المراسل الصحفي بين الامتيازات والهموم

خالد بن علي الخوالدي

أذكر جيداً حديث وزير الإعلام معالي الدكتور عبد المنعم الحسني في ملتقى المراسل الصحفي الأول الذي أقيم بمحافظة مسقط قبل عامين حيث قال في خضم حديثه وأكد على ذلك أكثر من مرة إنّ المراسل الصحفي هو العمود الرئيسي والأساسي لكل وسيلة إعلامية سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة، وبعد حديث معاليه أقيم الملتقى الثاني بمحافظة ظفار وسط الأجواء الخريفية ليكون اللقاء مختلفاً وها هو الملتقى يحط رحاله الإثنين المقبل في محافظة شمال الباطنة وتحديداً بمدينة التاريخ والحضارة والحاضر المشرق مدينة صحار.

وبين الملتقى الأول والملتقى الثالث كانت اللقاءات بين المراسلين مُستمرة بجهود جمعية الصحفيين العمانية التي أخذت على عاتقها الاهتمام بكافة الأطياف الصحفية حيث الدورات الصحفية والحلقات التدريبية، ويبقى الحديث مستمرًا عن المراسل الصحفي الذي ينظر إليه وزير الإعلام من منطلق كونه العمود الأساسي وبين وسائل الإعلام المختلفة التي ينظر بعضها إليه نظرة مختلفة تختلف مستوياتها بين احترام كبير ومُقدر من قبل إدارات بعض المؤسسات الإعلامية وبين تقديرات أقل وتهميش في إدارات أخرى من هذه الوسائل رغم الجهود التي يبذلها الزملاء المراسلون حيث تصنع بعض الإدارات الإعلامية فوارق غير منطقية بين الموظفين المحررين والمراسلين الصحفيين على اعتبار الأول أكثر خبرة ودراية والثاني مهما بلغت عدد سنوات مراسلته للصحيفة مجرد مراسل يمكن أن ترمى مادته الصحفية وإن كانت قيمة مقابل خبر من المحرر الموجود بالصحيفة.

وقبل الحديث عن الهموم التي ينوء بحملها أغلب المراسلين الصحفيين لابد أن نعرف أن هناك عدداً من الامتيازات التي يتمتع بها المراسل الصحفي خاصة في الوسائل الإعلامية التي تحترمه وتقدر مهمته حيث يُعد نفسه شريكا أساسيا في نجاح مؤسسته ورقيها وتطورها وهو إحساس جميل يدل على الانتماء والحب والتضحية من أجل المؤسسة التي تمنحه الإحساس بالقيمة والمكانة كما أنّ المراسل الصحفي في الواقع المجتمعي والمؤسسي والمدني له في كثير من الأحيان الاحترام والتقدير وهذا ما نلمسه في استقبال المسؤولين والحفاوة والاهتمام وفي استبشار المجتمع بوجوده بحكم أنّه الناطق الرسمي باسمهم والوسيط في نقل همومهم وقضاياهم إلى المؤسسات المعنية في الدولة.

ومع هذه الامتيازات وغيرها إلا أن المراسلين الصحفيين في السلطنة يعانون من عدد من الهموم نذكر منها تدني الأجور المادية في معظم الوسائل الإعلامية حيث لا يتناسب الأجر مع الجهود المبذولة إلى جانب صعوبة النشر نتيجة الفضاءات المفتوحة وكثرة الأخبار التي ترد للوسيلة الإعلامية مما يجعل المراسل بين سندان المؤسسة والمواطنين الذين ينتظرون نشر موضوعاتهم وبين المؤسسة التي تعتذر نتيجة محدودية المساحات المطروحة وتغليب الإعلان التجاري بطبيعة الحال لأنّه مصدر حياة المؤسسات الإعلامية وهنا الحلقة الأضعف تكون المراسل حيث يرمى عليه الاتهام بعدم الاهتمام، ومن المشكلات التي يعاني منها المراسلون صعوبة الحصول على المعلومات وغلبة دوائر العلاقات العامة على الموقف وإخراج ما تشاء هذه الدوائر إخراجه مع طلب المؤسسات الإعلامية من المراسل التميز والانفراد وهو ما يصطدم مع عوائق كثيرة منها هذه الدوائر وامتناع بعض المسؤولين عن التصريح وعدم وجود الرؤية الواضحة لدى بعض المواطنين والمقيمين حول ضرورة الكشف عن كل ما يُعيق حركة التنمية في البلاد خوفًا على أعمالهم من جهة وقلة اللباقة في الحديث لوسائل الإعلام في بعض الأحيان، وفي هذه العجالة لن أطرح كل الهموم لأن الملتقى الأول للمراسلين طرح الكثير منها بوجود معالي وزير الإعلام وها هو الملتقى الثالث الذي سيطرح قضايا أكثر بوجود معاليه أيضًا وما يطلبه المراسلون هو المعالجة والحلول أكثر من الاستماع فهل سيتم معالجة ما يعانيه المراسل الصحفي أما أنه سينتظر سنوات أخرى وملتقيات أخرى تطرح فيها نفس القضايا والتوصيات ويكون محلها النسيان والإهمال، هذا ما سنراه بعد الملتقى إن شاء الله.

في الأخير محافظة شمال الباطنة تفتح ذراعيها وقلبها لجميع مراسلي وسائل الإعلام والمنظمين من جمعية الصحفيين العمانية وكل الضيوف من داخل السلطنة وخارجها وترحب مدينة صحار التاريخية بهم كأصحاب مكان وليسوا كضيوف، ونتمنى أن نقدم لهم كل التسهيلات وكرم الضيافة وندعو الله أن يخرج الملتقى بنجاح ملفت كما كانت الملتقيات السابقة وأن تكون صحار بوابة خير لتحقيق المزيد من النجاحات لكل المراسلين الصحفيين وأن تكون صحار مفتاحاً لمعالجة كل القضايا التي يعانون منها، ودمتم ودامت عمان بخير.

 Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك