السلطنة تحتفل باليوم العالمي لـ"الإيدز" تحت شعار العلاج للجميع

مسقط - تركي الحوسني

شاركت السلطنة - ممثلة بوزارة الصحة - صباح أمس الثلاثاء دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام وذلك في قاعة قنتب بفندق قصر البستان، تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن سيف الحوسني وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحيّة، وبحضور أصحاب السعادة ممثلي منظمة الصحة العالميّة، ومنظمة اليونيسيف، وممثل صندوق منظمة الأمم المتحدة للسكان لمنطقة مجلس التعاون الخليجي. واتخذت منظمة الصحّة العالميّة "علاج الإيدز للجميع" شعارًا لهذا اليوم لعام 2015؛ حيث إنّ هذا الشعار يحث على ضرورة أن يصل العلاج إلى جميع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري في سبيل تقديم العلاج لجميع المرضى.

والقى الدكتور إدريس بن صالح العبيداني كلمة في بداية الاحتفال رحّب فيها بالحضور، أعقب ذلك تقديم رسالة منظمة الصحّة العالميّة في اليوم العالمي للإيدز ألقاها سعادة الدكتور عبدالله بن صالح الصاعدي ممثل منظمة الصحة العالمية بالسلطنة، أشار فيها إلى أنّ هذا الاحتفال يعتبر محطة لمراجعة الأنشطة التي تمّت في الماضي والأنشطة التي سيتم تنفيذها مستقبلا وقال: وفي هذا العام شعارنا هو العلاج لجميع المتعايشين مع مرض الإيدز وذلك لوجود التزام دولي في أهداف التنمية المستدامة بأن يتم القضاء على وباء الإيدز في عام 2030م. وأضاف: ترى منظمة الصحة العالمية أنّ أهم أسلوب للقضاء على هذا الوباء هو العلاج الشامل لكافة المتعايشين مع الإيدز. وتابع: نحتفل بهذه المناسبة ولدينا من الأدلة ما يفيد بأن العلاج الحالي يفيد كثيرًا في إطالة عمر المريض وتحسين حياته وفي التخلص من الفيروسات التي تصيبه.

من جانبه تطرّق الدكتور سيف بن سالم العبري مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض إلى وضع المرض وتطوره عالميًا وإقليميًا وكذلك بالنسبة للوضع في السلطنة مستعرضًا العديد من الإحصائيات حول انتشار المرض وأساليب التعامل معه وفق المعايير العالمية. فيما تناول الدكتور علي الغالب استشاري الأمراض الباطنية والعوز المناعي المكتسب، طرق تشخيص المرض وعلاجه وكذلك طرق الوقاية من العدوى. أمّا الدكتور محمد رضا اللواتي - رئيس قسم العوز المناعي المكتسب والأمراض المنقولة تناسلياً - فقد سلّط الضوء على مستجدات واستراتيجيات مرض الإيدز فيما يتعلق بالأطفال والكبار والحوامل وأدوات الوقاية الشخصيّة وتطرّق في حديثه للدليل الإرشادي الجديد لمرض فيروس نقص المناعة البشري. بعدها قام سعادة الدكتور محمد بن سيف الحوسني وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية، راعي المناسبة بتدشين الدليل الإرشادي لعلاج العدوى بفيروس نقص المناعة البشري للكادر الصحي - الإصدار الثالث 2015. بعد ذلك ألقى سعادته كلمة بهذه المناسبة قال فيها: "تعمل وزارة الصحة بشكل جاد في توفير التدابير التشخيصيّة والعلاجية والوقائية لهذا المرض، ولكن التدابير الوقائية تتطلب شراكة بين المجتمع ومقدمي الرعاية الصحية ممثلة بوزارة الصحة. وأنّ تدشين الدليل الإرشادي لعلاج العدوى بفيروس نقص المناعة سيوفر دليلا لجميع الممارسين الصحيين في جميع أنحاء السلطنة ليكون العلاج موحدًا ولكي يصل إلى مستحقيه والمستفيدين منه في هذا الوطن العزيز.

وهدف الاحتفال إلى تسليط الضوء على هذا الوباء الخطير وتبادل التجارب بين مختلف شعوب العالم في كيفية التصدي له ومكافحته. كما أنّ هذا اليوم يعتبر مناسبة كبيرة لتكثيف جهود مختلف القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة للحد من انتشار هذا المرض.

كما سعت الوزارة من خلال هذا الاحتفال إلى مشاركة جميع الجهات في تنظيم وتنشيط الفعاليات المختلفة الخاصة باليوم العالمي للإيدز لما فيه من أهمية كبيرة لتوعية المواطنين وخاصة فئة الشباب منهم على الممارسات والسلوكيات الخطرة والتي غالبا ما تؤدي إلى الإصابة بفيروس الإيدز.

وشارك في الاحتفال (200) من مديري المستشفيات وعيادات الإيدز وفرق متابعة حالات الإيدز وأخصائيي الوبائيات ومشرفي مكافحة العدوى والعديد من الفئات الطبية والطبية المساعدة من مختلف المؤسسات الصحية الحكومية والمؤسسات الصحية الخاصة. وتعتبر برامج مكافحة انتقال العدوى من الأم إلى الطفل في السلطنة واحدة من أفضل البرامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فمنذ بداية هذه البرامج في يوليو 2009 بلغت نسبة التغطية بين السيّدات الحوامل المترددات على مراكز الخدمة نحو 95%. وتهدف هذه البرامج إلى تقديم خدمات الفحص لفيروس نقص المناعة البشري بين السيدات الحوامل وتقديم العلاج للأمهات المصابات وبذلك منع انتقال العدوى إلى الجنين. من خلال هذه البرامج، نحن نتطلع إلى القضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.

الجدير بالذكر بأنّه قد تمّ تشخيص أول حالة إصابة بفيروس نقص المناعة في سلطنة عمان عام 1984. وفي نهاية عام 2014 بلغ إجمالي عدد المصابين به 1593 شخصا (ذكور 1123، إناث 470) منهم 112 حالة إصابة جديدة في نفس العام. وعلى الصعيد العالمي، هناك نجاح ملحوظ للتغطية الواسعة التي حققتها برامج توفير العلاج على مستوى انتشار الوباء في العالم، حيث تراجع معدل الإصابات الجديدة بنسبة 35 في المئة منذ عام 2000 كما انخفض معدل الوفيات المرتبطة بالإيدز نحو 24 في المئة.

تعليق عبر الفيس بوك