شيخةالهنائية
يعتز العُماني دائمًا بماضيه وحاضره ويفتخر بعراقته وأصالته ..ومع إطلالة عصر التجديد الذي طال مختلف نواحي الحياة، وشمل شتى المجالات، حتى وصلإلىالزي العماني الجميل الذي نفتخر به جميعًا، حيثنلحظ الآن -وبكل أسف-كيف بدأت معالم هذا الزي تندثرتحت مسميات التطوير، وكيف أصبحالبعض يتبارون فيميدان التحديثويقيمون لأجل ذلك المسابقات والمنافسات العالمية.
نحن لسنا ضد التطوير والتحديث – كما قد يتبادر إلى أذهان البعض -ولكن أن يطال ما يسمىبالتطوير هذا الزي الرائع وينال من هويته التقليدية ويطمس تفاصيله، فإنّ ذلكليس بتطوير بل تشويه لأحد رموز أصالتنا وهويتناوهو الزي العماني التقليدي.
إنّ ما نراه اليوم من أزياء تصنف تحت مسمىالأزياء العمانية، لا تمت فيالحقيقةبصلةلهذا الزيالتقليدي الزاهي الجميل، فهي مسخ مشوه له، حيث نجدها أحياناًتميلتصاميمها إلى الآزياء الآسيوية الباكستانية مثلا أو تجدهاتأخذ شكلالأزياء المغربية،وتصبحهذه التصاميم أحيانًا أقرب إلى الأزياء الشامية أو الخليجية..
لقد جنحوا بالزي العماني التقليدي إلى أبعد مما تخيلناه وتصورناه .
ولنا أن نتساءل:هليمكن أن نطلق على هذاتطويراً رغم أنه يسير بموروثنا إلىمنحدر سحيق من التشويه؟
من الجميل أن نشجع أطفالنا على توشح أزيائناالتقليدية، ولكن كيف نشرح لهم أنّ هذا هو زينا الذي يجب أن يتزينوا به على الدوام.. إنّه ليس الثوب الذي زيننا قديماً.. إنّه ثوب مغاير لما ألفناه وتشبثنا به .
كيف سنخبرهم بأنّ هذانسخة مطورةمن زينا التقليدي، وماذا سنقول لهم إذا سألونا عن أين الأصل؟ هل سنخبرهم أنه اندثر.
وأنهلم يعد له مكان بيننا فقد حل محلهالزي المطور المبالغ في تطويره إلى درجةأنه طغى على الملامح المميزة للزي التقليدي ..وأي تطوير ذلك الذي لا يستند على الأصل؟.
نحتاج فعلا إلى تقنين للتغيير المقبول الذي ترضى به العين العمانية العاشقة لتراثها والمتمسكة بموروثها وحضارتها الأصيلة .