بول لوجوين.. ارحل

المعتصم البوسعيدي

ارحل "وفكنا مالنا خلق نزعل" في أيام كل لحظاتها احتفال، ارحل.. بحق "نوفمبر" عرسنا الجميل، طفلنا البريء، نساؤنا على محراب الدعوات، ورجالنا مضامين الانتماء والولاء، ارحل.. نُريد أن نحتفل بسلطان القلوب، باني نهضة عُمان الحديثة، قائد الشباب نحو الألق والبطولات، ارحل.. احتفلنا وسنحتفل بقيت أم رحلت، ولكن نفضل أن يكون لا خيار سوى الرحيل، فمع رحيلك سنتطلع لمرحلة جديدة نستشرف الأفضل لكرتنا التي ظلت الطريق!!

المنطق هنا يحكم ولا يُقبل أي تبرير، كالحفاظ على استقرار الفريق، وضعف دورينا، والمنظومة الرياضية مالها وما عليها، ولا تعنينا إحصائيات عدد المباريات ونتائج الخسارة والفوز والتعادل والنسب الموضوعة فكلها لا تساوي "قيد أنملة" مقابل خذلان المنتخب لجماهيره، والاتحاد العُماني لكرة القدم إذا كان مقتنعا بهذا المدرب فليكن صريحًا وشفافًا ويُعلن رأيه الفنّي ومن قاله وسيقوله حول استمرار المدرب؟! والمنطق نفسه يتساءل في دهشة كيف يُضيع الاتحاد العُماني عمله الإداري وما يوفره للمنتخب من إمكانيات كبيرة ليجني على نفسه، أهي "براقش" أخرى تُسلم نفسها لقاتلها؟!!

لا نبحث عن النقد بعد "خراب مالطا" إنّما هي الرؤية الواضحة التي لم يفقهها المعنيون بالاتحاد العُماني لكرة القدم، ولا يُرمى الحِمل جُله على عاتق المدرب الفرنسي وعدم استيعابه لفقدانه التوازن وخلله الواضح مع الدعم الذي يحصل عليه، لم يكن محترفًا في هذا الأمر على أقل تقدير، والمضحك المبكي كمية "الضحك على الذقون"؛ فالمدرب ـ أحيانًا كثيرة ـ يقوم باستدعاءات لقائمة المنتخب خاصة عندما يتأزم الوضع، ثم يتركها ـ كما يقول المثل الشعبي ـ "تفق برزة" تمامًا كما حدث مؤخرًا مع سعيد عبيد هداف الخابورة الذي لم يشركه حتى لثوان في مباراة نيوزلندا الاستعدادية قبل كارثة تركمانستان، أقول إنه لا يجب تحميل لوجوين المسؤولية فقط، بل هناك شراكة واضحة من الجهاز الإداري واللاعبين أنفسهم الذين لم يرتقوا لمستوى الحدث وظهروا بصورة باهتة لطالما حاولنا تجميلها في العيون، لاعبون فقدوا بريقهم وحانت لحظة الوداع دون انتقاص من قدرهم وجهدهم، فذلك لا مناص منه في عالم الكرة.

المنتخب وخاصة بعض اللاعبين باتوا ـ شخصيًا ـ لا يمثلوني كعُماني عندما أرى تلكم (الستايلات) التي "تخدش" الذوق ولا تُعبر عن هويّة وطنية بأي شكل من الأشكال، واعتبرها تعديا صارخا يوحي بالعبث واللامسوؤلية من الشخص نفسه وإدارة المنتخب على حد سواء، ولا تقع ـ في اعتقادي ـ ضمن الحرية الشخصية، أضف إليها عدم احترام القيم؛ فمن يُعاقب على سلوك معين على مستوى ناديه ويثبت الأمر عليه، يجب وبالضرورة القاطعة عدم ضمه للمنتخب، لقد تعلمنا أن القيم "تمثل إطارًا مرجعيًا لسلوك القيادات الإدارية والأفراد وتعمل على توجيههم نحو الأهداف" فأي هدف من عدم الحرص على المظهر العام المحافظ على الهوية العُمانية؟! حتى إنني أشبه منتخبنا "بحلاقة الشعر" في أحد لاعبينا "شُعيرات وسط رأس حليق من كل الاتجاهات" كجزيرة محاطة بالماء ولا سبيل للوصول إليها، فلا تغني ولا تسمن "ويغني الله عن بقرات زيد".

الحقيقة ليست في الخسارة من تركمانستان، الحقيقة أكررها بعدما قلتها في مقال سابق "فاقد الشيء لا يعطيه" منذ فترة من الزمن كنا ننسج خيوط "عنكبوت" على الحقيقة التي لا نريد تصديقها، وما أوهنها من خيوط!! وعلى الاتحاد إن يزيل الغشاوة عن هذا المدرب؛ "فالعين التي لا تبكي، لا تبصر في الواقع شيئا"، ولا مكابرة فإما الإقالة أو الاستقالة. ارحل.. ثم سنفكر معًا بالقادم.

تعليق عبر الفيس بوك