مشاركون: اهتمام جائزة الرؤية لمبادرات الشباب بفئة الأفلام القصيرة يعكس قدرة السينما على الارتقاء بالمجتمع

أكدوا الاستفادة الكبرى من تعليقات لجنة التحكيم.. واعتبروا المنافسة خطوة على درب النجاح

المسافر: لجنة التحكيم تلقت العديد من الأعمال المميزة.. والفرز النهائي اعتمد النزاهة

الموسوي: الفوز بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب محفّز قوي على مواصلة الإبداع

الرزيقي: الفوز دفعة معنوية لاستمرار العطاء وسبر أغوار التميز السينمائي

الوضاحية: جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تستقطب المتميزين بمختلف المجالات

الرؤية- بشاير السليمية

أجمع مشاركون وأعضاء بلجنة التحكيم في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب في مجال الفيلم القصير، على أنّ اهتمام الجائزة بهذه النوعية من الأفلام، يعكس إيمان القائمين على الجائزة بأهمية وقدرة السينما على الارتقاء بالمجتمع، وأنّها تمثل منبرًا إعلاميًا لا ينبغي تجاهله أو التقليل منه.

وقالوا إنّ السينما تُسهم في الارتقاء بالذوق الجماهيري، وتنجح في توصيل القيم الأصيلة من خلال أحداث ممتعة وشيقة، يتداخل فيها الإبهار البصري مع الإبداع النَّصي للعمل، مشيرين إلى أنّ المشاركة في الجائزة- وإن لم يحالف الحظ البعض- تمثل خطوة كبيرة على درب التميز والنجاح.

وفاز في مجال الفيلم القصير: ميثم الموسوي عن فيلم "انعكاسات" بالمركز الأول، ومجموعة بياض السينمائية عن فيلم "الطهور" بالمركز الثاني، ورقية الوضاحية عن فيلم "تاجر الزمن" بالمركز الثالث. فيما جاءت الجائزة التشجيعية من نصيب كلٍ من محمد الربيعي عن فيلمه "سيكل"، وندى الكندية عن فيلم "حمرا خصف".

وقالت مزنة المسافر المخرجة والكاتبة العمانية عضوة لجنة تحكيم الجائزة في مجال الأفلام القصيرة إنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تُسهم في إلهام الشباب وتحفيز المبدعين ودعوتهم للعمل بجدٍ ومثابرة، علاوة على دفعهم لمزيد من العطاء، مشيرة إلى أنّ الجائزة شهدت العديد من المشاركات المميزة، وتفاوتت الإبداعات. وأضافت المسافر أن مشاركة الشاعر سماء عيسى في لجنة التحكيم أضفت مزيدًا من التميز في عمل اللجنة، إذ كان فرز الأفلام ورؤيتها ممتعًا. وأوضحت المسافر أنّ لجنة التحيكم تحرت الدقة والموضوعية وتطبيق معايير عادلة خلال فرز المشاريع المقدمة، مشيرة إلى أن اللجنة اكتشفت عددًا كبيراً من الأعمال الجيدة في المنافسة. ودعت المسافر إلى أهمية إيلاء السينما والأعمال المرتبطة بها اهتماماً أكبر من قبل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، من خلال دعم الأعمال الشابة والمبدعة.

وبينت المسافر أن الجائزة منحت لأفضل ثلاثة أفلام روائية قصيرة وكانت شروط التحكيم تتضمن أن يكون الفيلم من إنتاج 2013 فصاعداً، وألا تزيد مدته عن 20 دقيقة، كما تمّ قبول أفلام التحريك (الأنيميشن) والتمثيل البشري على أن يمثل الفيلم مشروعًا فرديًا أو شبابيًا وليس مملوكاً بالكامل لمؤسسة حكومية أو شركة خاصة، موضحة أنّ هذا لا يتعارض مع حصول الفيلم على تمويل كدعم أو منحة من جهة معنية بصناعة الأفلام، كما يُعتبر المخرج ممثلاً لفريق عمل الفيلم، وهو المخول بالترشح للمسابقة وباستلام الجائزة في حالة فوز الفيلم، بالإضافة إلى اشتراط أن يُقدم المرشح بطاقة إثبات هوية وسيرة ذاتية، ترسل بواسطة البريد الإلكتروني مرفقة بالنص والإقرار الكتابي بموافقة مؤلف العمل على إخراج نصه.

مسيرة الإبداع

من جهته، قال ميثم الموسوي الفائز بالمركز الأول في مجال الفيلم القصير: "دائماً الفوز بأيّ جائزة يكون محفّزا قوياً على الاستمرار في مشوار الإبداع"، مضيفاً أنّ مثل هذه المسابقات تساعد الشباب على تكوين وصقل الإبداعات الشخصية، حتى ولو كانت هواية وبعيدة كل البعد عن مجال تخصصه. وعن الفيلم الذي فاز من خلاله بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب، قال إنّ الفيلم يحمل عنوان "انعكاسات"، ويحكي قصة طفلة فقيرة تجمع العلب المعدنية لكسب لقمة عيشها ومساعدة أمها المريضة. وأوضح أنّ الفيلم يحاول الابتعاد عن الأسلوب النمطي والمتكرر في سرد ماضي الشخصية من خلال "الفلاشباك"، ويحاول أن يحكي قصة الشخصية بالمواقف التي تمر بها الطفلة، والتي تعكس وتحكي قصة حياتها وماضيها.

فيما تحدث أنور الرزيقي الفائز بالمركز الثاني عن فيلم "طهور"، بالاشتراك مع زملائه من فريق بياض السينمائي، قائلاً: "أولاً الحمد لله على فوز فيلم طهور بجائزة جريدة الرؤية لمبادرات الشباب وهي الجائزة الخامسة للفيلم، منذ إنتاجه"، مشيرًا إلى أن هذا الفوز حافز معنوي لتقديم المزيد من العطاء والاستمرار في الاشتغال بصناعة الأفلام القصيرة.

وحول الفوز بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب، قال الرزيقي: "إن مبادرة جريدة الرؤية في طرح مسابقة تعنى بإنجازات الشباب، بمثابة الوقود الذي يوفر الطاقة للإبداعات الشبابية، فكل الشكر والتقدير للجريدة وللمكرم حاتم الطائي على تبني هذه المسابقة، التي بلاشك تتطور كل عام، وتشهد توسعًا في احتواء الإبداعات الشبابية، وقد باتت المسابقة يشار إليها بالبنان، وتعكس التوجه العام للجريدة في تبني الشباب ودعمهم وتحفيزهم على تقديم الأفضل دائماً، ومواصلة العطاء والتميز".

وذكر الرزيقي أنّ فيلم (طهور) يتناول في أحداثه قصة طفل معه سر، وفي يوم الاحتفال بالطهور يكتشف الجد الكبير سالم هذا السر، وتتوالى الأحداث لتأخذنا إلى النهاية التي سنعرف من خلالها كيف يمكن أن يتعامل "العود" سالم مع هذا السر.

"تاجر الزمن"

فيما تحدثت رقية الوضاحية عن فوزها بالمركز الثالث، قائلة إنّ هذا الفوز مصدر فخر واعتزاز لنا نحن أبناء الوطن الغالي ورد القليل من جميل هذا الوطن علينا". وأضافت: "مثل هذه المسابقات تحمل في طياتها أهمية كبيرة من حيث دعم الشباب وتشجيعهم على الإبداع والتميز وصقل مواهبهم في الاتجاه الصحيح". وفازت الوضاحية عن فيلمها "تاجر الزمن"، وقالت إنّ الفيلم يروي قصة رجل خمسيني فقد زوجته وابنته الصغيرة وعاش حالة نفسية صعبة، إذ حاول استرجاع الزمن إلى الوراء، حتى يعود بالذكريات ويرى من جديد زوجته وابنته، وذلك عبر تجارب فيزيائية قام بها، وقد ذاع صيته بين سكان المنطقة التي يقطنها، وتزايدت أعداد الأشخاص المصدقين لما يقوم به هذا الرجل من حيث الانتقال بالزمن.

وقال محمد الربيعي عن فيلمه "سيكل" إنّ الفيلم يروي تصرفات المراهقين والأخطاء التي يقعون فيها ومساهمة الآباء في معالجة هذه الأخطاء بالطرق الخاطئة، الأمرالذي يؤدي إلى استمرار الخطأ، وهو ما ينطبق عليه المثل القائل "ما بُني على باطل فهو باطل".

أما محمد عجزون وهو أحد المشاركين في المسابقة بفيلم "القرار"، فقد أكد أهمية جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، وقال إن مثل هذه المسابقات تنمي وتنهض بفكر الشباب وتساعد على إبراز مواهبهم، وهي وسيلة من وسائل التعلم ومواكبة المستجدات وفق أحدث التقنيات في عالم التصوير وصناعة الأفلام القصيرة، بما يساهم في إبراز القضايا المحيطة بنا وإيصال الرسالة الهادفة وإيجاد الحلول المناسبة.

وأضاف في حديثه عن فيلمه: "إن فيلم القرار يطرح قضية من قضايا المجتمع العماني؛ كظاهرة الإدمان التي أخذت في الانتشار في مجتمعنا، والفيلم يتحدث عن الانتقال من حالة الإدمان إلى حالة التعافي الشامل والدائم، بعد التعرض لأزمات صحية، نتيجة إدمان المخدرات، وتأثيراتها السلبية على حياة الفرد، والمجتمع بشكل أوسع.

وتابع عجزون أنّه شارك في المسابقة إيمانًا منه بأهميتها وشهرتها، علاوة على أن المشاركة في مثل هذه المنافسات تسهم في صقل المواهب وتعزيز القدرات من خلال التعرف على أحدث المستجدات في هذه الصناعة المزدهرة. وأوضح أنّ المشاركة مكنته من التعرُّف على كيفية التعامل مع مختلف التحديات التي يمكن أن تواجه أي عمل سينمائي سواء إدارية أو فنية، وقدرة طاقم الإنتاج على تذليل التحديات وطرح البدائل والحلول، وهو ما سيُسهم مستقبلا في التطوير وتجويد الأعمال.

"هَوَس"

من جهته، أبرز ناصر الخميساني أحد المشاركين في الجائزة بفيلم "هَوَس"، تجربة المشاركة في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، فئة الفيلم القصير، وقال إنّ ما يُميز المشاركة في مثل هذه المسابقات عن المشاركة في أيّ مناسبة أخرى، هو وجود عنصر التحدي، والذي بدوره يبث الحماس في نفوس الشباب، فيجتهدون في بذل أقصى طاقاتهم في سبيل نيل لقب المسابقة، وما يزيد هذه المسابقات جذباً للشباب هو وجود التحفيز المادي والمعنوي. وأوضح أن إحساس المشارك بالتطور بعد المسابقة، سواء من ناحية المهارات أو من ناحية الأدوات المستخدمة، هو ما يدفعه للمشاركة حتى وإن لم يحظ بفرصة الفوز، كما أنّ عامل الوقت يُعد من العوامل المهمة لإنجاز المشاركة وتقديمها باحترافية.

وأضاف: "مشاركتي في مجال الفنون (الأفلام القصيرة) بفيلم "هوَس" كانت متواضعة، لكني اعتبر أن المشاركة في هذه الجائزة تحديداً مميزة، مقارنة بغيرها من المسابقات، إذ تميزتُ بخروجي من نمط الأفلام القصيرة العادية ومحاولة تطبيق بعض الفنيات السينمائية، من زوايا التصوير واستخدام المؤثرات الصوتية، وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول:" لكل مجتهد نصيب".

وبين الخميساني أن فيلم (هَوَس) تدور أحداثه حول عامر، الشاب العشريني الذي لا يعمل ولا يريد أن يرى نفسه بثياب رثة وحالة مزرية كحالة الفقراء، فهو ينظرإلى أصدقائه من مستواه ويطبق ما يفعلونه".

ومن بين الأعمال الفنية المشاركة في الجائزة، بفئة الفيلم القصير، كان فيلم "من أنا" وهو من إخراج خميس أمبوسعيدي وعيسى الصبحي، وتتمحور فكرة الفيلم حول قصة الشاب عبد الله المصاب بنقص الدم الحاد والذي سيقوده القدر لبداية علاقة حب وتأسيس أسرة مع عاملة بكماء في المستشفى، لكنها تكشف علاقتها معه للممرضة التي تُعامل عبد الله بجفاء لتخبرها أنّه "لقيط"، فترفض مواصلة العلاقة معه.

مسابقة الأجيال

محمد حافظ وهو أحد المتأهلين في مسابقة الفيلم القصير الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز بإحدى الجوائز، أكد أنّ انعكاس أهمية جائزة الرؤية لمبادرات الشباب لم يقتصر على الفائزين وحسب، لكنه طال جميع المشاركين من متأهلين وغيرهم من الذين لم يحالفهم الحظ. وقال إنّ هذه المسابقة وأمثالها تساعد على تطوير هوايات الشباب وبث روح المنافسة وخلق بيئة من الإبداع والارتقاء بالفكر الثقافي والفن لدى الأجيال القادمة. وعبر حافظ عمّا يمثله التأهل في جائزة الرؤية بالقول: "يمثل ذلك لي الكثير من النجاح، لا فالنجاح ليس أن تحوز على جائزة أو درع، لكن النجاح الحقيقي هو المشاركة والمنافسة بنزاهة، فهذه أول مسابقة اشترك فيها وبلاشك لن تكون الأخيره، واعتبر التأهل للقائمة النهائية- وإن لم أفز- قفزة إلى الأمام ودافعًا للاستمرار في مسيرة الإبداع والتميز، وتطوير هوايتي وتنمية مهاراتي".

وتابع حافظ قائلاً: "اكتسبت مهارات فنية عدة، بالإضافة إلى اتساع مداركي السينمائية من حيث المعلومات والاشتراطات المطلوبة في المسابقة، ولقد استفدت كثيراً من هذه المشاركة وخاصة تعليقات لجنة التحكيم، والتي ستكون عوامل نجاح مستقبلية عندما أطبقها".

تعليق عبر الفيس بوك