أهالي عبري يحذرون من ظاهرة استنزاف المياه الجوفية في المزارع المؤجرة للعمالة الوافدة



عبري - ناصر العبري

انتقدَ عددٌ من المواطنين في عبري ظاهرة إهمال المزارع من جانب أصحابها وترك شؤون متابعتها للعمالة الوافدة.. وأشاروا إلى أنَّ الكثيرَ من الوافدين يستأجرون تلك المزارع من المواطنين لاستغلال خيراتها دون مراعاة أنهم يستنزفون المياه الجوفية ومياه الأفلاج بشكل عشوائي، ويزرعون محاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه طمعا فى الربح السريع.

وقال الشيخ حمد بن حمدان بن محمد البلوشي: إنَّ ظاهرة استئجار الوافدين لمزارع المواطنين تساهم في استنزاف الموارد المائية بالسلطنة، خصوصا في ظل لجوئهم إلى طرق عشوائية في ري المزارع، فضلا عن التركيز على زراعه الحشائش والبرسيم...وغيرها من الأعلاف، ولا يهمهم غير الحصول على عائد مادي سريع؛ لذلك نناشد وزارة الزراعة أن تحدد شروطا معينة بالتنسيق مع المسؤولين عن موارد المياه ووضع ضوابط لتقنين استخدام المياه من جانب الوافدين في المزارع.

وانتقد حمدان بن محمد بن علي العبري ظاهرة تسكين العمالة الوافدة في مخيمات بالأحياء السكنية القديمة في كثير من الوﻻيات، دون وضع حد لتلك الظاهرة في ظل تساهل المؤجر بحثا عن الربح دون مراعاة لحقوق المواطنين. واقترح تخصيص أماكن للسكن في المناطق الصناعية أو إلزام مشغلي العمالة بتوفير مساكن في مواقع مخصصة لهم بالقرب من مواقع العمل؛ لأنه من غير اللائق مشاهدة الوافدين وهم يسبحون ويغسلون ملابسهم في الأفلاج.

وأكَّد العبري أنَّ العمالة الوافدة تستنزف كميات كبيرة من مياه الري أضعاف ما يستعمله المزارع العماني لري المساحة نفسها في المتوسط، فضلا عن استنزاف قدرة التربة بزراعة محاصيل معينة بكثافة وتغطيتها بالأسمدة الكيماوية والمبيدات الضارة عن جهل وقلة الخبرة، مستغلين في ذلك ضعف الإشراف الزراعي وندرة البحوث الزراعية المتخصصة من جانب الجهات المعنية.

وقال سعيد بن راشد المعمري: إنَّ العمالة الوافدة تساهم في استنزاف المياه الجوفية بعد انتشار ظاهرة استئجار المزارع من المواطنين لزراعة بعض المحاصيل التي تستهلك المياه بكثرة وري المزروعات بطريقة غير فعالة تتسبب في هدر المياه؛ لذلك نناشد الجهات المختصة تنظيم حملات تساهم في نشر الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية الامتناع عن تأجير المزارع للعمالة الوافدة والتوعية كذلك بالآليات الحديثة لاستخدام مياه الري وتحديد المحاصيل التي لا تستنزف المياه بشكل كبير لأن الحفاظ على المياه مسؤولية الجميع.

وقال إبراهيم بن علي الكلباني: إنَّ للعمالة للوافدة دورا كبيرا في ظاهرة استنزاف المياه الجوفية من خلال استئجارهم للمزارع، وهو ما يدل على اللامبالاة بأهمية هذه الثروة التي تعد الركيزة الأساسية لاستمرارية مزارعنا، ويجب تكاتف الجميع لمواجهة هذه الظاهرة كما يجب على أصحاب المزارع المتابعة والإشراف على مزارعهم بأنفسهم ولا يتركونها تحت تصرف العمالة الوافدة، ولابد من ترشيد المياه بالتقنية الحديثة.

وأكَّد يوسف بن عوض البلوشي إنَّ من يزور الأسواق المحلية يلاحظ أن العمالة الوافدة هي التي تسيطر على ترويج وبيع المنتجات الزراعية وهو ما يرجع إلى أنهم يستأجرون أراضي المواطنين لاستغلالها واستنزاف خيراتها ومن أهمها ثروة المياه الجوفية. ونطالب الجهات المعنية بالتدخل لوضع حلول للتعامل مع هذه الظاهرة سريعا.

وقال أنور بن زاهر الغريبي: إنَّ الاستخدام المفرط للمياه الجوفية أمر سلبي، وإهدار العمالة الوافدة لتلك الثروة ظاهرة تستوجب التحرك سريعا لمواجهتها بدلا من ضعف الرقابة من جانب أصحاب المزارع وهو ما يعد أهم الأسباب التي شجعت هذه الفئة على استنزاف ثروة نحن وأرضنا في حاجة ماسة إليها.

تعليق عبر الفيس بوك