لأنها عُمان

غازي الخالدي

تُشرق شمسُ الثامن عشر من نوفمبر في إشراقتها الخامسة والأربعين على أرض الغبيراء لتُعانق إشعاعاتها إنجازات تحقَّقت على مدى العقود الماضية، ولتروي العنان فيض عطاء العُماني وشموخه.. إنَّها قصة سلطنة جعلتْ من حدودها الجغرافية مكانة عالمية يُشار إليها بالبنان؛ فهذا الإنسان العُماني الممتلئ بالعزة والكرامة والشموخ، وهذه الأرض بكلِّ ما تحمله، تعكس نبضَ من يعيش عليها، وهذه المنجزات تتحدث عن نفسها؛ فالحكمة السلطانية من لدن الأب القائد تؤكِّد لنا دائما أنَّ الإنجازات هي من تتحدَّث عن ذاتها، وهذه عُمان التي بها المجد يزدان، وقد لبست ثوبها القشيب احتفالا وفخرا بما تحقق عليها.

ولأنها عُمان التي كان ولا يزال الإنسان العُماني هو حجر التنمية وغايتها؛ فها هي مواردها وقد سخَّرها العُماني لخدمته وطوَّعها بما يتناسب وإمكانياته وظروفه المعيشية لكي يُحقِّق ما يصبو إليه من طموحات وأهداف، مُتخذا من العزيمة والإصرار دافعا لتحقيق ما يريده؛ فمسيرة النهضة المباركة شهدتْ عبر سنواتها رغبة الإنسان العُماني في وضع بصمة حقيقية في مسيرة التنمية، تزامن ذلك مع توفير الإمكانيات اللازمة للسمو به نحو المراتب العليا.

ولأنها عُمان التي تتقدَّم بشبابها الذين ينهلون من صنوف العلم والمعرفة ليواكب الشباب مُستجدات التقنية حول العالم وليسخرها لخدمته وخدمة وطنه؛ فها هم الشباب في ميادين العمل يتمتعون بحس عال من المسؤولية الوطنية وبقدر كبير من الإدراك والفهم لمعطيات واقعهم المعاصر؛ بغية الارتقاء بعُمان وجعل رايتها خفاقة في مختلف الميادين.

ولأنها عُمان ذات النسيج الاجتماعي القوي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا من أمامه؛ ذلك النسيج الذي أصبح أعجوبة للشعوب الأخرى، وكيف استطاعات عُمان أن تنأى بنفسها عن الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ فعُمان أرض التسامح والمحبة تنثر ورود السلام وتنشد السلم وتدعو للحوار بالتي هي أحسن.

ولأنها عُمان ذات الرجال الشداد البواسل الحارسين لأمنها في مختلف ثغور الوطن، مقدمين أرواحهم وصدورهم أمام أي رمح قد تسوِّل له نفسه تخطِّي الحدودَ؛ فهم في السلم ينشرون آيات المحبة والإخاء، وفي النائبات يضربون بعزم من حديد.

هي عُمان أرض التاريخ وأرض الكرام، التاريخ الذي رسم نفسه بأحرف من نور، مُجسِّدا حكاياته عبر الزمن، ومُنشدا لما تحويه أرض عُمان من صروح شيدها الإنسان العُماني بيده على مدى العصور؛ فالأمم المتقدمة تبنى بسواعد أبنائها. نهض الإنسان العُماني مع بزوغ فجر النهضة مُلبيًّا لنداء الوطن وفاتحا ذراعيه لمحيطه الخارجي ينثر حمام السلام والود وحسن الجوار. وعلى مدى خمسة وأربعون عاما، شُهد لشخصية العُماني بالتفاني بالعمل، والأخلاص لعُمان العز والفخر، ونتيجة لذلك تحققت إنجازات متعدده على أرض السلطنة.

ولأنها عُمان التي كلما تلاطم مَوْج الأزمات، لجأت الدول لسفينتها كي تبحر في سلام وتأخذ من حكمتها. هي السفينة العُمانية المحمَّلة بالمبادئ والثوابت التي لا تتغير ولا تتزحزح عبر الزمن، مُتخذة من عدم التدخل في شؤون الآخرين شعارا لها، وتدعو إلى سبيل السلام.

دُمْتَ يا قابوس فخرا ونبراسا نهتدي به في مسيرتنا المظفرة، دُمْتَ عزًّا وشموخا ونورا لعُمان، دُمْتَ أبا ملهما لأبناء شعبك الوفي.

Ghazi3226@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك