تساؤلات مشروعة

 

 

 

 

مدرين المكتومية

 

يتساءل الجميع: لماذا لم تفز المرأة في انتخابات أعضاء مجلس الشورى في دورته الثامنة؟ وهي تساؤلات مشروعة؛ لأنّ الجميع كان ينتظر فوز عددٍ أكبر من المرشحات لعضوية هذه الدورة -والبالغ عددهن 20 امرأة- خاصة وأنّ الكفاءات النسائية العُمانية مشهود لها، لكنها لم تشارك لاعتبارات كثيرة، وعلينا أن نتذكر أيضاً أننا ما زلنا حديثي عهد بالتجربة الديمقراطية ونحتاج إلى مزيد من العمل والتنظيم لكي نستطيع تحقيق الحضور النسائي البرلماني.

 

فلا تزال المرأة حبيسة للعادات والتقاليد السائدة في البيئة العمانية؛ والتي لا تضع الثقة المطلوبة فيها، في الوقت الذي تدير فيه العمل من كرسي السلطة السياسية والوزارية ومهام السفارة والمُنظمات العالمية وغيرها من أعقد المهام إلا أنّها لا تزال غير قادرة على كسب ثقة الناخبين بمن فيهم المرأة نفسها، خصوصا وأنّ الغالبية العظمى من النساء قد منحن أصواتهن للرجل.. ويتبادر في هذا السياق سؤال آخر: هل يعود عدم نجاح عدد أكبر من النساء هذه الدورة إلى عدم قدرة المرأة ذاتها على التقديم لنفسها وبرامجها للمجتمع بالشكل المطلوب والمقنع للناخب العماني الذي صار يتمتع بوعي انتخابي كبير ويمحص في البرامج والمرشحين جيداً قبل الإدلاء برأيه؟ أم أن السبب في ذلك هو نظرة المرأة تجاه الرجل والتي خلفتها العادات والتقاليد بأنه رب البيت ورب الأسرة ورب المكان وفوق كل شيء وكل الاعتبارات؟

 

إننا في حاجة ماسة إلى تدشين موقع المرأة ودورها في التنمية من منطلق جديد يحوز ثقة الرجل والمرأة معاً ليس بعرض الإنجازات وإنما بتقديم معالجة سيكولوجية لأزمة نفسية لا يستطيع الذكر بموجبها تجاوز جدار الذكورة. هذا الرجل نفسه صنيع مدرسة المرأة المنزلية لكنه يريد ألا يعترف بإمكاناتها في معترك الشأن الاجتماعي والتنموي على حساب تلك الصنعة، الرجل بطبيعته ميال إلى أن يكون قيادياً ويرفض أن تمارس امرأة حقوق القيادة عليه، ولكنه في العملية الانتخابية تقبّل تواجدها كمنافسة دون أن يؤمن أنّها منافسة حقيقية لإدراكه التام بأنّه ليس هناك من سينتخبها أو يقدم صوته لها إلا القلة فبذلك لم تكن منافسة شرسة ولم يكن خائفاً أبداً وكانت العملية بالنسبة للطرفين أشبه برمية قد تصيب الهدف أو تذهب بعيدًا عن المرمى. نحن بحاجة ماسة لتطبيق نظام "الكوتة" الذي سيُعطي المرأة فرصة حقيقية للمشاركة دون خوف من الخسارة وستكون هناك كفاءات لأنّها ستضمن تواجد مقاعد حقيقية تنافس عليها كامرأة، وهو ما سيُسهل الأمر في المستقبل لتكون هناك رغبات نسائية نابعة من العمق في المشاركة والخروج للمجتمع والاندماج فيه لتضمن إيجاد من يعطيها صوته عن ثقة واستحقاق.

 

لعل الإعلام أيضا يستطيع تقديم يد العون في رسم موقع جديد للمرأة لما يملكه من أدوات ذات تأثير هائل في اللاوعي الذكوري إذ تؤكد الدراسات الميدانية أن تأثير الإعلام على الذكور يفوق تأثيره على المرأة بمدى 3 مرات وبذلك يمكن من خلاله تقديم كوكبة من النساء على مقاعد البرلمان، وتقديمها بطريقة تضمن إظهار إمكانياتها للمجتمع، وجعلها تكسب ثقة نظيراتها النساء وثقة الرجال أيضاً.

 

 

 

madreen@alroya.info

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك