تدشين البوابة الصحية الإلكترونية ضمن الخطة الاستراتيجية للتحول الرقمي .. وخدمات متنوعة تحيل "الورقية" للتقاعد

مسقط - فاطمة الإسماعيلي

تصوير/ خميس السعيدي

رعى سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط أمس حفل تدشين البوابة الصحية الإلكترونية، وذلك بمستشفى المسرة بقاعة الرازي، وبحضور الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات، وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين بوزارة الصحة وهيئة تقنية المعلومات.

ويأتي تدشين هذه البوابة ضمن الخطة الإستراتيجية للتحول الرقمي لوزارة الصحة والذي تهدف الوزارة منه لمواكبة توجه السلطنة للتحول إلى الحكومة الإلكترونية؛ وتحسين جودة الخدمات الصحية الحكومية وطرق تقديمها وفق ضوابط ومعايير ومراحل زمنية محددة. وسعت وزارة الصحة لتقليل الفجوة الرقمية والتحول الرقمي للعديد من الخدمات بما يضمن التكامل مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة للوصول إلى بيئات رقمية خالية من الورق. وتعد هذه البوابة ثمار تعاون مشترك بين وزارة الصحة وهيئة تقنية المعلومات.

وتحتوي البوابة على خدمات مُقدمة من خلال الشبكة العنكوبتية، وهي تلك الخدمات التي تقدم للمواطنين والمقيمين وقطاع الأعمال، بينما الشبكة الداخلية ستقدم فيها الخدمات للعاملين بوزارة الصحة.

التحول الرقمي

وبدأ التدشين بكلمة لراعي المناسبة جاء فيها: "في إطار إستراتيجية السلطنة نحو التحول الرقمي للحكومة الإلكترونية سعت وزارة الصحة لتقليل الفجوة الرقمية والتحول الرقمي للعديد من الخدمات، بما يضمن التكامل مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة؛ للوصول إلى بيئات رقمية خالية من الورقيات، فإنشاء هذه البوابة الصحية الإلكترونية والتي نقوم بتدشينها بالشراكة مع هيئة تقنية المعلومات، وما تتميز به من خدمات إلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية والشبكة الداخلية للوزارة لمختلف شرائح المجتمع دليل على هذا التحول الرقمي؛ حيث تم الأخذ في الاعتبار الأساسيات المهمة لتأمين هذه البوابة من خلال استخدام التخزين السحابي، والتصديق والدفع الإلكتروني للتسهيل على المواطنين والمقيمين، والتقليل من الزيارات للمؤسسات؛ ضمانًا لاختصار الوقت وسرعة الإنجاز". وأضاف: " لقد تمكنت وزارة الصحة من صناعة منظومة متميزة بها أكثر من ثلاثين نظامًا، كنظام الشفاء ونظام نبض الشفاء وكذلك نظام التحويل الإلكتروني ونظام التبليغ الإلكتروني علاوة على نظام بنك الدم والمختبر المركزي وغيرها، فهذه الأنظمة تجعلنا دائماً أمام تحدٍ للحفاظ على هذه المنظومة وتطويرها وتكاملها".

ومن ثمّ قدَّم الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي رئيس هيئة تقنية المعلومات كلمة بهذه المناسبة، وقال: "تعد البوابة من أوائل مبادرات التحول الإلكتروني التي تم بناؤها وتشغيلها على السحابة الحكومية، وتعمل البوابة كذلك على التكامل مع مبادرات وطنية كالتصديق الإلكتروني والدفع الإلكتروني وترتبط مباشرة ببوابة عماننا (البوابة الرسمية للخدمات الحكومية الإلكترونية). وتعتبر هذه البوابة إضافة مهمة لما أنجزته وزارة الصحة في السابق حيث عملت الوزارة على أتمتة أنظمتها الإلكترونية، ويعد نظام الشفاء من الأنظمة التي نفخر دائماً بها".

وقدم عبد الله بن حمود الرقادي مدير عام تقنية المعلومات عرضًا عن البوابة الصحية وأهم خدماتها ومميزاتها والمراحل المستقبلية للمشروع. وأوضح الرقادي أنّ البوابة الصحية الإلكترونية تعد قاعدة معلوماتية كبيرة تضم بين حناياها كافة المعلومات عن وزارة الصحة والخدمات التي تقدمها الوزارة بمختلف مؤسساتها الصحية لجميع الفئات من موظفين، أفراد المجتمع والشركات؛ إذ تحتوي البوابة على أكثر من 100 خدمة إلكترونية، تم توثيقها وإعادة هندسة إجراءاتها.

وبين الرقادي من خلال العرض أنّ البوابة تتميز بعدة مزايا تقنية، وذلك للتمكين من التكامل مع أي منظومة داخلية أو خارجية، كما يمكن للمتصفح الولوج للبوابة عبر أيّ جهاز رقمي سواء كان جهاز حاسب آلي أو لوحي أو هواتف ذكية وغيرها، كما أنّ وجود تطبيق هاتف ذكي لمختلف الهواتف الذكية هو ضمن هذه البوابة الصحية الإلكترونية. وقد استهدفت البوابة الصحية الإلكترونية أربع فئات رئيسية مهمة في المجتمع حيث وضع لكل منها عدد من الخدمات وهذه الفئات هي المرضى وخدمات المواطنين والمقيمين وقطاع الأعمال وخدمات الموظفين.

وأكد عبد الله بن حمود الرقادي مدير عام تقنية المعلومات- في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة- أنّ وزارة الصحة ماضية قدماً في تحويل مختلف الخدمات إلى خدمات إلكترونية متاحة بشتى وسائل التقنية؛ حيث دشنت هذا العام الملف الوطني الصحي الإلكتروني والدليل الإلكتروني لموظفي وزارة الصحة والمكتبة الطبية ومركز الاتصال، وصولاً إلى تدشين منجز آخر متمثل بالبوابة الصحية، والذي نطمح من خلاله لتفاعل مختلف شرائح المكتب والوصول بخدمات الوزارة إلى كل مواطن ومقيم بكل سهولة ويسر وأمان. وأشار الرقادي إلى أن وزارة الصحة اعتمدت في هذه البوابة تدريب وتوظيف كوادر عاملة أوكلت إليها مسؤولية إدارة المحتوى بمختلف المحافظات والمستشفيات والذين سيكونون نقاط الاتصال لتعديل وتحديث صفحات المحتوى لمؤسساتهم، كما أشاد بدور مختلف الجهات التي تمت حوسبة خدماتها والتعاون البناء الذي نتج عنه هذا المنجز الوطني الذي نفخر بتدشينه عبر تحويل الخدمات إلى خدمات رقمية.

وحول المرحلة المقبلة، ذكر الرقادي أن البوابة ستشهد مزيدا من الخدمات الإلكترونية منها ما يتعلق مباشرة بالبوابة، ومنها ما يتعلق بالتكامل مع المؤسسات الحكومية الأخرى، لافتاً إلى أن البوابة تقدم خدمات التناقص الإلكتروني وخدمات فحص العمالة الوافدة وخدمات العلاج بالخارج والربط مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، فيما يتعلق بالفحص الطبي للحجاج وخدمات إلكترونية متعلقة بالموظفين كالمراسلات والأرشفة الإلكترونية وخدمات الشؤون الإدارية والمالية وإدارة المشاريع وخدمات صحة الأسرة والمجتمع.

وأضاف أن الوزارة تعكف الآن على تنفيذ مشروع البوابة الأكاديمية للمعاهد الصحية "هامس" والذي من المتوقع الانتهاء من العمل فيه أواخر العام القادم، حيث سيحتوي المشروع على تحويل المعاهد إلى خدمات إلكترونية خالية من الورقيات.

ومضى قائلاً إنّ أهمية هذا المشروع تكمن في المشاركة البناءة في تحويل السلطنة نحو مجتمع معرفي رقمي وتقليل الفجوة الرقمية بما يخدم المواطن وبناء الشفافية في التعاملات المختلفة وتحسين أداء الخدمات المقدمة للمجتمع بما يتوافق واستراتيجية التحول الرقمي.

من جهتها تحدثت ليان العلوية مديرة دائرة الصحة الإلكترونية ومديرة مشروع البوابة الصحية الإلكترونية بوزارة الصحة عن دورها في الإشراف على البوابة الإلكترونية، وقالت: "يكمن دوري في إدارة المشروع كممثل عن الوزارة بالاشتراك مع هيئة تقنية المعلومات والشركة المنفذة، أي حلقة الوصل بين المستخدمين ومقدمي الخدمة والشركة المنفذة". وأضافت أن تدشين البوابة الصحية الإلكترونية يُعد خطوة كبيرة في مسيرة التحول الإلكتروني بالتزامن مع توجه الحكومة للرقمية في جميع التعاملات. وتابعت العلوية أن تدشين البوابة الصحية الإلكترونية يشكل نقلة نوعية في ما تقدمه الوزارة للمواطن والمقيم وقطاع الأعمال والموظف في نطاق نشاطها الخدمي؛ حيث قدمت عددا كبيرا من الخدمات بعد إعادة هندستها مما ساهم في تسهيل وتبسيط الإجراءات واختصار الوقت والتكلفة لمقدم الخدمة والمستفيد على حد سواء، إضافة إلى التكامل مع عدة جهات حكومية في مجال تبادل البيانات الإلكترونية. وبينت أن من أبرز هذه الخدمات تلك المقدمة للمرضى والتي تمكن المواطن والمقيم من التقدم بطلب موعد بمركز صحي وإدارة المواعيد من حيث الإلغاء إعادة الجدولة وطلب تقرير طبي له ولأفراد أسرته وليس هذا إلا بداية الطريق لخدمة المجتمع، حيث إنّ البوابة الصحية الإلكترونية في تطوير مستمر لتقديم خدمات إلكترونية أخرى بالتعاون مع جهات أخرى مثل خدمات فحص العمالة الوافدة، وخدمات العلاج بالخارج، وخدمات الصحة المدرسية، كل هذا سعيًا للتسهيل على المستفيد.

وقالت نورة بنت راشد الضبارية المسؤولة عن إدخال أخبار الفعاليات التي تنظمها وزارة الصحة عبر البوابة الصحية الإلكترونية: "إنّ البوابة تمثل واحدة من المنجزات الرقمية المهمة في السلطنة، وهي جزء من توجه الحكومة الرقمية التي تسعى إليها مختلف مؤسسات الدولية خاصة في الثورة المعلوماتية التي تشهدها اليوم، وأكدت الضبارية أن البوابة الصحية الإلكترونية تتيح للمواطنين والقراء الاطلاع على أخبار جميع الفعاليات وحلقات العمل والمؤتمرات التي تقيمها الوزارة أولاً بأول، إضافة على المستجدات الصحية التي لها علاقة بوزارة الصحة من بيانات وأرقام وغيرها".

ومن جانب آخر، قالت مايسة بنت محمود العامرية المسؤولة عن المكتبة الإلكترونية للتثقيف الصحي وبرامج التوعية بالبوابة الصحية الإلكترونية إنّ البوابة الصحية الإلكترونية لوزارة الصحة تمثل نقلة نوعية ستوفر الكثير من الوقت والجهد سواءً لموظفي الوزارة أو المواطنين؛ وإن لدائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية تواجد على البوابة من خلال المكتبة الإلكترونية للتثقيف الصحي التي تعد من أهم الخدمات المقدمة للمواطن والمتصفح بشكل عام هي عبارة عن مكتبة واسعة يتم تحميل كافة الملفات التوعوية المنتجة من قبل الدائرة بشكل مستمر سواء كانت مطبوعات أو الإنتاجات المرئية أو السمعية ليتسنى لمرتادي البوابة تحميلها والاستفادة منها وكذلك إعادة طباعة الكتيبات حيث يتم تحميلها بجودة عالية تسمح للطباعة.

تقنيات مكملة

واستخدمت البوابة التقنيات الفنية اللازمة لجعل هذه البوابة أكثر أماناً واستجابة فقد تم استخدام التخزين السحابي الحكومي (G-Cloud) والتصديق الإلكتروني (PKI) للولوج للبوابة سواء عن طريق الحواسيب أو الهواتف المحمولة، كما لعب قطاع الأمن الإلكتروني بهيئة تقنية المعلومات دورا رئيسا في تأمين البوابة وسد مختلف الثغرات الأمنية، كما تم استخدام برامج مفتوحة المصدر.

يشار إلى أن وزارة الصحة كغيرها من الوزارات تسعى لتحقيق هذه الرؤية والأهداف المنشودة للوصول بالخدمات المقدمة من قبل الوزارة لكافة القطاعات سواءً للمواطنين أو المقيمين أو القطاعين الحكومي والخاص. لذا فإنّ هذه البوابة الصحية ستشمل خدمات إلكترونية تقدم لمختلف شرائح المجتمع وهي متكاملة من أنظمة مختلفة ومؤسسات حكومية مختلفة لتقدم خدماتها المختلفة بكل شفافية.

تعليق عبر الفيس بوك