معلمون: استخدام الطلاب للهواتف الذكية يعود بالسلب على الأداء الدراسي.. والتطبيقات الحديثة "سم قاتل"

ناشدوا أولياء الأمور مراقبة أبنائهم وتوعيتهم بمخاطر "ثورة المعلومات"

الرؤية- بدر اليعقوبي

أكد معلمون أنّ استخدام طلاب المدارس للهواتف الذكية أثناء ساعات الدراسة، يعود بالسلب على تحصيلهم العلمي، بل ويضر بمستوى التركيز، ويتسبب في تراجع أخلاقياتهم، لما قد تحمله هذه الهواتف من تطبيقات مضرة ولا تناسب أعمال هؤلاء الطلاب.

ويؤكد طلاب أنّهم لاحظوا تغيرات نفسية وتربوية على زملائهم الذين بات شغفهم الأساسي الهاتف النقال، حيث تبدلت أخلاقهم وتحولت إلى النقيض، فمارسوا العنف على الآخرين، بل بلغ بهم الحد إلى محاكاة وتقليد ما يشاهدونه في ألعاب العنف والأفلام المختلفة، وتصوير المعلمين والزملاء دون علمهم.

وقال علي بن خميس العزيزي مساعد مدير مدرسة ضنك إنّ الطالب لا يحتاج إلى الهاتف خلال فترة الدراسة، لأن الهاتف يؤثر على أدائه الدراسي بشكل سلبي أكثر من كونه إيجابياً، لاسيما وأنّ الهاتف تحول إلى جهاز كمبيوتر في يد الطالب وبإمكان الطالب أن يبحث على الإنترنت بشكل عشوائي عن أي موضوع كان، مشيرًا إلى أن استخدام الإنترنت من قبل طلاب الصفوف الأولى ينبغي أن يتم وفق ضوابط وتحت قيود ومراقبة الأسرة.

وقال ناصر بن خلف المعمري أستاذ تقنية المعلومات بمدرسة ضنك للتعليم الأساسي إنّه ينبغي ألا يستخدم الطالب هاتفه أو جهازه اللوحي خلال الدراسة، وإذا ما أراد استخدامه، فليكن خلال فترة الإجازة الدراسية فقط، حتى يستطيع الاستفادة من التكنولوجيا، على أن يتم مراقبته وتحديد ساعات معينة لاستخدام الهاتف أو الآي باد أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى التي يمتلكها. وأوضح أنّه كولي أمر يمنع أبناءه من استخدام جهازه اللوحي، إلا في وقت الإجازة الرسمية، لكن في فترة الدراسة لا يُسمح له باستخدام أيّ جهاز إلكتروني، قد يؤثر عليه سلبًا. وأوضح المعمري أنّ الهاتف والأجهزة الإلكترونية ربما تتيج للطالب الاطلاع على صور مخلة بالآداب وألعاب تولد لديه الرغبة في الانتقام والعنف والقتل والتحرش والسب وغيرها من السلبيات التي تحملها هذه التكنولوجيا. وبيّن أنّ الطالب ربما يميل دائماً إلى الأمور المرئية والسمعية، فيتّجه إلى استخدام الأجهزة التكنولوجية عكس الكتاب الذي يحوي معلومات جامدة.

وتمنع المدارس في السلطنة أن يحمل الطالب هاتفه أثناء فترة الدوام الرسمي على الإطلاق، كما تمّ وضع عقوبات بحق الطالب الذي يحمل هاتفه أثناء الدوام المدرسي، إذ يؤكد المعلمون حرصهم على عدم اصطحاب الطالب للهاتف، مهما كان الدافع وراء ذلك.

وحول دور المدرسة في مراقبة الطلاب ومنعهم من استخدام الهاتف، قال علي بن خميس العزيزي: "نحن في مدرستنا نُشدد على منع الطلاب من اصطحاب هواتفهم المحمولة، ودائماً ما نوصي ولي الأمر بألا يعطي مجالاً لابنه لاستخدام الهاتف خلال فترة الدراسة لأن الطالب سينشغل بالهاتف ويترك الدراسة أو يهملها، وفي حالة أنه من الضروري أن يحمل الطالب هاتفاً فلابد أن يخلوا من التطبيقات الحديثة التي قد تؤثر على الطالب أخلاقيا".

وقال جمعة بن مصبح النعيمي معلم رياضيات: "إن الوزارة تمنع منعاً باتاً إحضار الطالب لهاتفه في المدرسة ولكن بعض الطلاب يحضرونه معهم للتباهي به أمام زملائهم، باقتنائهم أفضل الهواتف أو الأجهزة الأخرى، وقد يصل به الأمر لأن يلتقط صوراً لزملائه أو المعلمين دون علمهم، غير أنّ المدارس وضعت قوانين صارمة لمثل هؤلاء الطلاب ويتم مصادرته إلى حين حضور ولي الأمر".

سلاح ذو حدين

وتعد التكنولوجيا بالفعل سلاحًا ذا حدين، فهي مفيدة ومسلية لمن يحسن استخدامها، لكنها مُضرة وغير نافعة لمن يسيئ استخدامها.

وقال سعيد بن مرزوق اليحيائي أخصائي أنشطة: "أصبحت التكنولوجيا وبشكل عام محيرة للمجتمع والأسرة وللمعلم، وهي سلاح ذو حدين، فإذا استخدمت الاستخدام الأمثل وتم توجيهها في الطريق الصحيح سيحصل مستخدمها على النافع والمفيد منها، لكنها في المقابل "بُعبُع" يؤرق مضاجع الأسرة والمدرسة والمعلم لأنّ الطالب يدخل من خلال الهاتف إلى مواقع وتطبيقات دون رقيب عليه، وهذا من شأنه أن يؤثر سلباً على الطالب أخلاقياً، الأمر الذي يتطلب وقفة من الأسرة والمدرسة لتوجيه الطالب وتثقيفه بأهمية توجيه الطالب حتى لا تؤثر التكنولوجيا في أخلاقه سلبياً، ومن الضروري أن يعي الطالب بنفسه الاستخدام الجيد للهاتف والانتفاع من التكنولوجيا".

وقال راشد بن سعيد البلوشي معلم جغرافيا إنّ التكنولوجيا قد تؤثر سلباً على أخلاقيات الطالب إذا لم تجد حسن الاستخدام من الطالب نفسه، فالتكنولوجيا تحتوي على أشياء مضرة للطالب وأخرى نافعة له.

وقد ظهرت في الآونة الأخيرة مؤشرات تدل بالفعل على تأثر أخلاقيات الطالب بما يتلقاه من معلومات ضارة في ظل الطفرة التكنولوجية والتطبيقات الموجودة على الهواتف.

وقال علي بن مبارك اليحيائي أخصائي توجيه مهني: "ما نراه من مواقف مؤسفة تحدث في المدارس بسبب الأجهزة التكنولوجية الحديثة له أثر سلبي، حيث إننا نواجه حالات تدل على أن الطالب يجب ألا يملك هاتفاً ذكياً وهو في هذه الفترة العمرية، التي لا يستطيع خلالها التمييز بين الصواب والخطأ".

وقال سالم اليعقوبي فني مختبر: "نحن كطلاب سابقين ومُعلمين حاليين مررنا بمواقف أثبتت أن الهاتف يؤثر على أخلاق الطالب، ومن ذلك تجسيد العنف والجنس والتعصب، وإحساسه بأنه أصبح مسؤولاً عما يصدر منه وعدم السماح للآخرين بالتدخل في أموره الشخصية، كما أن بعض الطلاب يحضرون الهاتف للمدرسة لتبادل ما يملكونه من صور ومقاطع صوتية ومرئية مع أصحابهم أو يقومون بتصوير بعضهم البعض أو تصوير المعلمين أو عدم الانتباه خلال الحصص الدراسية والانشغال بالهاتف، ونحن كمعلمين نأمل من أولياء الأمور التعاون معنا وعدم السماح لأبنائهم باستعمال الهاتف في فترة الدراسة ليركز الطالب على دراسته ويحصل على درجات عالية في تحصيله الدراسي".

مميزات وإيجابيات

ولكن في المقابل، فإنّ الغزو التكنولوجي له أفضال عدة على المجتمعات، وقد ساهمت في الارتقاء بالأداء العام للمجتمع، والنهوض بالخدمات المقدمة فيه، فباتت التكنولوجيا مرادفا حقيقيا ومعبرا صريحا عن التقدم الحضاري.

وقال جمعة بن مصبح النعيمي: "يستفيد بعض الطلاب من التكنولوجيا في تعلم بعض الدروس المنتشرة على شبكة الإنترنت، وفي إعداد التقارير الدراسية وحل بعض المسائل التي يجد الطالب فيها صعوبة وتحتاج إلى حل مبسط أو أمثلة على فكرة معينة يستطيع من خلالها الرقي بمستواه الثقافي والفكري.

تعليق عبر الفيس بوك