"البيئة" تواصل إجراءات تسجيل محمية الأراضي الرطبة بالوسطى في قائمة رامسار الدولية

مسقط - إشراق السليمانية

تنفذ وزارة البيئة العديد من ورش العمل وبرامج التعليم والتثقيف البيئي لطلاب المدارس في مجال الأراضي الرطبة لرفع الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع بأهميتها البيئية والاقتصادية، كما نفذت الوزارة أكثر من 30 حملة لمراقبة حالة البيئية البحرية والشعاب المرجانية وتنظيفها من المخلفات وشباك الصيد، وسيرت دوريات رقابة مستمرة لحراستها وتأمينها من التعديات والانتهاكات البشرية، وشكلت الوزارة لجنة وطنية تضم مندوبين وأعضاء من مختلف الجهات المعنية لوضع السياسات والإستراتجيات وخطط العمل اللازمة للمحافظة على الأراضي الرطبة واستغلالها بطريقة مستدامة، وكما تعكف حاليًا على إعداد وصياغة الإستراتيجية الوطنية لحماية الأراضي الرطبة وحصر المناطق المناسبة لتسجيلها في قائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية.

وإدراكا لأهمية الأراضي الرطبة فقد انضمت السلطنة لاتفاقية رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية بموجب المرسوم السلطاني رقم 64/2012 بتاريخ 25 نوفمبر 2012م، وهي أقدم اتفاقية دولية في مجال صون البيئة، وهي بمثابة إطار للتعاون الدولي لوضع أفضل السبل والممارسات للاستخدام موارد الأراضي الرطبة بطريقة مستدامة، ووضعت الاتفاقية في عام 1971م في مدينة رامسار الإيرانية ودخلت حيز التنفيذ في عام 1975م، تشرف الاتفاقية على أكثر من 2180 منطقة رطبة ذات الأهمية الدولية بمساحة تقدر حوالي 208 ملايين هكتار في 168 دولة.

وسجلت السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية بتسجيل محمية القرم الطبيعية ضمن قائمة رامسار للأراضي الرطبة في عام 2013م، وهي محمية تقع في قلب العاصمة مسقط بمساحة إجمالية حوالي 172 هكتارا وتضم نوع واحد من أشجار القرم والكثير من الحيوانات الفقارية واللافقارية والهائمات النباتية والعديد من صغار الأسماك التجارية وأكثر من 200 نوع من الطيور المائية المستوطنة والمهاجرة كما تقوم الوزارة في الوقت الراهن بإجراءات تسجيل محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى في قائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية التي تتميز بالتنوع الأحيائي مثل الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية وموطنا للآلاف من الطيور المائية.

وتوجد 12 محمية طبيعية في مختلف محافظات السلطنة التي تندرج تحت إطار مفهوم الأراضي الرطبة وهي تمثل حوالي 1.6% من مساحة السلطنة، وتنفذ الوزارة العديد من البرامج البيئية لصون بيئات الأراضي الرطبة، حيث أنشأت أربعة مشاتل لإنتاج 45 ألف شتلة أشجار القرم سنويا، ونظمت حملات إستزراع وتنظيف الأخوار بمشاركة طلاب المدارس والجامعات وجمعيات المرأة العمانية، وتم استزراع أكثر من 600 ألف شتلة من أشجار القرم.

ونظرا لأن الموارد الطبيعية في العالم شحيحة، لابد على الدول أن تبادر في الاستثمار لرعاية أنظمتها البيئية واستغلال مواردها الطبيعية بطريقة مستدامة لتوفير العيش الكريم لأجاليها الحاضرة والمستقبلية. وقد أظهرت بعض الدراسات العلمية أن بعض الأنظمة البيئية قادرة على الاستمرار تحت الظروف البيئية القاسية في توفير الموارد الطبيعية الضرورية للاستمرار في المحافظة على معدلات نمو اقتصادي مرضي وتحقيق الأمن الغذائي والمائي والبيئي.

وتعد الأراضي الرطبة من أهم الأنظمة البيئية ذات الإنتاجية العالية إحيائيًا واقتصاديا، فهي تغطي حوالي 6% من مساحة اليابسة في العالم، وهي مناطق تغمرها المياه سواءً أكانت جزئيًا أو كليًا،متدفقة أو راكدة، مالحة أو عذبة، مستديمة أو مؤقتة، طبيعية أو اصطناعية، موسمية أو دائمة طوال العام وتحتوي على بيئات بحرية لا يتجاوز عمقها عن 6 أمتار، منها على سبيل المثال الأودية والأخوار والعيون والشلالات والأفلاج والسدود والبرك الطبيعية أو الاصطناعية والبحيرات والشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والسبخات والمستنقعات والكثبان الرملية وامتدادات الطمي في المناطق التي تمتاز بالمد والجزر.

وتقدر القيمة المادية للأراضي الرطبة حوالي 13 مليار دولار سنويًا سواء قيمًا اقتصادية أو بيئية، فهي مصدر للتنوع الأحيائي والمواد الخام الأولية التي تدخل في كثير من الصناعات، كما تمثل موائل هامة للعديد من الأنواع، وتوفر خدمات إيكولوجية وهيدرولوجية حيوية مثل امتصاص مياه الفيضانات، وتعمل كمرشحات طبيعية لتنقية المياه وإمتصاص الملوثات العضوية والمعادن الثقيلة مثل الفسفور والنيتروجين، ومعالجة المواد المذابة في المياه بيولوجيا من خلال العمليات الأحيائية الهوائية واللاهوائية،وتوفر موئلا ومأوى طبيعياً مناسبًا وغذاء لتكاثر العديد من الكائنات الحية والنباتات المائية والحيوانات الفقارية واللافقارية والهائمات النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة وتشكل موطن لتكاثر وتغذية الطيور المائية المستوطنة والمهاجرة وصغار الأسماك التجارية، وتوفر أماكن طبيعية لتكاثر العديد من الأنواع البحرية كالطيور والقشريات والمحاريات والثدييات، وتعتبر مخازن للمياه العذبة، وتقلل من تآكل الشواطئ، كما تقدم سلع وخدمات منها الوقود والأخشاب والأدوية والأعشاب الطبية وتنقية الهواء ومخازن كبيرة لتخزين ثاني اكسيد الكربون المسبب الرئيس للتغير المناخي وتثبيت التربة والنيتروجين والظل، وتعتبر كذلك من المناطق المناسبة للترفيه والسياحة البيئية ويشمل ذلك صيد الأسماك ومراقبة ومشاهدة الطيور، ومناطق للتعليم الحقلي والتوعية والتثقيف البيئي وأماكن جيدة لإجراء الدراسات والبحوث العلمية.

وتعد الأراضي الرطبة من المناطق الحساسة بيئيا وقابلة للزوال والتدهور سريعًا كما أنها تتعرض حاليًا في كثير من المناطق للعديد من الضغوط البيئية سواءً أكانت بشرية أو طبيعية مثل الزحف العمراني والردم والمخلفات والزيوت والتلوث بمختلف أنواعه وإنجراف التربة والمبيدات الكيميائية المستخدمة لرش المزروعات التي تنتقل بواسطة مياه الأمطار والأنشطة البشرية المختلفة، التدمير جراء تدفق مياه الفيضانات والتغير المناخي والتغير السلبي في المكونات الفيزيائية والكيميائية لمياه البحر خاصة تراكيز الملوحة والحموضة ودرجات الحرارة.

تعليق عبر الفيس بوك