تونسيان وجزائري يحصدون جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.. ولجان التحكيم تؤكد حيادية اختيار الفائزين

 

الريامي: الجائزة ترجمة للاهتمام السامي بالإنجاز الفكري وتأكيد لدور السلطنة في ترسيخ الوعي الثقافي

 

 

 

 

فوز التونسي د.عبد السلام المسدي بجائزة الثقافة في مجال دراسات اللغة العربية

 

الجزائري د.شريفي بلحاج ينال جائزة الفنون بمجال الخط العربي

 

التونسي د.محمد الهذيلي يفوز بجائزة الآداب بمجال أدب الطفل

 

 

 

 

 

الرؤية- عهود الهنائية- بشاير السليمية- مزنة الرحبية

 

 

 

فاز تونسيان وجزائري بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الرابعة للعام الجاري 2015.

 

وأعلن سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم أمس أسماء الفائزين بالجائزة خلال مؤتمر صحفي عقد أمس. وقال سعادته- خلال المؤتمر- إنّ هذه الجوائز تعيد ضخ الدم لشريان الحراك الثقافي العربي، أينما وجد دونما تحيُّز لطيفٍ معينٍ، ودونما تحيز لمدرسة فكرية معينة، مشيرًا إلى أنّ إقامة الجائزة بهذه النمطية وبهذه الصيغة تبقي الباب مشرعاً أمام الجميع بكل أفكارهم ورؤاهم وكل معطياتهم، حتى يكونوا سواعد بناء في صرح الثقافة العربية التي وللأسف الشديد يعتريها ما يعتريها في الوطن العربي. وأضاف أنّ هذه الجائزة تأتي انطلاقًا من الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بالإنجاز الفكري والمعرفي، وتأكيدًا على الدور التاريخي لسلطنة عُمان في ترسيخ الوعي الثقافي؛ ودعمًا من جلالته- أعزّه الله- للمثقفين والفنانين والأدباء المجيدين.

 

إنشاء الجائزة

 

وأوضح أن المرسوم السُّلطاني السامي رقم (18/2011)، أنشأ جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وهي جائزة سنوية، وفق ما هو مُقرّر لها، يتم منحها بالتناوب دورياً كل سنتين؛ بحيث تكون تقديرية في عام؛ يتنافس فيها العُمانيون إلى جانب إخوانهم العرب وتبلغ قيمتها المالية 100 ألف ريال عماني لكل مجال ووسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب، وفي عام آخر للعُمانيين فقط وتبلغ قيمتها 50 ألف ريال عُماني لكل مجال ووسام الاستحقاق للثقافة والعلوم والفنون والآداب.

 

وتابع سعادته أنّ مجالات الدورة الرابعة خصصت للعرب قاطبة في مجالات ثلاثة وهي الدراسات في مجال اللغة العربية، والخط العربي، وأدب الطفل، وتمّ فتح باب الترشح لأعمال هذه الدورة من خلال حملة إعلامية موسعة في القنوات التلفزيونية والإذاعية المحلية والعربية والعالمية، وعدد من الصحف اليومية وبعض المجلات والمواقع والمنتديات الإلكترونية، وحساب الجائزة على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب، إضافة إلى المخاطبات الرسمية لعدد من المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية ذات الشأن الثقافي والفني والأدبي.

 

ومضى الريامي قائلاً إن إجراءات تقديم الأعمال بدأت اعتبارًا من يوم الأحد الأول من مارس 2015 واستمرت حتى يوم الخميس الخامس عشر من أكتوبر 2015؛ حيث أُغلق باب الترشح، وبلغ مجموع المتقدمين للتنافس على الجائزة في هذه الدورة 408 متنافسين ومتنافسات. وأوضح أنّه في فئة الدراسات في مجال اللغة العربية بلغ العدد 119 متنافسًا ومتنافسة، تبعها الخط العربي حيث تنافس على جائزته 83 متنافسًا ومتنافسة، أما أدب الطفل فقد تنافس عليه 206 متنافسين. وأضاف أنّه في الفترة من 18-22 أكتوبر الماضي، بدأت أعمال لجان التحكيم الأولي والفرز، والتي اختير أعضاؤها من الأكاديميين والمختصين في مجالات هذه الدورة كالتالي: أولاً لجنة التحكيم الأولي والفرز لمجال الدراسات في مجال اللغة العربية، وضمت كل من الأستاذ الدكتور سعيد الزبيدي أستاذ بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى، والدكتور محمد بن سالم المعشني رئيس قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس، إلى جانب الدكتور خالد بن سليمان الكندي أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس.

 

ومضى قائلاً إنّ لجنة التحكيم الأولي والفرز لمجال الخط العربي ضمت كلا من عبد الله بن سليمان الوائلي وسامي بن الزين بيت مبارك مشرف إداري بوزارة الصحة، فيما ضمت لجنة التحكيم الأولي والفرز لمجال أدب الطفل كلاً من الدكتور أحمد الحنشي أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس والدكتورة طاهرة بنت عبد الخالق اللواتيا خبيرة إعلامية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والدكتورة جوخة بنت محمد الحارثية أستاذة مساعدة بقسم اللغة العربية بجامعة السُّلطان قابوس.

 

شروط عامة

 

وأوضح سعادته أنّ اللجان قامت بإجراءات التأكد من وثائق ومسوغات الترشح ومدى مطابقتها للشروط العامة للجائزة، واقتراح المعايير الخاصة بسير آلية التحكيم الأولي والفرز، كما قدَّمت اللجان تقاريرها كل على حدة متضمنة كشوفا واضحة بالأسماء المرشحة للجان التحكيم النهائي، وأخرى لتلك المستبعدة مع بيان أسباب الاستبعاد.

 

وتابع الريامي أنّ لجان التحكيم النهائي ضمت كوكبة من أساتذة اللغة العربية والخط العربي والنقاد المشتغلين بأدب الطفل، من داخل السلطنة وخارجها، يمثلون عددًا من المدارس الفكرية المختلفة، وهم لجنة التحكيم النهائي لمجال الدراسات في مجال اللغة العربية؛ حيث ضمت كل من الأستاذ الدكتور الشاهد بوشيخي الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية بالمملكة المغربية، إلى جانب الأستاذ الدكتور المختار كريّم أستاذ العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تونس بالجمهورية التونسية، والدكتور محمد بن سالم الحارثي تخصصي أول بحوث ودراسات بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.

 

وأوضح أنّ لجنة التحكيم النهائية لمجال الخط العربي ضمت كلاً من الدكتور يحيى فرغل أستاذ علوم لغوية بجامعة عين شمس، والدكتور محمد شقرون أستاذ الحضارة بكلية العلوم الإنسانية بالجمهورية التونسية، إلى جانب الأستاذ العوض مصطفى مدرس تربية فنية وفنون الخط العربي من جمهورية السودان. وزاد أنّ لجنة التحكيم النهائي لمجال أدب الطفل ضمت كل من الأستاذ الدكتور أحمد درويش أستاذ النقد الأدبي والأدب المقارن بجامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية، والأستاذ الدكتور خالد ميلاد أستاذ بكلية الآداب والفنون بجامعة منوبا بالجمهورية التونسية، إلى جانب الأستاذة عزيزة بنت عبد الله الطائية المشرفة العامة لمادة اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم.

 

واختتم سعادته بالقول: "بهذه المناسبة الغالية يطيب لي وباسم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم أن أتقدم بخالص التهنئة لكافة المثقفين والفنانين والأدباء الذين تشرفوا بتقديم أعمالهم في الدورة الرابعة لهذه الجائزة العزيزة على نفوسنا جميعًا، وأخص بالتهنئة الفائزين في المجالات الثلاثة متمنياً لهم دوام التوفيق والتقدم في جميع المحافل والاستحقاقات الثقافية والفنية والأدبية، المحلية والدولية والإقليمية القادمة، وأتشرف وباسم كافة المثقفين والفنانين والأدباء أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والامتنان والعرفان والولاء للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المُعظم- حفظه الله ورعاه- على فيض مكرماته ودافق عطائه ورعايته للثقافة والفن والأدب ولكل ما من شأنه خدمة الإنسانية في كل مكان".

 

 

 

أسماء الفائزين

 

وجاءت نتائج الدورة الرابعة في مجال الدراسات في مجال اللغة العربية؛ حيث اجتمعت اللجنة خلال الفترة من 7-11 نوفمبر 2015، في مسقط بحضور الأعضاء، وتداول المحكمون كافة الملاحظات والرؤى حول المتقدمين للجائزة، وخلصت اللجنة بإقرار فوز الدكتور عبد السلام بن عبد السلام المسدي من الجمهورية التونسية بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب (عن مجال الثقافة)، والمسدي هو أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية، وعضوالمجمع العلمي العراقي، وعضو المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، وعضو مجمع اللغة العربية في ليبيا، وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق، كما تولى الأمانة العامة لاتحاد الكتاب التونسيين، وهو مؤلف وأستاذ جامعي متخصص وصاحب مؤلفات عديدة في هذا المجال، ويملك تاريخاً طويلاً في عضوية عدد من المجمعات العربية العلمية واللغوية، كما اضطلع بمهام سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى، كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي وسفيراً لبلاده لدى جامعة الدول العربية، ولدى المملكة العربية السعودية، ومن كتبه "تأملات سياسية"، و"نحو وعي ثقافي جديد"، و"العرب والانتحار اللغوي"، و"تونس وجراح الذاكرة"، و"فضاء التأويل".

 

وفي مجال الخط العربي، اجتمعت اللجنة خلال الفترة نفسها وقامت بدراسة الأسماء المقدمة ومناقشتها وتقييمها وفق المعايير والمحاور التي وضعتها لسير آلية التحكيم، وأقرت بالأغلبية منح الخطاط الدكتور شريفي محمد بن سعيد بن بلحاج من الجمهورية الجزائرية، جائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب (في مجال الفنون). وولد بلحاج بالقرارة في ولاية غرداية الجزائرية، أول يونيو 1935، وهو مدرس الخط العربي بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر، منذ سنة 1964، وحاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1963، وعلى دبلوم في الفن الحديث من جامعة الجزائر، كما حصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الفن الإسلامي، وشهادة دكتوراه في "الدولة في التاريخ الإسلامي". كما كتب العديد من المصاحف الشريفة منها سنة 1396هـ، وسنة 1398هـ، إضافة إلى سنة 1403هـ، مع شرح موجز لمفرداته ومعانيه سنة 1409هـ. ومُنحَ شهادة تقدير من رئيس الجمهورية الجزائرية في الذكرى الخامسة والعشرين لاسترجاع الاستقلال والسيادة الوطنية 1987، وجائزة تقديرية في مهرجان بغداد العالمي للخط العربي والزخرفة الإسلامية رمضان 1408هـ في أبريل 1988، إضافة إلى مشاركته في عدة ملتقيات فنية أبرزها المؤتمر العاشر للآثار العربية في تلمسان عام 1982، ومهرجان بغداد للخط العربي والزخرفة الإسلامية الذي أقيم في عام 1988م، إلى جانب مشاركته في مهرجان المغرب العربي الأول للخط العربي والزخرفة الإسلامية بالرباط في مارس 1990م.

 

وفي مجال أدب الطفل، بعد أن اجتمعت اللجنة خلال نفس الفترة أيضاً في مسقط، وتدارست القوائم المرشحة وفتحت باب النقاش وتداول الرؤى النقدية؛ قررت اللجنة منح شرف الفوز بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب (عن مجال الآداب) للدكتور محمد محمد الهادي الهذيلي الغزي من الجمهورية التونسية وهو أستاذ مشارك بجامعة نزوى.

 

جائزة تقديرية

 

وتعدُّ جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب جائزة سنوية، يتم منحها بالتناوب دورياً كل سنتين؛ بحيث تكون تقديرية في عام؛ يتنافس فيها العُمانيون إلى جانب إخوانهم العرب، وفي عام آخر للعُمانيين فقط. يتولى تنظيم سير العمل بالجائزة "مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم"، وذلك من حيث تحديد فروع الجائزة، والإعلان عن فتح باب الترشح/الترشيح، وموعد إغلاقه، وتشكيل لجان الفرز والتحكيم ومواعيد إعلان النتائج، وتسليم الجائزة. وتؤول الجائزة وآلية تنفيذها إلى مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.

 

وتهدف الجائزة إلى دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبيلاً لتعزيز التقدّم الحضاري الإنساني. الإسهام في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، وترسيخ عملية التراكم المعرفي. وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة؛ من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري، وفتح أبواب التنافس في مجالات العلوم والمعرفة القائم على البحث والتجديد، إلى جانب تكريم المثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني، وتأكيد المساهمة العُمانية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلا؛ في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية.

 

وتُمنح الجائزة للفائزين في مجالات الثقافة والفنون والآداب؛ بحيث يتم اختيار فرع من كل مجال في كل دورة من دورات الجائزة، ليصبح عدد الفائزين ثلاثة في كل عام من المثقفين والفنانين والأدباء، بواقع فائز واحد في كل مجال.

 

أما مجالات الجائزة وفروعها فتضم مجال الثقافة ويُعنى بالأعمال والكتابات الثقافية المختلفة في مجالات المعارف الإنسانية والاجتماعية عموماً، كاللغة، والتاريخ، والتراث، والفلسفة، والترجمة، ودراسات الفكر.

 

وجائزة في مجال الفنون وتُعنى بالنتاج الفني بشتى صوره المعروفة عالميًّا، كالموسيقى، والفن التشكيلي، والنحت، والتصوير الضوئي، إلى جانب جائزة في مجال الآداب وتُعنى بالأنماط الأدبية المختلفة، كالشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والنقد الأدبي، والتأليف المسرحي.

 

تعليق عبر الفيس بوك