خالد بن هلال: مهرجان الإنشاد الوطني الطلابي يبرهن قوة الانتماء للأرض والتاريخ والتراثي العماني التليد

8 لوحات تجسِّد مواهب الجيل الجديد في كتابة الكلمات والتلحين والإنشاد

◄ المشاركون يُبدعون في تقديم الفنون التراثية للسلطنة

مسقط - مُحمَّد الشكري ويونس العنقودي وبدر الجابري وناهد الكلبانيَّة

تصوير/ أبراهيم القاسمي

رَعَى مَعَالي السيِّد خَالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني رئيس مجلس التعليم، أمس، مَهْرَجان الإنشاد الوطني الطلابي "بقلمي وبصوتي أعزز انتمائي"، الذي نظَّمته وزارة التربية والتعليم بقاعة عُمان بفندق قصر البستان، بحضور مَعَالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وعدد من أصحاب المَعَالي الوزراء وأصحاب السعادة الوكلاء، وعدد من التربويين والطلاب وأولياء أمورهم.

وقال معالي السيِّد وزير ديوان البلاط السلطاني، إنَّ المهرجان يتزامن مع احتفالات وفرحة البلاد بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد.. مشيرا إلى أنَّ مُشاركة أبنائنا الطلاب في كافة المهرجانات دليل على تواصل هذه المحبة عبر الأجيال في هذا البلد العزيز والغالي ولسلطاننا المعظم، وتعبير عن حبهم وانتمائهم لهذه الأرض. وأضاف بأنَّ ما تضمنه المهرجان من فعاليات مميزة يعكس ارتباط هؤلاء الطلاب وهذا الجيل الواعد بالأرض والتاريخ وبالتراث، وتأكيد منهم على أنهم سيحملون على عاتقهم كل هذه المعطيات للأجيال التي تليهم.

وافتتحتْ الأمسيَّة بفن العازي عبر قصيدة "قابوس الفخر"؛ سطَّر كلماتها وأدَّاها الطالب عواد بن ناصر التوبي من مدرسة عمر بن الخطاب للتعليم الأساسي من محافظة الداخلية، بمشاركة مَجْموعة من طلاب المحافظة، عبَّروا خلالها عن حُبِّهم وولائهم لباني نهضة عمان، مبتهجين بفرحة العيد الوطني المجيد.

عَقَبها ألقت السيدة سناء بنت حمد بن سعود البوسعيدية مستشارة الوزيرة نائبة رئيس اللجنة الرئيسية الدائمة للمسابقة ورئيسة فريق تقييم المسابقة، كلمة وزارة التربية والتعليم؛ قالت فيها: إنَّ هذه الأمسية الوطنية تأتي مُتزامنةً مع فرحة البلاد واحتفالاتها بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد؛ لتمتزج مشاعر الفرحة والفخر بمشاعر الفوز والتألق في الكلمة واللحن والأداء؛ حُبًّا وانتماء لهذا الوطن المعطاء، وولاءً لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

وأضافت: تأتي هذه المسابقة بتوجيهات سامية من لدن المقام السامي لمولانا المعظم -أعزَّه الله- الذي أوْلَى العملية التعليمية جُلَّ اهتمامه ورعايته المستمريْن منذ بَدْء النهضة المباركة، إيمانا من جلالته بأنَّ أبناءنا الطلاب هم ثروة المجتمع، حاضره ومستقبله. وقالتْ نائبة رئيس اللجنة الرئيسية الدائمة للمسابقة في كلمتها: إنَّ وزارة التربية والتعليم سعت إلى بناء الشخصية المتكاملة للطلاب، وصقل مهاراتهم، وتنمية مواهبهم، وغرس المبادئ الوطنية في نفوسهم، وترسيخ قيم الولاء والانتماء والاعتزاز بالوطن. ومن هنا، يأتي تنظيمُ الوزارة لمسابقة الإنشاد الوطني الطلابي "بقلمي وبصوتي أعزز انتمائي" ليتنافس الطلاب من خلالها في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، واعتزازهم وانتمائهم لوطنهم؛ من خلال تنظيمِ مسابقة لكتابة القصيدة الوطنية، وتلحينها، وأدائها، بما يُجسِّد الروحَ الوطنية لديهم. مؤكدة: أنَّ وصول أبنائنا الطلاب لهذا المستوى من الإجادة في كتابة النصوص الشعرية وتلحينها وأدائها فرديا وجماعيا يستوجب الثناء العاطر، والشكر الوافر، لكل القائمين على تنفيذ هذا المهرجان من اللجنة الرئيسية، ولجنة الإعداد والتنظيم، واللجان المحلية المساندة بالمديريات التعليمية. مُثمِّنين ومُقدِّرين الجهودَ التي بُذلت من الإداريين والمعلمين بالمدارس، وأولياء أمور الطلاب، مما كان له طيب الأثر في ترجمة أهداف المسابقة وتفعيل مضامينها السامية. تلا ذلك تقديم الأعمال الفائزة في المجال المبتكر من المسابقة، فقدم طلاب تعليمية محافظة ظفار نص (فرحة وطن) الفائز بالمركز الأول والذي كتب كلماته الطالبة وداد بنت مسلم بيت سعيد من مدرسة طيطام للتعليم الأساسي بالمحافظة، وقدم طلاب تعليمية محافظة مسقط نص "عمان الخير" الذي كتب كلماته الطالب حسن بن علي العجمي من مدرسة حازم بن همام للتعليم الأساسي، واختتمت عروض هذا المجال بتقديم طلاب محافظة شمال الباطنة نص "عمان البهية" من كلمات الطالب مرثد بن محمد العلي من مدرسة الإبداع للتعليم الأساسي.

وبَعْد ذلك، قُدِّمت لوحات الأعمال الفائزة في المجال التراثي؛ بدأها طلاب محافظة شمال الباطنة عبر نص "سلام يا القايد سلام" الفائز بالمركز الأول في هذا المجال، وكتب كلماته الطالب ماجد بن راشد الكندي من مدرسة محمد إبراهيم الكندي للتعليم الأساسي، وقدم طلاب محافظة جنوب الباطنة نص "عيدي يا عمان" وهو فلكلور عُماني مطوَّر لفن الرزحة، والفائز بالمركز الثاني في المجال التراثي، كتبتْ كلماته الطالبة حور بنت طلال المعينية من مدرسة درة الهاشمية للتعليم الأساسي، بينما قدم طلاب محافظة البريمي نص "شموخ الجبال" الحاصل على المركز الثالث، وكتبت كلماته الطالبة رقية بنت علي الكعبية من مدرسة وادي الحيول للتعليم الأساسي.

تكريم الفائزين

بَعْد ذلك، قام مَعَالي السيِّد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني (راعي المهرجان) بتكريم 140 طالبا وطالبة الفائزين في النسختين الأولى والثانية من مسابقة الإنشاد الوطني الطلابي. واختُتمت الأمسية الإنشادية باللوحة الختامية للمهرجان والتي تكوَّنت من جزءين؛ كان الأول نصًّا تراثيا بعنوان "عمان" سطَّر كلماته الطالب علي بن حمود الجنيبي من محافظة الوسطى، بينما كان الجزء الثاني نصا فصيحا بعنوان "شمس الحياة" من كلمات الطالبة فاطمة بنت عبيد الوهيبية من محافظة الوسطى، وأدَّى هذه اللوحة طلاب جميع المحافظات.

تعزيز وتحفيز

وعبَّر الطلابُ الفائزون في المسابقة عن سُرورهم بالفوز وفرحتهم بالمشاركة، موضِّحين جوانب الاستفادة من المشاركة؛ حيث قالت الطالبة غايا بنت سالم المسرورية من مدرسة الشعثاء بنت جابر للتعليم ما بعد الأساسي بتعليمية محافظة الداخلية: مكَّنتني هذه المسابقة من المنافسة مع بقية زملائي الطلاب في مجالاتها المختلفة، كما أنَّ هذه المسابقة أعطتْ فرصة لأصحاب الإجادات من الطلاب والطالبات لممارسة هواياتهم في مجال الشعر والإلقاء واللحن...وغيرها من المجالات الأدبية والفنية.

أمَّا ملاك بنت أحمد الجساسية الطالبة بمدرسة الغالية بنت ناصر للتعليم ما بعد الأساسي بتعليمية محافظة الظاهرة، فتقول: كان للمسابقة جل الفضل في تحسين جوانب عدة من شخصيتي، فأن تقف واثقا لا يعتريك خوفٌ وأنت تقدِّم أداءك فهو من أهم المهارات التي تعلمتها، ولا يخفى عليكم ما يقدمه لنا المعلمون من نصح وإرشاد فيما يخص الصوت ومخارج الحروف، وكل هذا ما كنت لأحصل عليه لولا مشاركتي في هذه المسابقة.

من ناحيته، قال الطالب منذر بن حسن الجنيبي من مدرسة بحر العرب بتعليمية محافظة الوسطى: أسهمتْ هذه المسابقة في تعزيز الجوانب الوطنية؛ حيث تنافستُ مع زملائي في كتابة بعض القصائد التي رسخت بداخلي الكثير من المشاعر الوطنية للوطن ولقائدنا المفدى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- والتي أنشدتها بحب لأعكس مشاعري بألحان شجية تصل للمستمع في قالب تراثي وطني.

الاعتزاز بمنجزات النهضة

ويَرَى بشير بن سعيد الفجراني من مدرسة صهيب بن سنان للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الباطنة: أتاحت المسابقة لي فرصة لإبراز ما لدى من مواهب في مجال الإنشاد، كما أنَّ إقامة هذا المهرجان والسلطنة تحتفل بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد وفر لنا مساحة من أجل أن نتغنى بالوطن والقائد المفدى.

ومن تعليمية محافظة شمال الباطنة، قال الطالب عبدالقادر بن مُحمَّد المعمري من مدرسة قيس بن سعد: استفدت من المسابقة في أمور كثيرة خاصة فنيا، وتعلمت الدقة في العمل وكيفية العمل الجماعي، وأسهمت المسابقة في رفع مستوى روح الوطنية لدي ولدى زملائي؛ وشعرنا بفخرنا واعتزازنا ببلدنا الغالي ونحن ننشد النشيد.

وقالتْ نورة بنت حسن الكمزارية من مدرسة خولة بنت الأزور للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة مسندم: هذه المسابقة نمت لديَّ الموهبة التي أتمتع بها، فمن خلال استماعي للأناشيد والأغاني الوطنية وحفظها أحاول أن أغيِّر ألحانها، وعندما أنشد لصديقاتي في المدرسة دائما يشجعونني على المشاركة.

تعليق عبر الفيس بوك