القوة البرشلونية.. الأسد يخرج من عرينه ويزأر في مواجهة الخصوم بلا هوادة

الرؤية- أحمد السلماني

لم يتوقع حتى أشد المتفائلين من أنصار نادي برشلونة إمكانية أن يقدم النادي الكاتالوني ما يشفع لتاريخه هذا الموسم، عطفاً على العروض التي قدمها الموسم الماضي والألقاب التي أحرزها والتي لم تعد خزائنه العتيقة تفي لاستيعاب المزيد منها، لكن فيما يبدو أن الفريق القوي يسعى لبناء خزانة أخرى جديدة تستوعب القادم بعد أن قلب البارسا الطاولة على كل من أراد النيل من قلعة الكؤوس الكاتالونية، وأولها الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي فرض عقوبات قاسية على الفريق بإيقاف التعاقد مع أية لاعبين حتى يناير المقبل، لذا توقع الجميع بما فيهم أنصاره أن ينحسر أداء الفريق وأن يلجأ باراتيمبو وإدارته إلى المحافظة على مكان الفريق بين كبار الليجا على أقل تقدير، وليس فقط المنافسة على القمة.

وتمادى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في فرض عقوبات متلاحقة على نادي برشلونة والتي أصبحت فيما يبدو عرضاً مستمراً، حيث أصدرت الهيئة المنظمة للعبة عقوبة جديدة على أكاديمية لاماسيا المسؤولة عن تفريخ وتأهيل لاعبي البارشا الذي يعتمد في سياسته على تدعيم الفريق بمنتجات هذه الأكاديمية وأبرزهم على الإطلاق المدافع بيكيه وذلك بمنع تسعة لاعبين من لاماسيا من لعب كرة القدم بسبب أن النادي لم يلتزم بالقواعد عند تسجيل اللاعبين الدوليين تحت 18 عاماً العقوبة الجديدة تتمثل في منع اللاعبين من التمرن في لاماسيا أو حتى العيش مع زملائهم !.

كل هذا كان كفيلا بأن يزلزل كيان الفريق الذي وفي طريقه إلى الحفاظ على الألقاب التي توج بها الموسم الفائت أصيب بنكسة أخرى كبيرة بإصابة نجمه العالمي وأفضل لاعبي العالم على الإطلاق "البرغوث" ميسي، ليغيب النجم المحبوب والجميل عن الملاعب لشهرين ولأول مرة، فضلاً عن الإرهاصات السياسية التي يعيشها الإقليم الكاتالوني الذي وصل إلى برلمانه المؤيدون للانفصال عن أسبانيا وبالتالي خروج البارشا من الليجا وهو ما لا يحبذه مشجعي الفريق ومنافسيه على حد سواء.

كل هذا حل ببرشلونة هذا الموسم وبالتالي توقع الجميع انهيار الفريق الكروي بالنادي إلا أن ّالبارسا خيب ظن خصومه ومنافسيه ليستيقظ الأسد وينفض غبار أزماته بل ويوجه كل ذلك نحو مزيد من الإصرار والعزيمة والألق ففاجأ العالم بأسره بتصدره لليجا الأسبانية وأيضًا لمجموعته بدوري أبطال أوروبا وعندما حانت لحظة الحقيقة وإمكانية أن يقاسم ريال مدريد الغريم التقليدي للمرينغي قمة الدوري وأن يوقف روما مسلسل انتصارات البارشا إلا أن الأخير أثبت أن دفاعات خصميه إنما هي من الزجاج القابل للكسر والذي تهشم وتتطاير وسط ذهول العالم بأسره، البارشا هشم زجاج الملكي بأربع قذائف دون رد والتي عاد فيها ميسي من الإصابة وكانت عودة تنبئ بما بعدها ولم يكد يمضي يومان على الكارثة المدريدية حتى أطلق برشلونه تحذيرا شديد اللهجة بدكه أسوار قلعة روما الحصينة بأسلوب الكاليشيو المعروف الذي لم يصمد أمام ألق نيمار وسواريز وميسي وبيكيه ورفاقهم، وتلقت شباكه 6 أهداف مقابل هدف شرفي أي 10 أهداف في ظرف أقل من 3 أيام .

برشلونة الأسباني أعطى درسا عالميا مجانيا كبيرا لكل الفرق التي تلعب كرة القدم، مفاده أن الإرادة تولد المعجزات وأنّه لا مستحيل في عالم كرة القدم متى ما تحلى أفراد الفريق الواحد بالعزيمة والإصرار على تحقيق الفوز واعتلاء القمم رغم الأزمات والألم.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة