"التنمية الاجتماعية" تناقش احتياجات الأطفال الأيتام والأسرة الحاضنة

 

مسقط - الرُّؤية

عقدتْ وزارة التنمية الاجتماعية، مؤخرا، لقاء تشاوريا حول الأسر الحاضنة للأطفال الأيتام، تحت رعاية الدكتور يحيى بن زاهر الهنائي مدير عام التنمية الأسرية، وبحضور عدد من الأسر الحاضنة لمناقشة كلِّ ما يتعلق باحتياجات الأطفال وأسرهم المحتضنة لهم، والتسهيلات المقدمة لهم من قبل وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسات المختلفة ذات العلاقة.

وحول موضوع الحضانة الأسرية والأطفال المحتضنين، ذكر الشيخ يحيى الهنائي أنَّ وزارة التنمية الاجتماعية تقوم برعاية الأطفال الأيتام (مجهولي الأبوين) من خلال مركز رعاية الطفولة التابع للمديرية العامة للتنمية الأسرية، وهذا المركزيتبع نظام الـsos، وهو نظام يقدم خدمات شبه متكاملة تلبي حاجة الطفل النفسية والتربوية إلى جانب الاحتياجات الأخرى، ويبلغ عدد الأطفال المحتضنين ضمن أسر في حدود 350 طفلا إضافة إلى 140 طفل تابعين لمركز رعاية الطفولة. موضحا أنَّهناك جوانب أخرى ممكن أن تقدم لكفالة الأيتام الى جانب الاحتضان الأسري، كالكفالة التعليمية والكفالة المالية والكفالة الصحية.

وحول آلية متابعة الوزارة للأسر الحاضنة وللأطفال المحتضنين، قال الدكتور يحيى إنَّآلية المتابعة تتم من خلال دائرة شؤون الطفل ودوائر التنمية الأسرية في المحافظات؛ حيث تقوم الوزارة بالتنسيق والتواصل مع الأسر الحاضنة لزيارتهم والاطمئنان على وضع الأطفال والخدمات المقدمة لهم، ومدى رعاية الأسرة لهم والحفاظ عليهم من أي اساءة، إضافة إلى المتابعة التحصيلية. وأضاف بأنَّوزارة التنمية الاجتماعية في تواصل دائم ومستمر مع الجهات ذات العلاقة بتسهيل أوضاع الأطفال المحتاجين للرعاية أو الفاقدين للأسر وهم جميعا في حكم الأيتام؛ فهناك تعاون سواء مع الأحوال المدنية أو وزارة التربية والتعليم أو وزارة الصحة، حول كل ما يساهم في حماية هؤلاء الأطفال وإعطائهم حقوقهم وإثبات المستندات الرسمية الخاصة بهم، ونشيد بهذا التعاون الذي حقق العديد من الأهداف.

 

شمعة أنارت حياتي

ومن جانبها، قالت فايزة الناعبي (أم لؤي) عن الاحتضان: إن الفكرة كانت لدي حتى قبل الارتباط والزواج؛ حيث إنَّ أهلي كانوا يحتضنون أطفالا أيتام؛ لذلك رغبت في أن يكون لي أنا الأخرى أجر احتضان طفل يتيم وتربيته، وفي فترة الخطوبة عرضت الموضوع على زوجي وقلت له إن رزقنا الله بأطفال أو لم نرزق فإنني أرغب باحتضان أطفال أيتام وليس طفل واحد، وكانت الفكرة غريبة بالنسبة له ولم يكن مقتنعا بالأمر حتى بعد زواجنا، كما أن أسرته لم تكن مقتنعة ورفضوا الفكرة تماما،ولكن الأمر استغرق مني 5 سنوات لأتمكن من إقناع زوجي وعائلته بأمر الاحتضان،والحمد لله احتضنت لؤي وكان ذلك في العام 2011م، وكان يبلغ من العمر أربعة أشهر، وهو الآن في مرحلة التمهيدي وأنا فخورة جدا بوجوده في حياتي التي ملأها بهجة.

وأضافت: إذا شاء ربيورزقني بأطفال، فلن يتغيَّر تعاملي مع لؤي؛ فهو أول طفل يدخل حياتي وقد أعطى لحياتنا الزوجية طعم آخر وازدادت المحبة بيني ووالده بسبب وجوده بيننا، وقبل احتضاني له كان كلام من حولي يزعجني بإلحاحهم حول سبب عدم إنجابي للأطفال برغم مرور 5 سنوات على زواجي، لكن بعد دخول لؤي حياتنا لم يعد يهمني كلام الناس، فلدي الآن طفلي الذي أحبه وأفتخر به. وقريبا -بإذن الله- سأكرر تجربة الأمومة باحتضاني طفل ثان وثالث، وأنصح كل عائلة لديها امكانيات مادية وأجواء أسرية مستقرة أن تسارع إلى احتضان أحد الأطفال لتمنحهم فرصة الحياة ضمن أسرة تهيء لهم جو الرعاية والسعادة والراحة النفسية. وبالمقابل، يحصلون هم على الأجر والثواب من رب العباد إلى جانب سعادتهم الدنيوية؛ حيث سيملأ هؤلاء الأطفال عليهم الحياة بهجة وسعادة.

 

تجارب جديدة

وقال عصام الكندي (أبو ميسم)عن تجربة احتضانه ميسم وعمر: إنَّهؤلاء الأطفال الأيتام هم جزء من المجتمع وهم أبناؤنا وهبة من الرحمن ويغيرون الكثير في حياتنا؛ لذلك نحن فخورون بوجودهم في حياتنا.

وعصام هو أب لميسم-البالغة من العمر 5 سنوات- وعمر -ذو الثلاث سنوات- وقال عن فكرة احتضانه لطفل يتيم: إنه كان مترددا في قبول الفكرة وكانت أم ميسم متحمسة وتشجعنهكثيرا، وفيأحد الأيام تكلمنا بالموضوع واقتنعت بالفكرة، وصدف وجود ميسم في أحدالمستشفيات فذهبنا إليهاووقعنا في حبها، وأذكر أني قلت لأم ميسم بعد رؤيتي لها مباشرة هذه ابنتنا وسنحتضنها، وفي تجربة احتضان عمر كان الأمر مختلفاوكنت أنا منيرغب أكثر أن نحتضن طفلا جديدا،وجاء احتضاننا لميسم بعد زواج دام 8 سنوات لم نرزق خلاله بطفل، فقررت أم ميسم أن نحتضن طفلا يتيما.

وبابتسامة ترتسم على وجهه، قال: إنَّميسم ملأت البيت فرحا، وتغيرت بقدومها ووجودها حياتنا كثيرا، حيث كنا شخصان فقط وأصبح معنا طفل وكبرت عائلتنا لنصبح ثلاثة أشخاص، وبيننا طفلة تحتاج للرعاية والاهتمام وجزء كبير من وقتنا، كان تغيراإيجابيا وأضاف لنا شيئًا جديدًا من تحمل المسؤولية ومعرفة طرق التعامل مع الأطفال، والصبر والتحمل.

وحول موضوع التربية والتنشئة، وهل تختلف بين تربيتنا لطفل محتضن وآخر هو ابن فعلي للأسرة، قال أبا ميسم: من البدء كانت راسخة في بالنا فكرة أنه بوجود الطفل في حياتنا ستكون أفضل، وحاله كحال أي طفل آخر بين والديه ومن واجبنا تربيته كأي والدين ولم نشعرهم بأي فرق، ولو كان لدينا أطفال آخرين فلن يكون هناك فرق في المعاملة والتربية بينهم أبدا، وأؤمن بأنَّ هؤلاء أطفالنا وأطفال للمجتمع ونحن احتضناهم كأم وأب، وتحملنا مسؤولية احتضانهم وبالتالي نتحمل مسؤولية معاملتهم وتربيتهم.ولابد للأطفال المحتضنين من معرفة الحقيقة كاملة، وعدم الاحتفاظ بها وكتمانها عنهم، تفاديا للعديد من المشكلات النفسية التي قد تترتب على ذلك حين علمهم بها مصادفة.

وقال الكندي إنَّنقطة المكاشفة مهمة جدا، من مرحلة مبكرة علينا إخبارهم، نحن نقول إنَّ الطفل صغير ولا يفهم، ولكن الحقيقة وحسب ملاحظتنا فإن الطفل من عمر السنتين أو الثلاث سنوات إذا غرست الفكرة لديه سيبدأ بفهمها وبعد 4 أو 5 سنوات هو من سيبدأ يحكي لك القصة ويشرح وضعه.

ويضيف: من باب التجربة، فميسم وهي صغيرة كانت والدتها تقتني لها الكتب والقصص التي تخبرها عن وضعها؛ فالأطفال من عمر مبكر يجب أن يفهموا وضعهم وإن لم يكن آباؤهم معروفين إلا أنهم الآن وسط أسرة ولديهم والدان هم أم وأب وليس بينه وبين الآخرين أي فرق. وهذا الجانب مهم جدا أن نغرسه في عقولهم ليكبروا وهم على وعي وفهم ومتقبلين لوضعهم، وهو وضع غير سلبي ولكنه مختلف قليلا. وميسم الآن تأخذ القصة وتحاول شرحها لنا بأن هذا الطفل يتيم وليس لديه أم وأب ولكن هذه الأسرة احتضنته وأصبح لديه أم وأب يحبونهويعتنون به،فهي تعلم وضعها وهي الآن تحاول أن تشرح لعمر وضعهم على الرغم من صغر عمره وهذا يسعدنا حيث أنها ستكون عونا وسندا لنا لتخبر أخيها بالأمر.

تعليق عبر الفيس بوك