نحبُّك يا وطن

عيسى الرَّواحي

مع إطلالة الثامن عشر من نوفمبر من كلِّ عام، يتجدَّد الحبُّ والوفاء لهذا الوطن العزيز؛ حيثُ الاحتفال بالعيد الوطني المجيد، وها نحن اليوم نحتفل بالعيد الوطني الخامس والأربعين، وقد تحقَّق لهذه الأرض الطيبة وأبنائها الكرام قدرٌ وافرٌ من الازدهار والرخاء في شتى ميادين الحياة، تحت ظل قيادة عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- وبهذه المناسبة السعيدة الغالية، نرفع أسمى عبارات التهاني والتبريكات إلى كلِّ من يعيش على ثرى هذا الوطن العزيز، سائلين الله تعالى أن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، في ثوب العزة والسعادة والرخاء.

نُحبُّك يا وطن.. فأنتَ المهدُ الذي فيه وُلدنا، والأرض التي عليها تربَّيْنَا، والسماء التي أظلتنا، ومن سحائب خيرها العميم أمطرتنا.

نُحبُّك يا وطن.. فمِن خيرات أرضك وبحارك أكلنا، ومن عذب مائك الزلال شربنا، وفي حدائقك الغناء وملاعبك الخضراء مرحنا ولعبنا.

نُحبُّك يا وطن.. ففي صُروحك صروح العلم الماجدة درسنا، وعلى أيدي أهل العلم والفضل تعلَّمنا، وبفضل الشافي المعافي على مشافي الصحة والعافية شفينا وعوفينا.

نُحبُّك يا وطن.. فحبُّك إيمانٌ يتجسد في أرواحنا، وخفقان تنبضُ به قلوبنا، وسكينة تطمئن إليها نفوسنا، ومَهْوى تشتاقه أفئدتنا، ومسكن ترتاح إليه أجسادنا.

نُحبُّك يا وطن.. والإسلام دينُنا خَيْر الديانات وخاتم الرسالات، والعربية لغتنا خير اللغات ولغة الوحي وأهل الجِنَان، والخلق شعارنا ومبعث فخارنا، وبه امتدحنا خير البرية وسيد البشرية.

نُحبُّك يا وطن.. وأبناؤك أهل الجود والكرم، أهل السماحة والعفو، أهل النجدة والمروءة، أهل الفضل والإحسان، أهل الأخلاق السامية والعادات النبيلة والصفات الجميلة.

نُحبُّك يا وطن.. يا بلد التأريخ والأمجاد، يا موطن العلماء والشعراء، يا موئل الأبطال والسادة والشهداء، يا رمز المجد والنصر والعزة والفخار، يا مهوى السلم والسلام وواحة الأمن والأمان.

نُحبُّك يا وطن.. لأنك عُمان، وعُمان مغروسة في ذاكرة التأريخ مذ قديم الزمان، وعُمان تاج الأوطان وحمامة السلام، معشوقة الأحرار ومنبت الأبطال، وهي نبضُ القلب ومهوى الفؤاد، وهي قصة العشق الذي لا ينتهي، وقصة الحب الذي لا ينضب.

نُحبُّك يا وطن.. في كلِّ زمان ومكان، نُحبُّك خارج حدودك ونحن خير سفراء لك، نُحبُّك في صروح العلم والمعرفة ونحن أكثر جدا واجتهادا وبحثا ومثابرة، نُحبُّك في مواقع العمل والكفاح، ونحن أكثر إتقانا وصبرا وإخلاصا وتفانيا، نُحبُّك في الشوارع والطرقات واﻷسواق، ونحن أكثر نظاما وانضباطا والتزاما وسلوكا وأدبا، نُحبُّك أينما حللنا وارتحلنا، في كل حال ومع من كان.

نُحبُّك يا وطن.. وقابوس ينعمُ في ثَوْب الصحة والعافية مواصلا مسيرة البناء والعطاء، ونحن ماضون خلفه لا شقاق ولا فتن، ماضون خلفه بعزيمة الرجال وصدق اﻷفعال، ماضون خلفه واسم عُمان يجمعنا، وراية الدين تحفظنا.

نُحبُّك يا وطن.. وكم نودُّ لو كل الأوطان عُمان، وعُمان كل الأوطان؛ حيث الألفة والمحبة والسلام، والراحة والطمأنينة واﻷمان.

نُحبُّك يا وطن.. وسنظل نُحبُّك ما حيينا ما دام القلب ينبض بالحياة، وكل عام وأنتم بخير.

issa808@moe.om

تعليق عبر الفيس بوك