الحارثية: الكفاءة المعيار الأساسي لاختيار عضو "الشورى".. والمرأة العمانية قادرة على العمل البرلماني

الرؤية- مدرين المكتومية

أكدت خولة بنت حمود الحارثية عضو اللجنة الوطنية للشباب أن المرأة العمانية تسهم بدور حيوي في العملية التنموية بالسلطنة، إذ تقف شريكاً حقيقيًا للرجل في كافة الأعمال، مشيرة إلى أنّ وجود المرأة تحت قبة البرلمان ضرورة لا غنى عنها.

وقالت الحارثية- في حوار مع "الرؤية"- إنّ هناك شروطاً مختلفة تضمن حصول المرأة على مقعد في مجلس الشورى، وفي مقدمتها الكفاءة، مؤكدة أنّ هذا العنصر بالتحديد ينطبق على المرأة والرجل. وأضافت أن أهمية الكفاءة للمترشحة حتى تحقق الدور المنشود منها فالعبرة بمدى كفاءة العضوات في المجلس ودورهن في تبني قضايا المرأة والمجتمع بشكل عام وليس بعددهن.

وأشارت الحارثية إلى أنّها كانت تتوقع مشاركة أكبر وإقبالاً أوضح من النساء لاسيما وأنّ السلطنة تزخر بالعديد من النساء من حملة المؤهلات المختلفة، وصاحبات الخبرات الكبيرة، وقادرات على تمثيل المواطن على أكمل وجه داخل المجلس.وترى الحارثية أنه لا يوجد إخفاق أو فشل فالنجاح عبارة عن محاولات واكتساب خبرات وجميعنا رابح بنجاح العملية البرلمانية والمساهمة في بناء الوطن.

وتابعت: "المرشحة يجب عليها أن تؤهل نفسها للنجاح والفوز بالعضوية والتواجد تحت قبة البرلمان، وعليها ألا تقف أمام التحديات، فالإنسان الناجح بطبيعة الحال يجب أن يحاول ويستفيد من التجارب إلى أن يصل إلى هدفه".

الاستعداد المسبق

وأوضحت الحارثية أنه يتعين على المرشحة أن يسبق ترشحها مرحلة ملامسة مطالب واحتياجات المواطنين، وذلك من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية والميدانية والمشاركة في أنشطة مؤسسات المجتمع المدني، وأن تكون قريبة من مجتمعها والقضايا التي تشغله.

وشددت الحارثية على أهمية التحضير المسبق للمرأة استعدادًا للانتخابات، من خلال حملة انتخابية واضحة المعالم وقوية، تتسم بالتسويق لأفكارها وخططها لمستقبل السلطنة، علاوة على الحضور المجتمعي وتقربها من الناس، لاسيما من يواجهون مشكلات اجتماعية.

وأشارت الحارثية إلى أهمية تمتع المرأة الراغبة في الترشح للانتخابات بعدد من المزايا، كأن تتحلى بقدر مميز من التعليم والقدرة على التواصل المجتمعي والقدرة على التحليل والتفكير في حل قضايا المجتمع ويتعين عليها أن تدرك المفاهيم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقبل ذلك أن تحرص على معرفة العملية البرلمانية ومراحلها.

وبالحديث عن المعوقات والتحديات التي تواجه المرأة العمانية.. ترى أن السلطنة سهلت للمرأة كل عوامل النجاح حيث تولت مناصب إدارية ودبلوماسية ووزارية ولا توجد معوقات صعبة تحول بينها وبين الترشح.

وبينت أن الناخب بدأ يفكر في الكفء وما يمتلكه المرشح من مهارات وإمكانيات في هذا المجال، مضيفة أنّالقبلية ورغم دورها المؤثر في العملية الانتخابية، إلا أنها لا تعُد تحديا كبيرًا أمام ترشح المرأة، مشيرة إلى أنّ هذا العنصر آخذ في التراجع عما كان في الماضي.

وركزت الحارثية على التحديات الثقافية في الشورى من حيث إدراك الناخب لكيفية اختيار المرشح الذي يمثله، وطرق التعرف على من سينتخبه، ومن الرائع ما تقوم بهوزارة الداخلية في التعريف بأهمية الشورى سواء للناخب أو المرشح؛ حيث تساعد حملاتها التعريفية وبرامجها الإعلامية على تشكيل وعي مجتمعي بأهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات، ولا ننسى كذلك دور اللجنة الوطنية للشباب في هذا المجال حيث أطلقت حلمة "راقب صوتك" وهي تستهدف الشباب والتعريف بالشورى وإثراء الحوار عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

دور الإعلام

وأشارت الحارثية إلى الدور المهم لوسائل الإعلام في التسويق للمرشحين، إلا أنّها بينت أنّ المرشح في العصر الحالي عليه ألا يكتفي بوسائل الإعلام التقليدية، مثل الجرائد والمجلات والإذاعة والتلفزيون، على الرغم من دورها المؤثر، إذ بات بمقدور الناخب أن يسوق لأفكاره وبرنامجه الانتخابي عبر منصات الإعلام الاجتماعي حيث يمكنه من خلالها أن يصل إلى الناخبين بشكل أسرع وأفضل وأوضح وبدون وسيط.

وتابعت القول إنّ العمل البرلماني لن يمثل تلك الصعوبة المتصورة على المرأة، فالمرأة قادرة على التحمل والبناء والتجارب السابقة خير برهان، مستشهدة بنماذج نسائية ناجحة في مجالس إدارات الشركات الكبرى، مشيرة إلى أنّ المرأة العمانية في هذا المضمار بلغت مكانة مميزة، إذا ما قورنت بدول أخرى في المنطقة ويعود الفضل أولاً إلى باني نهضة السلطنة، جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- فهو الداعم الأول لعمل المرأة في البرلمان وليس أدل على ذلك من كلمته في مجلس عمان حيث جاء نصها: "لقد أولينا، منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة العمانية، في مسيرة النهضة المباركة فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، ويسرنا ذلك من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبين واجباتها، وتجعلها قادرة على تحقيق الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها من أجل بناء وطنها، وإعلاء شأنه.ونحن ماضون في هذا النهج، إن شاء الله، لقناعتنا بأنّ الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة".

وتابعت أن مبادرة المرأة بالترشح وفوزها بمقعد سيشجع نساء أخريات على خوض غمار التجربة، وإتاحة المجال أمام مختلف النساء للتعرف على قدرات النساء في إدارة العمل العام.

المجتمعالمدني

وبسؤالها عن دور مؤسسات المجتمع المدني في دعم فرص نجاح المرأة وبلوغها البرلمان، قالت الحارثية إن المجتمع المدني يسهم بدور بالغ الأهمية في التعريف بدور المرأة وأنشطتها وأهمية وجودها تحت قبة المجلس. ولفتت إلى الدور المهم الذي تمارسه جمعيات المرأة العمانية إعلاميا، والمساهمة الفاعلة في دعم المرشحات ومساعدتهن من خلال إعداد قيادات بتوليهن مناصب إدارية داخل الجمعيات.

وأوضحت الحارثيةأنمجلس الشورى في السلطنة آخذ في التطور بشكل مستمر، حيث إنّالتعديلات الأخيرة على قانون مجلس الشورى تعطي صلاحيات مميزة لعضو المجلس، بحيث تمنحه صلاحيات للمشاركة في التشريع والرقابة.

وزادت قائلة: "أعتقد أنّ مجلس الشورى يقوم بدور جيد، خاصة في ظل الشفافية التي يتمتع بها من خلال عرض جلسات الشورى على شاشات التلفاز وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي خطوة ممتازة ليتعرف كل مواطن على الشخص الذي اختاره ومدى كفاءته وقدرته على التعبير وإيصال احتياجات أبناء ولايته إلى الجهات المسؤولة في الدولة،والتعرف عن قرب على كل ما يقدمه العضو خلال فترة عمل المجلس".

وأوضحت أنّه من خلال متابعتها لعمل مجلس الشورى في دورته السابعة، فإنّ هناك أعضاء أثبتوا كفاءتهم وقدرتهم على تقديم أطروحات وقضايا حيوية ذات أهمية للمجتمع، علاوة على الأسلوب النقاشي الممتاز، معربة عن أملها في أن تكون الدورة الثامنة من عمل المجلس حافلة بأعضاء ذوي كفاءة أعلى وقدرة على طرح مختلف القضايا، وأن يدرك العضو أنّه يتحمل مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه تجاه مجتمعه، وفي المقابل فإنّ الناخب مسؤول هو الآخر عن اختيار من يمثله على النحو الأفضل، وعليه أن يدرك جيداً أنّ صوته أمانة عليه أن يؤديها لمن يستحقها بكل صدق وإخلاص.

تعليق عبر الفيس بوك