تهميش الصحفيين.. إلى متى؟

 

خالد بن علي الخوالدي

 

 صحيح أنّ الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب وأنّ الصحفي مُعرض في تأدية واجبه إلى الكثير من المضايقات والمشادات في بعض الأحيان والمتاعب الشديدة في الحصول على المعلومات خاصة في وقت الأزمات والحروب والمعلومات السرية وغير المتاحة، ولكن أن تكون هذه المتاعب في وقت السلم وفي بلد الأمن والأمان وفي أخذ معلومات تنفع المجتمع ولا تضر أحدا فهنا المشكلة التي تعيق عمل الصحفي، ويزيد الطين بلة عندما لا يجد الصحفي التقدير المطلوب لتأدية عمله بالصورة والكيفية التي يرغب فيها نحو التميز عن زملائه في المهنة فيمتنع بعض المسؤولين من الحديث معه أو مشاركته في أخذ الرأي والمشورة رغم أنه أكثر فئات المجتمع اطلاعا على ما يدور في أروقة المؤسسات والشارع، وهو الوسيط الفعلي بينهم في كثير من الأمور.

 

ورغم الجهود التي تبذلها وسائل الإعلام المختلفة في نقل أحداث السلطنة أولا بأول إلا أنّ هناك من المسؤولين من لا يذكرون هذه الجهود، ويستخدم الصحفي والإعلامي وللأسف الشديد في بعض الأحيان مطيّة لتحقيق أهدافه متى ما شاء المسؤول طلبه ومتى ما شاء جعله على الهامش، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة، وأقرب مثال ما حدث مساء أمس الأول بمحافظة شمال الباطنة في المهرجان الطلابي بمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين المجيد حيث إنّ اللجنة الإعلامية المسؤولة عن تغطية الفعالية أغلبها من خارج الإطار الإعلامي؛ لذا لاحظنا كيف أنّ الصحفيين مهمشون مثلهم مثل أي شخص يدخل ليتابع المهرجان، فلا تصاريح لهم لدخول سيّاراتهم ولا مادة صحفيّة يحصلون عليها لتأدية واجبهم الصحفي إلا بشق الأنفس ولا مركز إعلامي لإرسال المواد الصحفية حيث رأيت عددًا من الصحفيين يبحثون عن الشبكة والإرسال في كل مكان في إرجاء المجمّع الرياضي لإرسال صور الحفل إلى الصحف، واتضح فيما بعد أنّ الشبكة مقطوعة بالتنسيق مع إدارة المجمع والصحفي آخر من يعلم!! وقلت في نفسي هل تواجد زملائي وإخواني الصحفيين لتغطية الحدث وتأدية واجب وطني أم أنهم يسعون لتحقيق مصالح شخصية من تغطية هذا الحدث حيث إنهم مهتمون بنقله لأنّ قلوبهم متشرّبة بالوطنية حتى النخاع ولأنّه العيد الوطني المجيد المناسبة الأعظم لديهم.

 

وسؤالي للجهات المنظمة للمهرجان هل هذه كلمة الشكر والتقدير لهؤلاء الزملاء؟ وهل سيرتاح بعض المنظمين من تشتيته ؟ وهل الصحفي متسوّل حتى يعامل بهذا الأسلوب؟ أما كان من المفترض الاجتماع بالإعلاميين قبل الحدث بيوم على الأقل ومشاركتهم فيما يدور واطلاعهم على مستجدات الحدث الاستثنائي وبث الإحساس فيهم بأنّهم جزء من الحدث وأنّهم ليسوا غرباء.

 

لابد أن يدرك المسؤولون أنّ الدور الإعلامي من الأدوار المهمة في أي حدث، وأن الصحفيين يتمنون أن يؤدوا دورهم على الوجه المطلوب بالاحترام والتقدير ونقل إنجازات البلد الكثيرة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - كشريك وليس كما يريد ويرغب المسؤول.

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك