كلية العلوم الشرعية تحتفل بتخريج 3دفعات في تخصصات الفقه والدعوة وأصول الدين

بحضور السالمي ورعاية فهد بن الجلندى

مسقط - الرُّؤية

رَعَى، أمس، صاحبُ السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي، حفل تخريج الدفعات السادسة والعشرين والسابعة والعشرين والثامنة والعشرين من حملة شهادة البكالوريوس في كلية العلوم الشرعية، بحضور معالي الشيخ عبدالله بن مُحمَّد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية رئيس مجلس أمناء الكلية، وسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة (الرئيس الفخري للكلية)، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة أعضاء مجلس الأمناء، وجمع من المدعوين.

وبلغ عدد خريجي الدفعات الثلاث الذين احتفتْ بهم الكلية، أمس، 259 خريجا موزَّعين على ثلاثة تخصصات؛ هي: الفقه وأصوله، والفقه والدعوة، وأصول الدين، اجتازوا فيها متطلبات الحصول على شهادة البكالوريوس.

وقرأ في بداية الحفل الخريج خالد بن حارب البوسعيدي آيات من الذكر الحكيم، وألقى عميد الكلية الدكتور عبدالله بن مسلم الهاشمي، كلمة؛ قال فيها: يأتي الحفل وأجواء وطننا الغالي تتعطر باقتراب ذكرى عزيزة على القلوب، أثيرة في النفوس، ألا وهي الاحتفاء بمرور خمسة وأربعين عاما على النهضة المباركة، التي قاد زمامها، وأرسى بناءها القائد الفذ الحكيم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وقد أكد جلالته أنَّ الحضارة التي يريدها لعمان هي "حضارة عصرية راسخة الأركان، على أساس صلب من الدين والأخلاق، والعلم النافع، فإن رقي الأمم ليس في علو مبانيها، ولا في وفرة ثرواتها، إنما يُستمد من قوة إيمان أبنائها بالله.

وأضاف: حظيت كلية العلوم الشرعية بالمرسوم السلطاني 35/2014 الذي شكل نقلة نوعية لها، وهيأ لإعادة هيكلة العمل الأكاديمي والإداري، ومهد لانطلاقة جادة نحو تجويد البرامج وتطويرها، وتوسيعها، وتفعيل الأنشطة الأكاديمية، ولا سيما المتعلقة بتحديث العملية التدريسية، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، والوصول بها إلى مستويات الجودة والإتقان، وتطوير اللوائح والأنظمة المنظمة للعمل الأكاديمي والإداري والفني، وتحسين الأنشطة والخدمات الطلابية.

وفي معرض حديثه عن أعداد الطلاب المقيدين في مقاعد الدراسة، قال: إنَّ الكلية اليوم تضم على مقاعد الدراسة ما يقرب من تسعمائة وستين طالبا وطالبة منهم مائتا طالب وطالبة في برنامج دبلوم العلوم الشرعية، وسبعمائة وستون طالبا وطالبة في برنامج البكالوريوس، منهم مائة وخمسون وافدا ووافدة ينتمون إلى حوالي ثلاثين دولة.وقال مخاطبا الخريجين: احتضنتكم الكلية أربع سنوات حافلة بالجد والاجتهاد، حُبلى بالعمل والنشاط، شنفتم أسماعكم بالاستماع إلى أساتذتكم محاضرين، وزملائكم مناقشين، ورشفتم رحيق العلم، وذقتم حلاوة البحث عن المعرفة والتنقيب عنها، وعرفتم لذة الوصول إليها، ووجدتم ثمرة ذلك كله سعة في الأفق، ورحابة في التفكير، وعمقا في المعرفة، ومهارة في الممارسة والعمل، وتمسكا بأهداب الفضيلة والخلق القويم. وتابع: فتحت لكم كليتكم أبواب المعرفة، ووضعت أقدامكم على عتباتها، ووهبتكم مفاتيح عوالمها، لتدخلوها وقد ملكتم ما تحتاجون إليه للاطلاع والبحث والاكتشاف، والتزود من العلم النافع والأدب السامي، فانطلقوا في جنباتها الرحبة، واقطفوا من ثمارها اليانعة، وتفيأوا ظلالها الوارفة، فبذلك تصلون حبال العلم والمعرفة، وتثبتون في عقولكم بنيانها، وترسخون في قلوبكم مثلها، وتسقون في نفوسكم غراسها، ليمتد ظلها، ويحلو ثمرها، وتبقى معكم تصحبكم حيث كنتم وحللتم".

وفي ختام كلمته، توجه عميد الكلية الدكتور عبد الله الهاشمي بالشكر لراعي الحفل صاحب السمو السيد فهد بن الجلندى آل سعيد ولسماحة الشيخ المفتي العام وأصحاب المعالي والسعادة والحضور.

وألقى الخريج موسى بن حمد البهلاني كلمة الخريجين.. جاء فيها: "يا له من يوم ساطع بضيائه، منتشٍ بألوانه، متفرد بتألقه، تجمعنا فيه كلية العلوم الشرعية ونحن نتربع أسمى مراتب الفخار التي ارتقينا إليها بفضل الله وجهود سنوات حافلة بالبذل والعطاء فكرمتنا اليوم بامتطاء صهوة التميز. وأضاف: يصمت كل شيء، لتنطق المشاعر، ويعود شريط الذكريات يقلب صفحات تنضح بهاء عشناها في هذه المؤسسة الكريمة، فكم كانت قاعات الدرس منهلا عذبا صافيا أفاض المشايخ فيه على طلبتهم من معين الفكر الراقي والعلم النافع، وكم فتحت مكتبة الكلية الآفاق واسعةً من خلال مخزونها الهائل من العلوم والمعارف، وكم كان لأنشطة القسم الداخلي وحياته التربوية والفكرية من يد في صقل المواهب والإبداعات، يا لها من تفاصيل حياة تبعث الجد في النفوس وتروّي بذور الاجتهاد، لتخرج جيلا جديدا من أهل الاختصاص الشرعي لينضم إلى قوافل من سبقوه في خدمة الوطن المعطاء"..

وقدم البهلاني شكرا للرئيس الفخري للكلية سماحة الشيخ أحمد الخليلي ومعالي الشيخ وزير الأوقاف وأعضاء مجلس الأمناء، كما عبر عن امتنان الخريجين لجميع أطقم الكلية من مدرسين وإداريين، على ما بذلوه لهم أثناء فترة دراستهم في الكلية ثم قال: نجعل واسطةَ عقد الشكر وجوهرته أن نرفع إلى مقام صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه أسمى آيات الشكر على ما تفضل به من رعاية العلم وأهله على وجه العموم وهذه المؤسسة على وجه الخصوص إيمانا من جلالته بأن العلم الشرعي والعقيدة الصافية أساس قيام الحضارات ورفعة الأوطان.

وقدم الخريج مُحمَّد بن سعيد الحارثي قصيدة شعرية؛ عبَّر فيها عن مضمون المناسبة وما تحمله من ذكريات جميلة للخريجين في جنبات كليتهم. وتفضل راعي الحفل بتوزيع الشهادات على الخريجين.

وقال الخريج صالح بن محمد العبدلي من تخصص الفقه والدعوة: نحمد الله تعالى أن من علينا بالدراسة في كلية العلوم الشرعية الصرح العلمي الشامخ الكلية التي طالما تربينا فيها بين أكناف المشايخ والدكاترة فغيرت مسيرة حياتنا وها نحن اليوم نحتفل بتخرجنا بعد مضي أربع سنوات حافلة بالعلم والمعرفة وقلوبنا متعلقة بها، ونسأل الله أن يوفقنا في مسيرتنا العلمية وأن يعيننا في السير قدما لخدمة هذا الوطن العزيز.

وقال الخريج محمد بن بشير القطوفي من الجمهورية التونسية تخصص الفقه وأصوله: بعد شكر المولى عز وجل نشكر الشعب الكريم الطيب الذي تعلمنا منه الأخلاق قبل العلم، ثم الشكر موصول إلى ذلك الصرح العلمي الشامخ متمثلا في كلية العلوم الشرعية كذلك يجدر بنا أن نتقدم ببالغ الامتنان وجزيل العرفان إلى كل من وجهنا وعلمنا وأسدى لنا النصح، ونأمل أن يكون هذا الحفل حافزا للطلاب الجدد على المضي قدما في تحصيل العلم النافع حتى يكرمهم الله بمثل هذا اليوم المشهود المبارك.

وأضاف الخريج إبراهيم بن عبد الله آل ثاني تخصص الفقه وأصوله: كم كانت سعادتنا غامرة يوم التحقنا بكلية العلوم الشرعية، التي تفيأنا ظلالها الوارفة ونهلنا من معينها العذب، ما أجمل تلك الأوقات التي قضيناها في دروس العلم وحلقات الذكر، وما هي إلا لحظات حتى وجدنا أنفسنا على عتبة الباب!وهكذا تمر المراحل الجميلة من الحياة كالطيف، 4 سنوات مضت كحلم، وها نحن في حفل التخرج تتنازع فيخلجات أنفسنا فرحة بفضل الله علينا وتوفيقه أن أتممنا الدراسة بهذه المؤسسة الميمونة، وارتوينا من معين علومها، والتقينا بثلة من مشايخ العلم وطلبته، ورزقنا فيها ما لم يرزقه غيرنا ممن يتربصون حصول فرصة شبيهةأو يرجونها وحالت دونهم الحوائل.

وقال الخريج عثمان بن سعيد الدويكي من تخصص الفقه وأصوله: ما بين غمضة عين وانتباهتها نجد أنفسنا قطعنا أربع سنين على مقاعد هذه الكلية العريقة، مضت هذه السنين بحلوها ومرها، وسهلها وحَزْنها، ما بين تربية للنفس على تلك المعاني السامية والنبيلة، وما بين نهل لأركان العلم ونفائسه من مُعُنها الصافية العذبة.وأضاف: لا بد من كلمة شكر وامتنان لكل القائمين على هذا الصرح العلمي الشامخ ،وأخص منهم مشائخنا الأجلاء، الذين لم يألوا جهدا ولم يدخروا وسعا في أن يفيضوا عليهم من درر فكرهم وكامن علمهم وفيض معارفهم، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في شحذ همم الطلبة وصقل معارفهم.

تعليق عبر الفيس بوك