العلاقات العمانية الأستونية .. نمو مضطرد على مختلف الأصعدة والاقتصاد في الصدارة

مسقط - راشد البلوشي

تشهدُ العلاقات العُمانية-الإستونية تطورا كبيرا في مختلف المجلات السياسية والاقتصادية والثقافية، وهو ما يظهر من خلال إبرام عدد من مذكرات التفاهم بين الجانبين، منذ اعتراف السلطنة باستقلال جمهورية أستونيا في 22 سبتمبر 1991 وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 23 سبتمبر 1992، وفي يناير عام 2012، قدم أول سفير لدولة إستونيا السيد لوري بامبوس، أوراق اعتماده لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- تعبيرا عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية مع السلطنة، وإبرام اتفاقيات من شأنها أن تسهل التعاون بين الجانبين. وفي أغسطس 2012، قدَّم سعادة عبد العزيز بن عبدالله بن زاهر الهنائي، أوراق اعتمادة رئيس جمهورية إستونيا، السيد توماس هندريك إلفيس، كأول سفير لسلطنة عُمان لدى جمهورية إستونيا.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا متسارعا؛ حيث تمَّ تبادل الزيارات بين وفود الدولتين، وقام معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي بزيارة الى جمهورية إستونيا في عام 2014؛ التقى خلالها وزير الشؤون الاقتصادية والاتصالات. وفي الجانب السياسي والدبلوماسي زار معالي بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الأمين العام لوزارة الخارجية إستونيا بهدف توطيد العلاقات بين البلدين، فيما سبقه السيد أورماس بايت وزير الشؤون الخارجية الإستونية بزيارة إلى مسقط.

وشهدتْ العلاقات العُمانية-الإستونية منذ العام 1991 تبادل الزيارات بين البلدين وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم ومنها مذكرة تفاهم بين وزارة الشؤون الاقتصادية والاتصالات في جمهورية إستونيا وهيئة تقنية المعلومات في سلطنة عُمان في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في 30 أبريل 2012 في مسقط. كما تمَّ التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية العُمانية ووزارة الخارجية بجمهورية إستونيا في مجال المشاورات السياسية؛ حيث وقعت في 21 مايو 2014 في لندن.

وشهدت العلاقات بين البلدين تعاونا في تطوير التعاون الثنائي في العلاقات الاقتصادية؛ حيث كانت المواد الرئيسية لتصدير الجفت 51.3%، والآلات والأجهزة الميكانيكية (لوحات، لوحات المفاتيح، أجهزة كهربائية لتحويل أو حماية الدوائر الكهربائية) 31.6% والمواد الرئيسية لاستيراد أسلاك الألمنيوم 99.9% والمنسوجات - 0.1 وزاد حجم التبادل التجاري بين البلدين في الاعوام الاخيرة بشكل مطرد؛ مما يؤكد أهمية التبادل التجاري بين السلطنة وإستونيا.

وتعرف الجمهورية بالاسم المختصر "إستونيا" منذ أعلنت استقلالها، وأصبحت عضوا في حلف شمال الأطلسى في 29 مارس 2004، وفي 1 مايو 2004 أصبحت عضوا في الاتحاد الأوروبى، وعضوا في شنجن في 21 ديسمبر 2007، وعضوا في منظمة التعاون والتنمية في 9 ديسمبر 2010 وأطلقت إستونيا اليورو كعملة في 1 يناير 2011. وتبلغ مساحة إستونيا 45.227 كيلومترا مربعا وهي أرض خضراء تغطى الغابات حوالي 55% من مساحتها (حوالي 22.846 كيلومترا مربعا)، ويبلغ عدد الجزر بها 1521؛ أكبر جزرها: صاريما، هيوما، موهو.

وٳستونيا هي بلد الألف بحيرة أكبرها: بيبسى وفورتسيارف، ومتوسط درجة الحرارة هي -2 في الشتاء (قد تصل إلى -20 في شهر فبراير) و19.4 في الصيف ( قد تصل إلى 30 في شهر يوليو) ويبلغ عدد سكانها حسب إحصائية عام 2000 1.316 مليون نسمة، بكثافة السكان: 31 نسمة في الكيلومتر المربع، أضخم الجاليات فيها (2013) الإستونية 69%، الروسية 25%، الاوكرانية 2%،البلاروسية 1 %، الفنلندية 1% والأخرى 2 %. وتعتبر مدينة تالين عاصمة جمهورية ٳستونيا وتحتوى على 29% من إجمالى السكان، تليها تارتو 97.6 ألف نسمة، ونارفا 58.7 ألف نسمة، كوهتلا يارفى 37.2 ألف نسمة، بارنو 41.5 ألف نسمة. واللغة الرئيسية هي اللغة الإستونية وهي قريبة من اللغة الفنلندية بالإضافة الى اللغات الانجليزية والروسية والألمانية هي أكثر لغات مستخدمة في إستونيا.

ونوع الحكم بها نيابي ديمقراطي، والحاكم هو الرئيس الذي ينتخب من البرلمان أو من اللجنة الانتخابية. مدة الحكم 5 سنوات. والرئيس الحالي توماس هندريك ٳيلفس، منتخب من قبل اللجنة الانتخابية في سبتمبر 2011. والسلطة التشريعية: البرلمان ويضم 101 عضو. مدته 4 سنوات، آخر انتخابات كانت في 1 مارس 2015. ورئيس الحكومة: رئيس الوزراء حاليا السيد تافي رويفاس (حزب الإصلاح) وتشمل المحليات الإدارية: 15 مقاطعة تقسم إلى 33 مدينة و194 بلدية. ونظام الانتخاب: الإستونيين أكثر من 18 عاما لهم الحق في التصويت الانتخابي. والانتخابات المحلية: مدتها 4 سنوات والدائمين الإقامة أكثر من 18 عاما لهم الحق في التصويت المحلى بغض النظر عن جنسياتهم. آخر الانتخابات المحلية تمت في 20 أكتوبر 2013. ومنذ حركة الإصلاح التي قامت في القرن السادس عشر فالكنيسة اللوثرية هي المتسيدة في إستونيا ﻮ يوجد أيضا الروم الأرثوذوكس- الروس الأرثوذوكس- المعمدانيين- الكاثوليك. ويمكن التعرف على إستونيا من خلال موقعها في الشمال الاوروبى على سواحل بحر البلطيق العظيمة وبجوارها دول فنلندا- السويد- لاتفيا وروسيا. تعتبر مساحة إستونيا نفس مساحة دلتا النيل بمصر تقريبا. وعدد سكان إستونيا 1.3 مليون نسمة ويمكنها استضافة 3 ملايين زائر سنويا.

وتعتبر ﺃقل البلاد الأوروبية سكانا واحتوائها على 1500 جزيرة وزرعها وحيواناتها وغاباتها الأولية تجعلها المكان الأمثل للاسترخاء. فتجد حوالي عشر ﺇستونيا أراض طبيعية وغاباتها تغطى أكثر من نصف ﺇستونيا. فهي موطن الأيائل والدببة والوشق (من فصيلة القط) وعجول البحر. والغابات مليئة بعش الغراب والتوت الذي يضاف للطعام ويعطيه نكهة جميلة.

وتشبه إستونيا مصر ولبنان في كونها بلد ساحلي فالأماكن الصيفية تقع في بارنو وهابصالو اللذان يقعان على بحر البلطيق. وهناك يمكن الاسترخاء على شواطئ الرمال الذهبية وفي المنتجعات أو الإبحار. وخلال الصيف بحيراتها وأنهارها الطبيعية تستغل في السباحة والصيد والتجديف والاستمتاع بالسباحة في منتصف الليل خلال ليالي إستونيا الصيفية حيث لا تغرب الشمس.

والشتاء في إستونيا معتدل تصل درجة الحرارة فيه إلى -4 مع سقوط الجليد. أما في جنوب ﺇستونيا فكثرة سقوط الجليد على المرتفعات تجعل منها مكان مناسب تماما لممارسة رياضة التزلج على الجليد.

والإستونيون مثل العرب يحبون المرح والفكاهة ويقدرون الصداقة وقبل كل شيء يحبون كرم الضيافة التي تتركز في تقديم الطعام الوفير. وهم يحبون الاحتفال فلا يخلو حفل من الرقص والغناء. وفي شهر يونيو بالتحديد يوم 23 وهو عيد القديس يوحنا يستطيع الزوار المشاركة في إحدى أهم الاحتفالات السنوية والحافلة بالتقاليد مثل القفز من فوق النار ومراقبة تفتح الأزهار التي تبهج القلب.

وإستونيا بلد مفتوح وحر تخلص من الماضي السوفيتي وكثيرا ما تسمى بفهد بحر البلطيق وذلك لتفوقها في تكنولوجيا المعلومات واقتصادها القوى وجذبها للمستثمرين الأجانب. كما أن إستونيا معروفة بطبيعتها الأولية وحياتها المتناغمة ومقاهيها المريحة وشعبها الودود. وهي تسعد وتفتن زائريها مما يجعلها من الأماكن المرغوب القيام بزيارتها.

تعليق عبر الفيس بوك