حصن جعلان بنى بوحسن بوابة للتاريخ ومركز للعروض الفنية والحرف التقليدية للولاية

جعلان - العُمانيَّة

تتميَّز ولاية جعلان بني بوحسن بتنوُّع طبيعتها البيئية الصحراوية والزراعية والبحرية والجبلية، وتحظى بالكثير من عوامل الجذب السياحي؛ نظرا لما تزخر به الولاية من مواقع سياحية ومعالم أثرية متنوعة؛ مثل: القلاع، والحصون، والمساجد القديمة، والأبراج الحربية، والأفلاج.وهي إحدى ولايات محافظة جنوب الشرقية، وتتوسط ولايات قطاع جعلان الثلاث، ويحدها من الجنوب ولاية جعلان بني بوعلي، ومن الشمال ولاية الكامل والوافي، ومن الغرب ولاية بدية، ومن الشرق القرى الساحلية التابعة لولاية جعلان بني بوعلي.

ويُعدُّ حصن جعلان بنى بو حسن من أهم المواقع السياحية بالولاية، ويقع في قلب حلة المحيول ويتوسط الولاية ويعد احد الحصون التاريخية العريقة في السلطنة بطابعه الهندسي والمعماري البديع؛ وكان الحصن في السابق مركزاً لإدارة الحكم المحلي بولاية جعلان بني بوحسن، وتم ترميمه على ثلاث مراحل، وأعيد بناؤه في عهد السيد سعيد بن سلطان في القرن التاسع عشر الميلادي، على أنقاض الحصن القديم الذي يعود تاريخه الميلادي لعهد الإمام المهنا بن جيفر في القرن التاسع الميلادي، كما أعيد ترميم الحصن في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في العام 1991م واستغرق ترميمه أربع سنوات.

ويتألف الحصن من سور يحيط بالمبنى الدائري ذي الطابقين، وثلاثة من الأبراج المحاطة بالحصن هي برج حارس المنازل وبرج الزوبعة وبرج المنصورة وساحة واسعة محاطة بسور خارجي بطول 1500متر مربع وبارتفاع 5 أمتار ذي بوابتين على الجانبين الشرقي والغربي.ويتكون الحصن المنيع الذي يحكي نمط الحياة قديما على (دروازتين متقابلتين) وبوابتين من الشرق والغرب ويوجد بهما منصات لاستراحة الحرس والبرزة وغرفة الحرس وحجرة القهوة و(حجرة النجاة) وهي حجرة يتم التحصن فيها عند حدوث أمر طارئ، وغرفة أخرى تستخدم لتزيين الأسلحة وجدران مرافق الحصن، ونقشت بالحصن الزخارف الإسلامية.

ويحتوي الحصن على مخزن للتمر ومسجد، إضافة إلى جناحين لسكن الوالي أحدهما في الجهة الشمالية والآخر في الجهة الجنوبية ويوجد مخزن السلاح ومجلس لاستقبال الضيوف، كما يوجد سجنان للرجال والنساء وفي الجهة الغربية بالحصن يوجد بئر يستخدم لقاطني المبنى ويوجد به مخرج للطوارئ إذا حوصر المبنى بمسافة 2كم.ويمتاز الحصن بشكله الدائري المبني بالصاروج والحصى العماني ويبلغ ارتفاعه 8 امتار وقطره 50 متراً ويحيط به سور خارجي بمساحة تقدر بــ 5000 آلاف متر مربع ؛ كما يوجد بالحصن منصات بها عدد من الفتحات كانت تستخدم للمراقبة.

ويحتضن الحصن حاليا معظم الفعاليات والمناشط التي تحتفل بها الولاية في المناسبات المختلفة ويقام فيه العديد من العروض التقليدية والشعبية المتنوعة ويتم فيه عرض الحرف التقليدية التي تنفرد بها الولاية لما يتميز به الحصن من مساحة واسعة ومتانة السور وارتفاعه.

وعملت وزارة السياحة على تأهيل وتطوير الحصن تماشيا مع خطتها بهدف تطوير القلاع والحصون التابعة لها بمختلف محافظات السلطنة والحفاظ على الإرث الحضاري، فقد أحرز حصن جعلان بني بوحسن العديد من المراكز المتقدمة في مسابقات الجودة المخصصة للحصون أبرزها المركز الأول في مسابقة الجودة لحصون محافظتي جنوب وشمال الشرقية خلال الموسم 2009-2010م وجاء في المركز الثالث لعام 2010-2011م.

ويشتمل الحصن على عدد من المرافق التي تمت إضافتها حديثا؛ منها: مكتب للإدارة والموظفين الذين يبرز دورهم في الإشراف على الحصن وتنظيم أوقات الزيارة وإرشاد الزوار وتعريفهم من خلال وجود عدد من المرشدين وتوزيع المطويات والمنشورات لهم، كما يحظى الحصن باهتمام من قبل الحكومة من خلال استقطاب الموظفين الجدد وعمال النظافة والصيانة.

ويشهد الحصن العديد من الزيارات من قبل الأهالي وطلاب المدارس وعدد من السياح من داخل السلطنة وخارجها، من أجل التعرف على تاريخ ومكونات الحصن، كما يتوفر في الحصن عدد من المرافق الضرورية للزوار.

وتزخر ولاية جعلان بني بوحسن بمجموعة من الاكتشافات والمعالم الأثرية الاخرى، كالرسومات الصخرية التي تعكس جانبا مهما جدا من حياة وثقافة الإنسان البدائي الذي عاش في هذه المنطقة والمنشآت الدينية وكذلك مجموعة من المسكوكات الفضية والاختام النحاسية بالإضافة إلى الاكتشافات الأثرية من القبور الإسلامية والركامات الحجرية وابراج المراقبة.

وتشتهر الولاية بخيولها العربية الأصيلة وبمهارة فرسانها الذين يعرضون خيولهم في مناسبات حفلات الزفاف والمهرجانات والمناسبات المختلفة، حيث تحتضن الولاية عددا من الميادين لسباقات الخيل منها ميدان السباق الشرقي ومركاض المسيلة والغنيمية ومركاض حارة الصواويع ومركاض اللوية ومركاض المحيول وغيرها الكثير من ميادين الخيل التي تمارس فيها مختلف رياضات الخيل.

تعليق عبر الفيس بوك