السلطنة تحتفل باليوم العالمي للمسنين.. بحزمة برامج لتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية لكبار السن

◄ المسنون يمثلون 5.2% من سكان السلطنة.. وتوقعات بزيادة العدد مع تطور السياسات

 

مسقط- مرشد البلوشي

 

تشارك السلطنة اليوم، دول العالم احتفالها باليوم العالمي للمسنين، والذي يوافق الأول من أكتوبر من كل عام؛ حيث يأتي هذا العام تحت شعار "إضافة حياة للسنوات وليس فقط سنوات للحياة"،وذلك تقديرا لهذه الفئة التي أمضت جُل حياتها في العطاء لتأمين المستقبل للأجيال اللاحقة.

ويبرز الاهتمام بقطاع المسنين والاستجابة لاحتياجاتهم كمهمة وطنية وتكريم مجتمعي لشريحة كان لها الدور البارز في بناء الوطن والأجيال،وإضافة لما تمليه علينا قيمنا الدينية والأخلاقية والحقوق الإنسانية التي تحض على الوفاء لكبار السن مما يستحقوا التقدير والاحتراموتوفير حياة اجتماعية وصحية كريمة مليئة بالحيوية وتحقيق الرفاهية لهم،وتماشيا مع التوجهات الوطنية والإقليمية والعالمية لرعاية هذه الفئة العزيزة.

من جهته، قال الشيخ الدكتور حمود بن أحمد اليحيائي مدير عام الرعاية الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية إن الاحتفال بهذا اليوم يأتي تقديرا لهذه الفئة وما تحظى به من سبل الرعاية والاهتمام في ظل المتغيرات الحياتية التي تشهدها المجتمعات في مختلف جوانب الحياة، وكحق من حقوقهم كأفراد ساهموا في تنمية مجتمعاتهم بما قدموه في سن شبابهم وعطائهم وعملهم. وأوضح اليحيائي أن حجم شريحة المسنين بالنسبة للحجم الكلي للسكان عالمياً ومحلياً في تزايد مستمر،حتىفي متوسط أعمارهم؛ حيثتتراوحهذه النسبة في الدول المتقدمة بين (6-8%)، وفي سلطنة عمان 5.2% من إجمالي عدد السكان العمانيين حسب تعداد 2010، مشيرًا إلى أنه من المرجح أن ترتفع هذه النسبة بسبب التحسن الذي طرأ على الخدمات الصحية والتغذوية والاجتماعية والاقتصادية وزيادة نسبة التعليم وانخفاض نسبة الوفيات.وتابع: "لا شك أن لهذا الأمر انعكاساته المؤثرة، سواء على الهيكل العام للهرم السكاني وتركيبه العمومي، أو في إنتاجية المجتمع ومعدلات الإعالة فيه، أو في حجم ونوعية برامج وخطط التنمية وإنجازاتها، فضلاً عن صيغ وأهداف سياسات الرعاية الاجتماعية واستراتيجياتها".

وأوضح اليحيائي أن وزارة التنمية الاجتماعية تسعى جادة لخلق شراكة وتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة ومن بينها جامعة السلطان قابوس، موضحًا أنه سيتم قريباتدشين دراسة بعنوان"مؤشرات تخطيطيه لتطوير خدمات الرعاية الاجتماعية للمسنين بالمجتمع العماني"؛ حيث سيساهم هذا التعاون في تطوير الخدمات المقدمة للمسنين والأخذ بالتوصيات التي خرجت بها تلك الدراسة للعمل بها، بما يتوافق مع الدور الذي ستقوم به دائرة رعاية المسنين.

وحولما تقدمه وزارة التنمية الاجتماعية من خدمات شاملة لفئة المسنين، ذكر الشيخ الدكتور أن الشخص المسن لديه طاقات وخبرات يمكن الاستفادة منها، وأن التوجه للاستفادة من ذلك يشعرهم بمكانتهم وأهمية عطائهم استمرارا للحياة وعدم الشعور بالوحدة وعدم الأهلية، كما يعزز لديهمالشعور بالذات عن طريق الاندماج في المجتمع وعدم الشعور بالوحدة، وتقديم الخدمات الأساسية من خلال دار الرعاية الاجتماعية ووضع البرامج النفسية والاجتماعية المناسبة.

وفيما يخص الخدمات والبرامج الحديثة التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية لفئة المسنين، أوضح الشيخ الدكتور حمود اليحيائي أن العمل جارٍ لتضمين إستراتيجية العمل الاجتماعي للوزارة (2016-2025) أبوابالرعاية المسنين في السلطنة لتحديد احتياجات المسنين في مختلف الجوانب، كما أنّ الوزارة تقوم وبالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية والأهليةوالمجتمع بتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية لحالات المسنين في منازلهم ومحيطهم العائلي والاجتماعي،وذلك تقديراً لوضعهم الصحي والنفسي، واعترافاً بدورهم في خدمة المجتمع أثناء مسيرتهم الحياتية، وذلك من خلال مشروع (برنامج تقدير) والذي يحمل رؤية "تقدير واحترام المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة"، وينطلق من رسالته "تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية للمسنين في منازلهم ووسط محيطهم العائلي والاجتماعي"؛ حيث يتضمن البرنامج: برامج وأنشطة رعائية للمسنين، وتوجيه المجتمع وحثه على المشاركة في البرامج والأنشطة الموجهة للمسنين إلى جانب توفير الرعاية المنزلية للمسنين.

وتحدث اليحيائي عن إنشاء دائرة لخدمات المسنين تتبع المديرية العامة للرعاية الاجتماعية، تختص بالنهوض بالأشخاص المسنين وتعزيز دورهم في المجتمع وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة، بجانب تعزيز مبدأ الشراكة والعمل التكاملي في كافة القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة لخدمة المسنين، إضافةً الى إعداد الخطط والبرامج التوعوية في مجال المسنين، والإشراف الفني على جميع مراكز رعاية وتأهيل المسنين،إلى جانبتقديم المشورة الفنية للأشخاص المسنين وأسرهم وحول البرنامج الوطني للرعاية المنزلية للمسنين، أوضح اليحيائي أن الوزارة تقدم البرنامج بالتعاون مع وزارة الصحة والجمعية العمانية لأصدقاء المسنين في إطار منظم وفق آليات عمل معتمدة ومحددة وفقاً لاختصاص كل جهة، وذلك من خلال تقديم وسائل الدعم الحياتي (الأجهزة والمعينات)،وتهيئة المنزل وفقاً لحاجة المسن، بجانبالدعم المادي، وتمكين وتدريب الأسرة على رعاية المسن، وتوفير الجليسأوالأسرة البديلة،إضافة إلىتوجيه وإرشاد الأسر اجتماعيا ونفسياً وتنسيق جهود المجتمع المحلي.

تعليق عبر الفيس بوك