وفد السلطنة إلى معرض المنتجات الحلال بإسبانيا يطلع على تجارب الشركات العالمية الرائدة في مجال الاغذية

"حلال"علامة تجارية تفتح شهية الشركات الأوروبية لدخول الأسواق الإسلامية

مدريد - الرؤية

افتتح صباح أمس بالعاصمة الإسبانية مدريد معرض المنتجات الحلال بمشاركة 60 شركة من عدد من الدول العربية والإسلامية من ضمنها الأردن والمغرب وليبيا وتونس وماليزيا وإيران بالإضافة إلى الدولة المستضيفة،وشاركتالسلطنة بوفد من الشركات الصغيرة والمتوسطة وبحضور سعادة كفاية بنت خميس الرئيسية سفيرة السلطنة لدى مملكة إسبانيا والتي أكدت على عمق روابط الصداقة ما بين البلدين في شتى المجالات وخاصة الاقتصادية والتجارية، مشيرة إلى أن وفد السلطنة المشارك في فعاليات المعرض سيعمل على ترسيخ مبادئ الشراكة الحقيقية حيث ينتظرهم الكثير من فرص التعاونمؤكدة على أن الاقتصاد الإسباني يعد من الاقتصادات الرائدة في أوروبا ولديه الكثير من الخيارات التي يمكن من خلالها الاستفادة منها.

من جانبهم أعرب المشاركون ضمن وفد غرفة تجارة وصناعة عمان والذين بلغ عددهم 17 مشاركاً من رجال الأعمال يمثلون مؤسسات صغيرة ومتوسطة،عن سعادتهم بتواجدهم في مدريدنظرا لما يتمتع به الاقتصاد الإسباني من مكانة كبيرة بين اقتصاديات العالم وخبرة في مختلف المجالات وإمكانيات هائلة يمكن الاستفادة منها على نطاق واسع من خلال إقامة شراكات.

وأكد عدد المشاركين أن مثل هذه الزيارات تتيح لهم الفرصة للتعريف بالمناخ الاستثماري في السلطنة،وما تتمتع به من مزايا وحوافز وإمكانيات يمكن للجانب الإسباني الاستفادة منها بالاستثمار في السلطنة نظرا لوجود العديد من الفرص الاستثمارية خاصة فيما يتعلق بجانب الغذاء بمشتقاته المختلفة .

وأكد أيمن بن عبدالله الحسني رئيس الوفد على أهمية زيارة معرض المنتجات الحلال بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة موضحاًأنّ غرفة تجارة وصناعة عمان حريصة على دمج الشركات العمانية مع الشركات العالميةمعبرا عن أمله في أن تتوج جهود الشركات المشاركة في المعرض في إيجاد شراكات حقيقية بين أطراف الصناعة والتجارة وأن تستطيع جني ثمار التعاون مع الأطراف المتواجدة في المعرض الذي يأتي وسط زخم إعلامي كبير واهتمام دولي بالمنتجات الحلال التي أصبحت تتجه إليها أنظار الدول المتقدمة.

وثمن الحسني -خلال حديثه أمس عقب زيارة وفد السلطنة لمعرض المنتجات الحلال-جهود جميع الشركات العمانية المشاركة ورغبتها الصادقة في ترسيخ مبادئ العمل الجاد المثمر من أجل الحصول على أكبر قدر من الفائدة،مشيرًا إلى أن الشركات الأوربية العاملة في مجال المواد الغذائية تعرض منذ عدة أعوام عددًا كبيرًا من المنتجات التي تعتبر آمنة حسب تعاليم الشريعة الإسلامية حيث تعتبر علامة "حلال"أن هذا المنتج "مسموح به" أو "مشروع" ويشير مصطلح حلال إلى أسلوب حياة الأفراد المسلمين، وفي ذلك تلعب التغذية الصحيحة دورًا رئيسيًاوبالتدريج أدركت الشركات الأوروبيةأنه من الممكن كسب الكثير من الأموال من خلال طريقة الاستهلاك التي يتبعها المسلمون موضحاً أنّالتوجه لفتح سوق جديدة يعتبر فكرة مغرية جدًا.

واختتم أيمن الحسني رئيس وفد الغرفة حديثة بالإشارة إلى أن جدول الزيارةيحفل بالكثير من المناشط واللقاءات سواء منخلال أعمال الطاولة المستديرة وأيضًا مباحثات مع المفوضية الأوروبية.

من جانبه قالسالمبن سيف العبدلي مدير تطور الأعمال بالشركة العمانية للاستثمار الغدائي القابضةالتي تعبر الذراع الحكومي في مجال الأمن الغذائي منذ أواخر 2013 وهدفها إقامة مشاريع ذات بعد استراتيجي واستثماري داخل وخارج السلطنة:أن الشركة عملت على إنشاءمشروعينالأول مشروع النماء للدواجن والآخر مشروع مزون للألبان حيث تبلغ تكلفة كل مشروع 100 مليون ريال عماني وتساهم الشركة بـ20% من رأسمال الشركة بالشراكة مع صناديق استثمارية محلية بالإضافة إلى أن هناك مشروع اللحوم الحمراء وهو الآن في مرحلة دراسة الجدوى الاقتصادية ومن المتوقع أن تبدأ الإجراءات مع بداية 2016 ، إضافة إلى مشروع آخر مهم يتمثل في خطة لتجميع الألبان في محافظة ظفار بهدفتطوير قطاع الثروة الحيوانيةمن خلال القطاع التقليدي ومربي الثروة الحيوانية ومراكز تجميع الألبان ومصنع للألبان بصلالة هدفه إنتاج 90 ألف طن من الألبان ومشتقاتها.

وحول مشاركته في معرض المنتجات الحلال قال : استطاع معرض مدريد للمنتجات الحلال أن يستقطب الكثير منالزوار إليه في يومه الأول وهذا يدل على أنهيمثل نقطة التقاء للشركات المصنعةتحت مظلة واحدة وهنا نسجل نقطة مهمةمشيرًا إلى أن الحماس الذي أبداه المعنيون في الشركات العمانية ظهر واضحًامن خلال بحثهم عن المنتجات التي يمكن أن يتم التعاقد عليها وجلبها إلى السلطنة.

وحول أهمية المعارض الدولية وخاصة المتخصصة منها، قال:إنّالمعارض المتخصصة تكون ذات طابع خاص فهي تركز على جانب واحد وتغطيه بشكل دقيق فهو يستهدف شريحة معينة من المصنعين أو التجار على عكس المعارض العامة فهي غير مركزة على قطاع بعينه ومن هنا يعتبرهاالبعض غير مجدية لبعض التخصصات لأن ميزان التوازن في المعروضات لا يكون على قدم المساواة .

وأبدىيونس الحسني مدير تنفيدي بشركة بن علي للمشاريع المتميزة سعادته بالمشاركة ضمن وفد الغرفة حيث تمكن من إجراء بعض اللقاءات الثنائية مع عدد من الشركات الإسبانية والأوروبيةفيما يتعلق بالاستثمار المشترك وإمكانية الاستفادة من خبراتها.وقال إنّ مثل هذه المشاركات تكون لها نتائج كبيرة حيث تتيح فرصة التعرف على المستجدات في الدول الأخرى للاستفادة منها وهو ما يعزز من أعمال الشركات العمانية مستقبلا.

وأشاد يونس الحسني بالتنظيم والالتقاء مع عدد كبير من الشركات الإسبانية العاملة في مجال تصنيع المنتجات الحلال مما يحسب لغرفة تجارة وصناعة عمان وخطتها الجيدة في انتقاء بعض الدول لتسيير وفود إليها وفق أمور محددة.

وأوضح الحسنيأن تجارة منتجات الحلال حققت ازدهارا في الآونة الأخيرة مما حدا بكثير من المراكز التجارية والصناعية أن تتسابق للتجارة بها لتحقق أرباحًا خيالية تقدر بالمليارات وذلك لزيادة عدد المسلمين في أوروبا موضحا أن بعض شركات الأغذية والمشروبات تقوم بتصدير منتجاتها إلى دول عربية وخصوصًا الحلويات ومنتجات الأطفال وغيرها.

وأشار يونس إلى أن قضية الأمن الغذائي العربي تأتي على رأس قائمة التحديات الرئيسة التي تواجه الدول العربية،وأنه على الرغم من الموارد الطبيعية المتاحة والمتوافرة في الدول العربية متمثلة في الأرض والمياه والموارد البشرية، إلا أن الزراعة العربية لم تحقق الزيادة المستهدفة في الإنتاج اللازم لمواجهة تزايد الطلب على الغذاء، وبالتالى إتساع الفجوة الغذائية، والدول العربية أصبحت تستورد معظم احتياجاتها من السلع الغذائية الرئيسة من الخارج.

من جانبه أكد سعد بن سعيد البلوشي صاحب شركة مسقط للمناديل المبللة أن انتشار تجارة المواد الغذائية المصنعة وفقاً للمعايير الإسلامية في أوروبا مؤخراً، أعتقد أنها جاءتتلبية لحاجة الجاليات المسلمة المقيمة فيها، فأصبحت سوق المأكولات (حلال) مجالا لجني المليارات وتحقيق أرباح كبيرة،وتعد الوكالة الأوروبية للمأكولات الحلال من الهيئات التي تأسست حديثاً وتسعى إلى اقتراح معايير أوروبية موحدة للمأكولات (حلال) وبلورة معايير على المستوى الأوروبي ستمنح منتجات حلال شهادة موحدة يُراعى فيها المستهلك في المقام الأول، بمعنى أن يكون واثقاً من أن ما يتناوله يطابق بالفعل المعايير الإسلامية.

تعليق عبر الفيس بوك