الكثير حاليا ومستقبلا.. مشيدا بالجهود التي تبذل من قبل مجالس الآباء والأمهات في ولايات المحافظة؛ من خلال المتابعة المستفيضة للعملية التربوية والتعليمة ومناقشة المواضيع التي تصب في المقام الأول في مصلحة الطالب.

وشهدتْ اللقاءات مناقشة المحاور التي تضمنتها وما عرض فيها من أوراق عمل رئيسية تأتي جميعها لتحيق الشعار العام لهذه اللقاءات بعنوان "تواصل الأسرة مع المدرسة يؤتي بثمار تربوية"؛ من بينها: مداخلة سعادة شماس بن خالد الريسي عضو مجلس الشرى ممثل ولاية لوى الذي تطرق إلى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات التربوية ومشاركة الفئات المجتمعية التي تعنى بالتربية والتعليم بالشراكة مع أولياء الأمور لمناقشة وبحث المواضيع التي تبحث عن حلول، كما أشار الريسي في مداخلته إلى التوقيت الزمني لتنقلات المعلمين والمعلمات، وتأثير ذلك على العملية التعليمية في المدارس، والمطالبة بإيجاد حلول لتلافي النقل في إعداد المعلمين والمعلمات إن وجد نتيجة حركة التنقلات التي تتم في أوقات لا تتناسب مع الفترة الزمنية لدوام الطلاب، وتأثير ذلك على تحصيل الطالب الدراسي، إضافة إلى التأكيد على دور مجلس الآباء والأمهات في تناول القضايا التي تهم الطالب والمعلم وتنفيذ الزيارات الميدانية للمدارس والوقوف على التحديات ومعالجتها بالتنسيق مع المعنيين بوزارة التربية والتعليم.

وأشار مُحمَّد بن عبدالله البريكي الخبير التربوي بالمديرية العامة للتربية والتعليم؛ من خلال مداخلته على الشراكة الحقيقية والقائمة بين المدرسة والأسرة، وإنه على الجميع أن يقوم بدوره في عملية التواصل والاتصال دون تقييد بوقت زمني بما يتيح لولي الأمر الحضور والاستفسار عن ابنه او ابنته والاطمئنان عن مستوياتهم السلوكية والتعلمية، وأيضا التركيز على فتح المجال لإدارات المدارس ومجالس الآباء والأمهات في كل مدرسة لتنفيذ برامج توعوية تؤتي بثمارها التربوية في مصلحة الطالب، وإيجاد جسر من التواصل فيما بينهم وفق الإمكانيات المتاحة.. مؤكدا أنَّ هنالك مساحة كبيرة من التواصل التي تتيح تنفيذ تلك البرامج والأفكار والتطلعات. موضحا أمثلة من الواقع على تجارب مدرسية جاءت بناء على الشراكة مع مجالس الآباء والأمهات في عدد من ولايات المحافظة، وتأثير هذه الشراكة بنتائج إيجابية شملت كافة الجوانب التربوية والتعليمية التي عادت بالنفع والفائدة على الطالب في المرتبة الاولى، ومنها النتائج التربوية ونتائج المشاركات في مختلف الأنشطة التربوية على مستوى المحافظة أو على مستوى السلطنة أو حتى تلك التي تقام على مستوى الوطني العربي أو العالم.

وقال أحمد بن علي الزعابي عضو المجلس البلدي بولاية شناص -خلال مشاركته في اللقاء التربوي لمجالس الآباء والأمهات بولاية شناص- إنَّ التكامل في الادوار والمسؤوليات بين الأسرة والمدرسة هو الأساس الحقيقي لرفع المستوى التحصيلي والدراسي للطالب وبما ينعكس على المجتمع، طارحا عددا من التوصيات التي تهم الطالب وتساهم في تغيير المفاهيم الخاطئة حول ما يثار في المجتمع عن المسؤولية الملقاة على عاتق المدرسة في تنفيذ البرامج والفعاليات والأنشطة، ولتكون المسؤولية مشتركة في تحقيق أفضل النتائج، فلكل من الأسرة والمدرسة ادوارها تجاه الطالب ينبغي على كليهما معرفتها، دون ان تتحمل إحداهما مهام الاخرى، وأشار إلى عدد من التحديات التي تواجه المدارس ومطالبة المسؤولين بالمديرية العامة للتربية والتعليم على حلها وفق التوصيات التي تخرج بها مثل هذه اللقاءات.

وحقَّق الملتقى جُملة من الاهداف التربوية والتعليمية؛ من أهمها: تعريف المشاركين بمعلومات جديدة من خلال أوراق العمل المعروضة في 5 محاور؛ الأول حول حول لائحة شؤون الطلاب والوثيقة العامة لتقويم تعلم الطلاب، ومن أهم النقاط فيها والإجراءات فيما يتعلق بغياب الطلاب والضوابط السلوكية والتحصيل الدراسي ودرجات التقويم ودور ولي الأمر في معرفة هذه الضوابط السلوكية التي يجب على الطالب الانتباه لها. وتناول المحور الثاني شرحا عن البرامج والدراسات الدولية التي تشارك فيها السلطنة -ممثلة بوزارة التربية والتعليم- والتي من أهمها: الدراسة الدولية لقياس مدى تقدم القراءة في العالم PIRLS)) والدراسة العالمية للرّياضيات والعلوم (TIMSS) إلى جانب الأولمبياد الدولي للكيمياء (IChO) وأولمبياد الرياضيات الخليجي (GMO)، وأيضا برنامج التنمية المعرفية بمواد العلوم والرياضيات والمفاهيم الجغرافية، وشرح العائد التربوي على مشاركة الطلبة في هذه البرامج والدراسات الدولية.

وركَّز المحور الثالث على الخدمات التي تقدمها البوابة التعليمية لولي الامر وللطالب وأثرها الإيجابي في ايجاد التواصل بين الأسرة والمجتمع واستعراض الخدمات الجديدة التي تم استحداثا في البوابة التعليمية وطرق الحصول عليها بما يعزِّز من هذا التواصل التربوي والتعليمي مع ولي الأمر. فيما استعرض المحور الرابع تجارب مدرسية ناجحة في كل ولاية من ولايات الحافظة، والتعرف على آلية تنفيذ تلك التجارب والخطوات المتبعة في التنفيذ، إضافة إلى الأهداف التي حققتها كل تجربة والعائد التربوي والتعليمي منها وأثرها الإيجابي الملموس على كل من الهيئات الإدارية والمعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات وكذلك المجتمع المحلي.

واستعرض المحور الأخير من هذه اللقاءات أدوار مجالس الأباء والامهات في كل ولاية برئاسة أصحاب السعادة الولاة، إلى جانب التركيز على المهام والبرامج والفعاليات التي نفذها كل مجلس فيما يتعلق بتوطيد العلاقة مابين الاسرة والمدرسة والمجتمع وتحقيق العائد من التواصل من خلال تلك الفعاليات والمناشط التي يقوم بها المجلس. واختتم كل لقاء تربوي بتكريم اللجان المنظمة والمشاركين والمساهمين في إنجاحه.

تعليق عبر الفيس بوك