الكشافة والمرشدات يجددون الولاء في الاحتفال بالذكرى الـ32 لتنصيب جلالته كشافا أعظم للسلطنة

استعراض كشفي وموسيقي تراثية ومعارض متنوعة احتفالا بالعيد الوطني الـ45

◄ تكريم المشاركين في اللقاء الدولي الكشفي الـ18 لتبادل الثقافات وحوار الحضارات

مسقط - الرُّؤية

نظَّمتْ المديرية العامة للكشافة والمرشدات، أمس الأول، المهرجان الكشفي والإرشادي، تحت شعار "كشافة ومرشدات عمان.. عهد ووفاء"؛ احتفاءً بالعيد الوطني الـ45 المجيد والذكرى 32 لتنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم كشافا أعظم للسلطنة؛ وذلك بمخيم السلطان قابوس الكشفي بالملدة، وبمشاركة 1000 من منتسبي الحركة الكشفية والإرشادية يُمثلون جميع المراحل الكشفية والإرشادية بدءا من مرحلة الأشبال والزهرات ومرورا بالكشافة الفتيان والمتقدم والجوالة، والمرشدات الفتيات والمتقدمات والجوالات، إلى جانب مشاركة كشافة أقاليم العالم المشاركين في اللقاء الدولي الكشفي الـ18 لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات.

وأقيم الحفل تحت رعاية سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ جنوب الباطنة، وبحضور عدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأصحاب السعادة الولاة، والدكتور عاطف عبدالمجيد أحمد أمين عام المنظمة الكشفية العربية، وداتو توماس الرئيس الفخري للمؤسسة العالمية للتدريب والتنمية، إلى جانب عدد من المشايخ والأعيان وقادة الكشافة والمرشدات.

وألقى خميس بن سالم الراسبي المدير العام للمديرية العامة للكشافة والمرشدات، كلمة كشافة ومرشدات عمان بهذه المناسبة؛ قال فيها: إن نوفمبر شهر خالد في ذاكرة الوطن والإنسان العماني؛ نظرا لما يمثله من أهمية في تغيير مجرى التاريخ ونمط المعيشة ومستواها لدى أفراد المجتمع وهو يوم من أيام عمان الخالدة التي تلبس فيه السلطنة أثواب التعمير والتغيير متطلعة نحو أفاق أفضل، مفتخرة بما أنجز وينجز عبر ملحمة البناء والتنمية بقيادة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- حيث إنَّ الاحتفال بالذكرى الـ32 لتنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم كشافا أعظم للسلطنة هو احتفال خالد في ذاكرة منتسبي الحركة الكشفية والإرشادية بالسلطنة، وذاكرة خالدة نفخر ونفاخر بها شرفا واعتزازاً، حينما شرفت الكشفية بتنصيب جلالته كشافا أعظم في احتفال كشفي بهيج بحضور مائة وخمسين من قيادات المنظمات الكشفية العربية والعالمية يمثلون خمسين بلدا شقيقا وصديقا، إضافة إلى وفود كشفية رفيعة المستوي من معظم دول العالم، في العشرين من نوفمبر من عام 1983م، ليعزز هذا التشريف الكشافة العمانية مكانة مرموقة على الصعيد الخليجي والعربي والعالمي.

ملحمة حب وولاء

وأضاف الراسبي بأنَّ الاحتفال ما هو إلا امتدادا للاحتفالات التي تقام على أرض السلطنة بمناسبة العيد الوطني الـ45 المجيد، المناسبة الغالية التي نعبّر من خلالها عن حبنا وولائنا لهذا الوطن ولقائد مسيرتها الظافرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- الكشاف الأعظم للسلطنة؛ احتفالا نجدد من خلاله عهد الولاء والطاعة لباني مسيرة عمان الخيرة، التي انبلج نورها بتولي مولانا -حفظه الله- مقاليد الحكم في البلاد في يوليو من العام 1970، نورا أعاد لعمان مكانتها التاريخية والحضارية، لتنطلق منها مسيرة البناء والعطاء، مسيرة جعلت الإنسان أساسا لتنميتها؛ فمنذ الوهلة الأولى للنهضة المباركة نال قطاع الشباب الاهتمام من المقام السامي -أبقاه الله- نالت معها الحركة الكشفية والإرشادية نصيبا وافرا من ذلك الاهتمام بوأها مكانة مرموقة بين نظيراتها من الكشافة العربية والعالمية، ويستمر معها الدعم والرعاية السامية للحركة الكشفية والإرشادية مهد لها بيئة خصبة وانطلاقة واعدة مكنها من تحقيق عدد من الإنجازات على كافة الأصعدة، حيث شهدت تنمية العضوية في العام الدراسي 2011/2012 نسبة ارتفاع بلغ 100%، في كافة المراحل الكشفية والإرشادية بدء من مرحلة الأشبال والزهرات ومرورا بالكشافة الفتيان والمتقدم وبالمرشدات الفتيات والمتقدمات ووصولا إلى مرحلة الجوالة التي سجلت نموا مضطردا في عدد الوحدات المسجلة لتشمل الأندية الرياضية وجمعيات المرأة العمانية والجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة، كما سجل العام الدراسي 2014/2015 إطلاق مرحلة البراعم في رياض الأطفال، الأمر الذي صاحبه ارتفاع نسبي في عدد القادة والقائدات المؤهلات وفق التأهيل القيادي الكشفي والإرشادي بفضل مشروع تنمية القيادات الذي تبنته المديرية في العام الدراسي 2011/2012.

وأضاف بأنَّ الفرقة الموسيقية الكشفية سجلت زيادة في عدد أعضائها وسجلت معها حضورا جيدا في الساحة المجتمعية بالظهور والمشاركة في مختلف المناسبات الوطنية والرياضية والتربوية والاجتماعية، وحافظت كشافة ومرشدات عمان على المركز الأول عالميا في المخيمات الكشفية للاتصالات اللاسلكية والانترنت للمرة التاسعة في تاريخ مشاركاتها، وتشارك كشافة ومرشدات عمان بفاعلية في مختلف الفعاليات الشبابية والمجتمعية وذلك انطلاقا من دورها التربوي الرائد لخدمة الشباب والمجتمع، وتستمر كشافة ومرشدات عمان في إنجازاتها وفقا لأهدافها ومهامها وفلسفتها ووعدها وقانونها الكشفي والإرشادي.

مستقبل مشرق وجسر للتواصل

وأردف مدير عام الكشافة والمرشدات قائلا: نقبل على عام جديد نتطلع من خلاله إلى غد مزهر، ومستقبل مشرق، لن يتحقق إلا بالتلاحم من أجل حياة أفضل؛ فكل منتسب للحركة الكشفية والإرشادية من أبناء هذا الوطن يمثل أملا واعدا، وحلما باهيا للحفاظ على ما تحقق من منجزات كشفية تعكس مرحلة من مراحل بناء هذا الوطن، عام نجدد من خلاله عهد الولاء والطاعة، ونحتفي بهاء وبهجة بالذكرى 32 لتنصيب جلالته - أبقاه الله- كشافا أعظم للسلطنة.

وأضاف الراسبي بأنَّ وزارة التربية والتعليم -ممثلة في المديرية العامة للكشافة والمرشدات- استضافتْ اللقاء الكشفي الدولي الـ18 لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات خلال الفترة من 3 إلى 13 من نوفمبر الجاري، تحت شعار "تراثنا جسور للتفاهم.. وبناء للمستقبل"؛ حيث أتاح البرنامج المعد لهم فرصا للتعرف على تاريخ السلطنة ومنجزاتها وتنوعها الثقافي والبيولوجي والبيئي والحضاري، وعليه فإننا في هذا الاحتفال نقدم لهم كل الشكر والتقدير على مشاركتهم في هذا المهرجان الكشفي والإرشادي، متمنيا لهم عودة حميدة لأوطانهم، وان ينقلوا مشاهداتهم عن السلطنة وما تتميز به من تنوع إلى دولهم وأصدقائهم.

تكريم المشاركين

وتمَّ تكريم المشاركين في اللقاء الدولي الكشفي الـ18 لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات. وفي الختام، ردَّد الجميع الوعد الكشفي والإرشادي معاهدين الله بالمضي قدما خلف القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- الكشاف الأعظم للسلطنة.

وافتتح سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ جنوب الباطنة قرى المهرجان الكشفي والإرشادي التي ضمت بين جنباتها عددا من القرى الكشفية والإرشادية المتنوعة التي جسدت المهارات والفنون الكشفية تبدأ بالقرية الكشفية والإرشادية التي تضم عددًا من الصور الفوتوغرافية جسَّدت ثلاثة محاور؛ هي: تاريخ الحركة الكشفية والإرشادية في السلطنة وجسدت الصور تلك الحقبة من البدايات الأولى لظهور الحركة الكشفية والإرشادية بالسلطنة في عام 1932 ونشأة أول فرقة للمرشدات في العام 1972 بمدرسة فاطمة الزهراء، وتحدث المحور الثاني عن المخيمات الكشفية والإرشادية؛ حيث أقيم عدد من المخيمات التي تمثل مختلف البيئات الصحراوية والجبلية والبحرية باستخدام خامات البيئة وتضم عدد من الخيام والنماذج الكشفية الريادية وعدد من المهارات والفنون الكشفية.

فعاليات القرى الكشفية

وضمَّت قرية البرامج والمشاريع التطويرية في العمل الكشفي والإرشادي صورا عن المشاريع التطويرية التي تبنتها المديرية العامة للكشافة والمرشدات؛ وهي: مشروع تنمية القيادات، ومشروع تطوير المخيمات وتنمية المراحل والعضوية، ومشاريع التوأمة مع الجمعيات الكشفية العربية والمناهج الكشفية والإرشادية والمخيمات الكشفية والبرامج والأنشطة، وخدمة وتنمية المجتمع والمشاركات الخارجية، بعدها زار راعي الحفل والحضور قرية الفرقة الموسيقية الكشفية والتي تم خلالها استعراض الزي الكشفي للفرقة والأدوات والآلات الموسيقية للفرقة إلى جانب معرض مصور يجسد جانبا من مشاركات الفرقة في مختلف المحافل الوطنية والمناسبات الأخرى، عقبها زار قرية التقنية التي ضمت فرق الاتصالات اللاسلكية والإنترنت، وفيها تم استعراض عدد من مواقع التواصل الاجتماعي لكشافة ومرشدات عمان؛ ومنها: منتدى الكشافة والمرشدات واستعراض غرفة المحادثة (التيم سبيك) ودورها في نقل أخبار المهرجان بشكل مباشر، وعمليات الربط المباشر مع الموقع الكشفي العالمي للمنظمة الكشفية العالمية، إلى جانب المرور على محطة اللاسلكي التي تقوم بعمليات الربط اللاسلكي مع مختلف دول العالم للتعريف بالمهرجان واحتفالات السلطنة بالذكرى الـ32 لتصيب جلالته كشافا أعظم للسلطنة، والاطلاع على استخدامات (السكاوت لينك)، والمرور على حلقات العمل التدريبية المباشرة وهي حلقة إنشاء المواقع على الشبكة العالمية وصيانة وبرمجة الحاسب الآلي والتصميم والجرافيك، كما اطلع راعي الحفل والحضور على صور جسدت نشاط كشافة ومرشدات عمان في المخيمات الكشفية العالمة للاتصالات اللاسلكية والإنترنت.

وفي القرية التراثية، شاهد راعي الحفل والحضور جانبا من الحرف التقليدية والمأكولات الشعبية والأزياء والفنون والألعاب التقليدية التي شارك بها عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، وفي قرية السياحة الكشفية شاهد صورا فوتوغرافية جسدت جانبا من المعالم التاريخية والطبيعية التي تتميز بها السلطنة، وفي قرية الإصدارات الكشفية والإرشادية تم عرض عدد من الإصدارات الكشفية والإرشادية التي تم إصدارها خلال الأربع سنوات الأخيرة ومنها المجلة الكشفية العمانية وأدلة التدريب والتأهيل وسجلات الوحدات الكشفية والإرشادية والكتيبات المتعلقة بانجازات كشافة ومرشدات عمان وغيرها من الإصدارات، وفي قرية التجارب الرائدة لعشائر الجوالة والجولات في السلطنة تم استعراض عدد من تجارب جوالة وجوالات الأندية والجامعات والكليات المختلفة في كافة المجالات المجتمعية والتربوية، وفي قرية الابتكارات والمواهب الكشفية والإرشادية تم عرض نماذج من ابتكارات الكشافة والمرشدات في مختلف المراحل، وفي قرية التحدي والمغامرة تم عرض مجموعة من الألعاب والمسابقات التي تبرز قوة التحدي والتحمل والمغامرة، وفي قرية الفرق الكشفية والإرشادية للمدارس الخاصة والدولية بالسلطنة استعرضت المدارس عدد من أنشطتها وبرامجها في مجالات الكشافة والمرشدات.

وفي القرية الدولية للمشاركين في اللقاء الدولي الكشفي الـ18 لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات، عرضت الدول المشاركة جانبا من عاداتها وتقاليدها والزي الخاص بها؛ حيث شاركت في المعرض 27 دولة من مختلف أقاليم العالم وهي فلسطين ومصر والكويت والسعودية واليمن وتونس ولبنان وسوريا والسودان والجزائر والإمارات وقطر، والسويد وفرنسا وألمانيا وفلندا وإسبانيا وبولندا وإيطاليا والنرويج والمملكة المتحدة وكرواتيا والدنمارك وتركيا.

وفي قرية المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالعمل الكشفي والإرشادي، شاركت 23 مؤسسة حكومية وأهلية بعرض جانب من نشاطاتها وهي: شرطة عمان السلطانية، والهيئة العامة للصناعات الحرفية، والجمعية العمانية للسلامة المرورية، والجمعية العمانية لمكافحة التبغ، والجمعية العمانية للفنون التشكيلية، والجمعية العمانية لأصدقاء المسنين، واللجنة الوطنية للشباب، واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة جنوب الباطنة، واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، والهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، والهيئة العامة لحماية المستهلك، والجمعية العمانية لمكافحة السرطان، وجمعية البيئة العمانية، وجمعية هواة الطوابع العمانية، ومشروع عمان للإبحار، والإدارة العامة للمخدرات والمؤثرات العقلية، والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظتي جنوب وشمال الباطنة، والمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الباطنة، وإدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة جنوب الباطنة، والمديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظتي جنوب وشمال الباطنة.

وعبَّر الدكتور عاطف عبدالمجيد أحمد أمين عام المنظمة الكشفية والإرشادية عن اعتزازه الكبير واعتزاز المنظمة بمشاركة كشافة ومرشدات عمان في الاحتفال بالذكرى الـ32 لتنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- كشافا أعظم للسلطنة والاحتفال بالعيد الوطني الـ45 المجيد. وقال: إنَّ إحياء هذه المناسبة يجسد الولاء والحب والوطنية والوفاء لراعي الحركة الكشفية ولراعي الشباب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس، الذي فجر ينابيع الخير والنماء على عمان وأهلها. وأضاف أن المنظمة الكشفية العربية تسعد كثيرا عندما تستضيف كشافة ومرشدات عمان أي نشاط دولي أوعربي وتعتبر ذلك مؤشر نجاح للاستضافة، لوجود القيادات الكشفية المتمكنة ووجود الإرادة القوية لنجاح الفعاليات والبيئة الممكمنة، ونتيجة لذلك نجحت كشافة السلطنة في استضافات الكثير من الأحداث كان آخرها اللقاء الكشفي العربي الأوروبي واللقاء الكشفي الدولي ال18 لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات.

تعليق عبر الفيس بوك