مواطنون: الخيانة"قنبلة موقوتة" تهدد بتفجير العلاقة الزوجية وتدمر التماسك الاجتماعي

الفتور العاطفي وتراجع الاهتمام من عوامل انتشار هذه الآفة

◄ الزعابي: الخيانة مرض نفسي يهلك العلاقة الزوجية

◄ الشيادي: الخيانة لم تصل لمستوى الظاهرة في المجتمع العماني

أكَّد مواطنون أنَّ الخيانة بين الزوجين تمثل قنبلة موقوتة تهدد بتفجير العلاقة الزوجية في أي لحظة، كما أنها قد تتسبَّب في تدمير التماسك الاجتماعي، وهوما يستدعي التوعية بمخاطر هذه الآفة.

وقالوا إنَّ هناك عدَّة عوامل تدفع للخيانة -سواء خيانة الزوج للزوجة أوالعكس- وغالبا مايكون الفتور العاطفي وقلة الاهتمام سببا مباشرالخيانة أحدهما.. مشيرين إلى أنَّ الحياة الزوجية لابد أن تقوم على أسس متينة من الحب والاحترام والصدق والوفاء بين الطرفين. وأوضحوا أنَّه في حالة ضياع الحب من قبل أي طرف، ستبدأ نفوسهما تتباعد، وربما يشرع أحدهما فى البحث عن بدائل أخرى، تشبع عاطفته وغريزته، وهنا تقع الخيانة التي بدورها تؤدى إلى ما لا يُحمد عقباه وتتسبب فى دمار الأسرة.

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

وقال سامي الزعابي إنَّ الخيانة الزوجية مرض نفسي يصيب جسد الحياة الزوجيّة فينهكه ثم يهلكه، وهي بمثابة الرّصاصة الثّاقبة التي تخترق فتقتل كل علاقة حب بين طرفين. مشيرا إلى أن المجتمع قديما كان بعيدا عن هذه الظاهرة السيئة التي قد تصيب الأسرة في إحدى فترات الفتور العاطفي غالبا. وأضاف أنه اليوم ومع كثرة إنشغالات الزوج والزوجة عن التعبير عن مشاعرهم وقلة اهتمام أحد الطرفين بالآخر،فقد أصبح هذا الوباء قريبا ويهدد بعض الاسر، إلا أن الصحوة الدينية لها الدور الأكبر في الحماية من هذا المرض البغيض.

وتابع الزعابي بأنَّ من أسباب الخيانة بصفة عامة؛ كثرة الخلافات الزوجيّة والضّغوط وعدم الارتياح في الحياة الزوجيّة وإهمال الزّوج لزوجته في ريعان شبابها نتيجةً لافتقادها وافتقارها للثقة في نفسها، إلى جانب افتقار الزوجة للتربية السليمة والوازع الديني الذي يصون القلب والنفس بعيداً عن الشذوذ والأفعال غير اللائقة. غير أنه استدرك بالقول إنَّكل هذا لا يبرّر الخيانة؛ فمهما كان الحال من السوء فترك العلاقة والانفصال عنها هوخير من الخيانة؛ سواءً كانت خيانة عاطفية أوزنا.وتابع بأنَّ علامات الخيانة تتضح في ابتعاد الزوج عن أهله وأقاربه وأصدقائه، وغالباًلا تكون له الرغبة في حضور أي اجتماع عائلي أوأي مناسبة، وهذا مؤشّر يدل على النّدم؛ حيث ينتابه شعور بالذنب نحوما اقترفه من غش تجاه زوجته، والتذمّر باستمرار، والذي يبدأ في الظهور بعد الخيانة؛ فتختفي أيام التّناغم بين الطرفين، وتحل محلّها أيام يملؤها الضّيق وعدم الاكتراث وتصيّد الأخطاء.

ومضى قائلا إن من أسباب الخيانة لدى الرجل أيضا البحث عن المتعة الجنسية،حتى ولوكانت الزوجة تلبي رغبة الرجل،إلا أن الكثير من الرجال يسعون إلى التعدد،فإذا كان الرجل غير سعيد في حياته الزوجية، فبدلاً من معالجة الأمر والبحث عن حلول لإصلاح العلاقة الزوجية أوبذل الجهد لإعادة الحب إلى العلاقة، فإنه يسعي لإيجاد حل سريع للمشكلة ويبحث عن هذه المتعة الجنسية في مكان آخر.

وزاد بالقول: "الرجل أناني بطبعه ويحب لنفسه الإطراءات ويصدقها وينجذب لها بسرعة؛ فعندما يحصل على مجاملة من زميلته في العمل أوأي فتاة في الشارع أوأي مكان آخر، يصدق أنه لا يزال جذاباً،ليثبت لنفسه أنه ما زال شاباً وأنه مرغوب فيه، إضافة إلى العامل الوراثي، فإذا كان الزوج قد نشأ في عائلة وقعت فيها خيانة زوجية، فإنه يتقبلها وينشأ على الفكرة، لقيام طرف في العائلة بذلك".

ويرى الزعابي أن أفضل وقاية من هذا المرض الأسري البغيض، هوالالتزام الديني والأخلاقي والقيمي الذي تمتعنا به دائما كأسرعمانية محافظة، والتنبه لوسائل التواصل الاجتماعي والتي تتسبب بدور كبير في انتشار هذه الآفة البغيضة.

ظاهرة قديمة

فيما قالت "ب.م" إنَّ الخيانة الزوجية ظاهرة قديمة قدم الإنسان، وجاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي ظاهرة اجتماعية سلبية موجودة في جميع المجتمعات عامة، وليست مستحدثة، لكن الجديد في الأمر أنَّ المجتمع بات أكثر وعيا، وبدأ يناقش مثل هذه القضايا بكل بوضوح. وأضافت بأنَّأسباب الخيانة تختلف من شخص لآخر؛ بحسب الحالة الثقافية والاقتصادية والنفسية، إلا أن المتفق عليه هو أن الرجل بطبعه يحب التعدد وهذه فطرة جُبل عليها.

وترى أنَّأسباب الخيانة الزوجية في معظم الأحوال، ناتجة عن فتور العلاقة الزوجية، لاسيمابعد مرور فترة من الزواج، والتعود على طباع وأسلوب الشريك، وانتهاء متعة استكشاف الآخر؛ فالرجل بطبيعته وتكوينه يبحث عن المتعة. وأوضحت أنَّمن ينقاد وراء شهواته يقع في فخ الخيانة؛ لذلك لابدللإنسان أن يتحكم فى رغباته حتى يحافظ على أسرته بعيداً عن جميع مايعكر صفوها.وأضافت: "ليس من الصعب على الأنثى اكتشاف الخيانة؛ فالأنثى مخلوق لا يخطئ رائحة الخيانة، خاصة وأن كثيرًا من الرجال لا يجيدون الكذب وإخفاء الخيانة لفترة طويلة، على عكس المرأة فهي أكثر ذكاء وتحكما بالعواطف؛ لذلك يسهل عليها اكتشاف الأمر طالت المدة أوقصرت". وتابعت بأن الخيانة الزوجية ظاهرة اجتماعية سلبية لاتخص مجتمعا بعينه، بلمتعلقة بجميع المجتمعات، وأسبابهاهي نفس الأسباب مع فوارق بسيطة تخص ثقافات الشعوب.

أما علي بن طالب بن زايد الشيادي المهتم بالشؤون الأسرية، فيؤكد أنَّالحياة الزوجية رباطٌ مقدّس، يقوم على أسس متينة من الحب المتبادل، ولبناء هذا الحب لا بد من وجود عناصر مهمة في كل أسرة؛ ومنها: الصدق مع الطرف الآخر،والوفاء له في كل الأحوال، والإخلاص في العشرة الزوجية بصورة أكبر وأقوى من أي علاقة أخرى. وأوضح أنه إذا فُقد الحب من أي طرف من طرفي الزوجية أومن كليهما، تبدأ النفوس في التباعد، وتشرع في البحث عن بدائل الاحتواء، عندها تحصل الخيانات الزوجية، التي بدورها تؤدى إلى ما لا تحمد عقباه.

وأضاف بأن عواقب الخيانة الزوجية وخيمةٌ؛ ليس على الخائن فحسب، بل قد تعود على زوجه وأهله وقد تطال أبناءه ومجتمعه؛ فتحصل المشاحنات بين الزوجين والمشادات بين أهلهما،وربما يؤدى الأمر إلى الانفصال والطلاق؛ فيكون ضحيته هذه الخطوة الأبناء الذين يعانون التشتت الاسري. واستدرك بأنالخيانة الزوجية قد تقع من الرجل أوالمرأة على حدٍ سواءولكلٍ أسبابه التي يدعيها،إلا أنه في النهاية يصنع أثرا نفسيا واجتماعيا في الطرف الآخر،وتختلف الأسباب والدوافع بين من وقعوا في مثل هذه الامور. غير أنه أشار إلى أنَّهناك عوامل مشتركة تجعل الطرفين متشابهين؛ مثل انعدام الحب المتبادل بين الزوجين،وعدم التفاهم فيما بينهما وقلة الوفاء والإخلاص، كما أن عدم الاهتمام بالآخر وإعطاءه حقه قد يكون من أهم الدوافع للبحث عن اهتمام من جهة اخرى،إلى جانب ذلك زينة بعض النساء خارج بيوتهن وإهمالهن في داخلها، وذات الشيء ينطبق على الرجال.

ويرى الشيادي أنَّ اختلاف وجهات النظر وعدم تقدير كل واحد لآراء شريك حياته واتخاذ القرارات الأسرية من طرف واحد، يصنع نوعا من العناد السلبي من الجهة الأخرى، وربما يؤدى إلى خيانه أحدهما، إلى جانب رداءة بعض النفوس وسعيها للانغماس في أوحال الرذيلة قد لا تحتاج إلى دوافع أكبر للبدء في رحلة الخيانات.

وختم حديثه بقوله إنَّ الخيانة الزوجية لم تصل لمرحلة الظاهرة في مجتمعنا بحيث تشكل هاجسا قويا، إلا أنه ينبغي إيجاد الحلول الجذرية التي تساهم بصورة كبيرة في تفادي تفاقم هذا الامر بتكثف الدروس والدورات التدريبية للمقبلين على الزواج لتعليمهم آليات التعامل مع الطرف الآخر وكيفية تنمية روح المحبة بين الزوج وزوجه،وعواقب الخيانة الزوجية وكيف يمكن للزوجين الحفاظ على الآخر.

تعليق عبر الفيس بوك