اغتيال حلم المنتخب

محمد العليان

ضربة حرة

اجتاحت مشاعر الغضب الوسط الرياضي بعد خسارة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أمام تركمستان؛ حيث تبدد الحلم أو بمعنى آدق انتهى الحلم بالوصول إلى نهائيات كأس العالم وآسيا القادمتين (2018و2019) ويأتي هذا الغضب والنقد ليعكس حجم الغيرة على المنتخب الوطني والحرص على تواجده في المحافل الدولية، وحينما يخرج مسؤول من مسؤولي الكرة العمانية ويتحدث ويقول (كل هذه الأمور تحدث، الحكم، الملعب، الجو، الحظ) وسنعوض في المرات القادمة؟ أرى أنّ هذه إجابة في واقعها قد تقنع (المطبلين) ولكنها لا ترضي أصحاب الضمائر الحية لأنهم وحدهم يعرفون قيمة المسؤولية وماذا يعني الإخفاق، والذي سوف يودي برياضة وطن بأكملها واغتيال حلم طال انتظاره، وخيبة أمل جديدة وشيء طبيعي وعادي أن تكون هذه ردة فعل الوسط الرياضي بانتقاد اتحاد كرة القدم بعد هزة (عشق أباد) وكانت في المقابل ردة الفعل سريعة من اتحاد الكرة بتقديم كبش الفداء لهذه الهزة بـ (إعفاء) الجهاز الفني للمنتخب ومعاونيه بقيادة المدرب لوجوين، وكأن اتحاد الكرة يقول نعم استجبنا للرأي العام وأقلنا أو أعفينا المدرب، وهو لا يعلم بأن الإعفاء تمّ بعد خراب مالطة من قبل، وهذا يدل على الاستخفاف وتخدير الوسط الرياضي لكي يبرئ الاتحاد ذمته من دم المنتخب.

ألا يعلم اتحاد الكرة أن الوسط الرياضي قد طالبه بإقالة المدرب منذ سنتين؛ ولكن اتحاد الكرة لم يكترث لذلك المطلب، وظل يعاند ويكابر ويزايد ويدافع عن المدرب في كل إخفاق؟ 4 سنوات عجاف لم يحقق فيها المدرب أي نجاح يذكر بل حقق فشلا ذريعا للكرة العمانية.

دعونا نتحدث بالأرقام عن إخفاقات المدرب مع المنتخب وهي ( بطولتي خليجي 21، 22) وبطولة كأس آسيا2011 وكأس العالم 2014 و2010م وحاليًا بطولة آسيا 2019 وكأس العالم 2018م) وبعد هذه الإخفاقات الحالية سيكون المنتخب في إجازة مفتوحة وطويلة وسيكون الجميع في أمام الشاشة لمشاهدة ومتابعة هذه البطولات فقط ما عدا بطولة كأس الخليج القادمة، والتي هي في علم الغيب أيضا.. ونحمد الله أنه لا توجد تصفيات لهذا البطولة.

تراجع كبير وخطوات للخلف خلال الـ 8 سنوات الماضية، وبالذات في الفترة التي تولى فيها لوجوين لانكاد نلاحظ أي تطور إلى الأمام ولا أي إنجاز تحقق.. وحتى تصنيف المنتخب دوليا هبط هبوطًا كبيرا للخلف وتراجع

لقد طلب اتحاد الكرة الدعم والموازنات من الحكومة فجاءت التوجيهات السامية بدعم المنتخب ووفرت الدولة له ذلك، وبعد ذلك ماذا حقق وماذا تحقق؟ لم يتم تحقيق أدنى درجات الطموح الذي عشّمنا إياه اتحاد الكرة والمدرب.

من هنا لابد أن يعي ويعرف اتحاد الكرة ويتحمل المسؤولية، ويعلم أنّ المسألة ليست منصبا أو مقعدا مادامت الأغلبية تبحث عن مصالحها الخاصة والشخصية والمزايدات والشعارات التي نسمعهاـ وطالما أن الأمور أصبحت هكذا فأي أمل ننتظره من هؤلاء في دفع مسيرة الكرة العمانية، وبعد كل هذه الأحداث واغتيال الحلم هل سنرى الجمعيّة العموميّة تملك الجرأة والشجاعة ولا تقاد وستقول كلمتها أم كالعادة ستدفن رأسها في التراب؟ يجب أن يعلم الجميع أن المناصب لا تدوم والكراسي زائلة ولا يبقى إلا ما خلفه الإنسان من أعمال وأفعال يذكرها ويتذكرها الجميع سواء كانوا ضده أو معه، وإذا لم يحقق اتحاد الكرة وكل أعضائه طموح وأحلام وأمنيات الوسط الرياضي فعليه أن يقر بفشله وعدم استطاعته تلبية طموح الوسط الرياضي؟ وعليه أن يسلم الراية لغيره؟ والسؤال هنا يقول من اغتال حلم المنتخب والكرة العمانية؟

آخر الكلمات (إنّ في السكوت ماهو أبلغ من الكلام).

تعليق عبر الفيس بوك