ماذا تريد المرأة...؟

مدرين المكتومية

تبحث المرأة عن السعادة والرضا والاستقرار في حياتها وفي علاقتها مع شريكها الرجل. فالمرأة لا تحب الغموض كما قد يبدو للرجل الذي يحسب في كثير من الأحيان أنّها تفتتن به لأنّه غامض ولا تستطيع فهمه، بل تحاول جاهدة تجنب العلاقات المرهقة التي لاتجد لها نهايات أو أهداف محددة تؤدي إلى نتائج معقولة أو دراية مطلقة بما يريده منها الرجل؟ فهي دائمًا واضحة وتميل إلى الصراحة في علاقاتها.

إذا أحبت المرأة فإنّ حُبها يأتي عميقاً ويكون ناشئاً من مشاعر صادقة ومخلصة، وهي مستعدة في سبيل هذا الحب أن تُعطي الكثير والكثير للتعبير عنه لشريكها، خاصة وأنّها تجد المتعة عند تقديم كل ما يجعله قريباً منها ويحب أن يراه فيها. وعندما تُحب المرأة فإنّها ترغب في الاستقرار وإن كان ذلك في بيت صغير مثل عش العصافير، يخرج الرجل منه ليعود كل مساء إليه فتكون هي الحضن الدافئ والحنون. المرأة تحب العطاء متى ما توفر لها الحب ولا تبخل بمشاعرها لذلك تشعر بالخدش والألم إذا ما شعرت لبرهة أنّ الحب الذي تُقدمه ليس له صدى في قلب من تُحب.

ففي أحيان كثيرة لا يربط الرجل بين العلاقة العاطفية وبين الزواج لكن الأمر عند المرأة أساسي ولا ينبغي التفريط فيه. وعندما تحب المرأة فإنّها تحب أن يُثمر هذا الحب عن رباط عاطفي قوي وليس هناك أقوى من الأبناء كثمرة للحب في نظرها، ونهاية طريق البحث والعثرات، تحتاج له لتسند رأسها على صدره ويحتضنها بكل حب وحنان ويكون الأمان الذي تبحث عنه فالأمان لدى المرأة شيء مُهم لأنّ المشاعر الأخرى تترتب عليه. ومن هنا تنشأ صعوبات لدى بعض الرجال في علاقاتهم في رحلة الشباب لأنّهم يتهيبون الزواج والارتباط الأبدي. وقد يكون هذا أحد الفروقات الجوهرية بين المرأة والرجل.

فلسفة المرأة في الحب تقوم على بناء عش الزوجية فهي تنظر إليه كعاطفة فيما لا يربط الرجل كثيراً بين العلاقات الجنسية والمشاعر العاطفية. الأمر الذي يبدو غريباً جداً على المرأة. وعلى الرغم من الفروقات الأخرى بين الرجل والمرأة إلا أنّ كل منهما بحاجة إلى الآخر. والمرأة بطبيعتها لاتحب أن تشاركها أخرى في من تُحب... فهي ترى أنه رجلها وحدها، فيما قد لا يؤمن الرجل بهذه الرغبة الأحادية. المرأة اليوم تريد الإخلاص والتفاني في علاقتها وحينما تحس بذلك تستطيع أن تعطي كل شيء.

آن الأوان لأن يحترم الرجل طبيعة الأنثى وقبل كل ذلك لا بد أن يسبر أغوار كينونتها ليدرك حقيقة قد تصدمه أو تغير شيئاً من نمط تعاطيه مع العلاقة بها، فالأصل في الإنسان إخلاص النية والرغبة في التعايش مع بني البشر والبيئة وما حوله فهو من يساهم في صنع شخصيته وبالتالي فإنّ الأصل لدى المرأة هو صدق المشاعر والحب الخالص لمن أحبته وآمنت به حبيباً ومن ثم زوجًا وعليه هو في المقابل أيضًا أن يراعي أنانيتها في أن يكون حبيبها وزوجها وملكا خاصاً لها في لغة لا تفهمها إلا النساء وما على الرجال إلا أن يحترموا ذلك مع خالص التقدير لرأي الشرع في هذه المسألة.

madreen@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك