قمة المناخ ..علامة فارقة في مستقبل الكوكب

يُعوِّل العالم كثيرًا على المؤتمر الحادي والعشرين للمناخ "مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية لتغير المناخ" الذي بدأ أعماله في باريس أمس ويستمر حتى 11 من ديسمبر الجاري، للحد من تسارع وتيرة التغير المناخي على الكوكب، هذا التغير الذي بات يُهدد الأرض بمخاطر جمة جراء تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري..

وتأتي مشاركة السلطنة في هذه القمة العالمية المرموقة، تجسيدًا للاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالبيئة والاهتمام بصونها باعتبار أنّ ذلك جزءًا مهمًّا وحيويًا من عملية التنمية المستدامة ومن منطلق أنّ الموارد الطبيعية حقًّ لكل الأجيال، وفي هذا الصدد تُعد جائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصَوْن البيئة تتويجاً للإسهامات البارزة لجلالة السلطان المعظم في حماية البيئة.. واستنادًا إلى ذلك انتهجت السلطنة مواقف مُشرفة من القضايا البيئية العالمية.

وتكتسب قمة باريس للمناخ أهميتها في ظل الواقع المناخي المتردي، والذي يزداد تدهورًا يومًا بعد الآخر جراء تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري والناتجة عن الانبعاثات الغازية الدفيئة بسبب الأنشطة الصناعية للدول، وخاصة الدول الصناعية الكبرى التي تتحمل مسؤولية كبرى إزاء الأوضاع التي آلت إليها أحوال المناخ، والتغيرات التي طرأت عليه..

إنّ هذا التجمع الدولي الفريد والذي يُشارك فيه نحو 150 رئيس دولة، بالإضافة إلى ممثلي رؤساء عدد من الدول ورؤساء الحكومات والخبراء والإعلاميين ومندوبي الهيئات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، فرصة مواتية للتوصل إلى توافق دولي بشأن الإجراءات التي يمكن اتباعها والالتزام بها للتخفيف من حدة تأثير تغيّر المناخ، والتكيّف معه، والاتفاق على بذل المزيد من الجهود لتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم.

والمأمول أن يتمكن المؤتمر من صياغة وإعداد اتفاق تلتزم بموجبه الأسرة الدولية بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة من أجل الحد من ارتفاع حرارة الغلاف الجوي إلى درجتين مئويتين، باعتبار أنّ زيادة احترار الكوكب ستعود بنتائج كارثية على الأرض وسكانها.

تعليق عبر الفيس بوك