تعاون "عراقي روسي إيراني سوري" في قضايا أمنية.. والتحالف يشن 23 غارة

بغداد - الوكالات

قالت قوة المهام المشتركة في بيان أمس إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ 20 ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وثلاث ضربات ضد التنظيم في سوريا. وقال البيان إنه في العراق نفذ التحالف خمس غارات قرب بلدة هيت وضربات جوية أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد. أما في سوريا فقد أصابت الضربات ودمرت أهدافًا قرب الحسكة والبوكمال ومارع.

وفي سياق آخر، قال العراق إن مسؤوليه العسكريين يشاركون في تعاون استخباراتي وأمني في بغداد مع روسيا وإيران وسوريا لمواجهة التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية ضمن اتفاق قد يثير مخاوف واشنطن.

وقال بيان من قيادة العمليات المشتركة للقوات المسلحة العراقية إن الاتفاق جاء "مع تزايد قلق روسيا من وجود آلاف الإرهابيين من روسيا والذين يقومون بأعمال إجرامية مع داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)."

وقد يزيد هذا التحرك نفوذ موسكو في الشرق الأوسط. وعززت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في الأسابيع الأخيرة في الوقت الذي تضغط فيه من أجل ضم دمشق إلى الجهود الدولية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وهو طلب ترفضه واشنطن.

وقد يعني التدخل الروسي في العراق تزايد المنافسة مع واشنطن خصمها السابق في زمن الحرب الباردة فيما تعزز إيران نفوذها عن طريق الفصائل الشيعية بعد أربعة أعوام فحسب من انسحاب القوات الأمريكية.

ونسبت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء إلى مصدر عسكري دبلوماسي قوله في موسكو إن قيادة مركز التنسيق في بغداد ستكون دورية وسيتولاها ضباط من الدول الأربع بداية من العراق. وأضاف المصدر أن من المحتمل تشكيل لجنة في بغداد لتخطيط العمليات العسكرية والتنسيق بين وحدات القوات المسلحة في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ورفضت وزارة الدفاع الروسية التعقيب على التقارير. وقد أرغمت موسكو واشنطن على توسيع قنوات التواصل الدبلوماسي معها بما اتخذته من مواقف مؤيدة للأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.وقال مسؤولون غربيون إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يريد تدشين مساع جديدة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في مسعى لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وأصبحت المساعي الدبلوماسية أكثر الحاحا في ضوء الحشد العسكري الروسي دعما للرئيس السوري بشار الأسد وأزمة اللاجئين التي امتدت لأوروبا. وحث منتقدون الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن يصبح أكثر حسما في الشرق الأوسط ولاسيما تجاه الصراع السوري ويقولون إن عدم وجود سياسة أمريكية واضحة منح تنظيم الدولة الإسلامية فرصا للتوسع.وأبلغ مسؤول بوزارة الخارجية الروسية وكالة انترفاكس يوم الجمعة أن موسكو يمكن "بشكل نظري" أن تنضم للتحالف الذي تقوده واشنطن ضد الدولة الإسلامية إذا ما تم إشراك دمشق في المساعي الدولية لمحاربة التنظيم وإذا كان لأي عملية عسكرية دولية في سوريا تفويض من الأمم المتحدة. ونفى مسؤولون عراقيون يوم الجمعة تقارير عن وجود خلية تنسيق في بغداد أنشأها القادة العسكريون الروس والسوريون والإيرانيون بهدف العمل مع فصائل شيعية تدعمها إيران وتمثل سلاحا حاسما في معركة العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية.وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد قال في نيويورك يوم الجمعة إن العراق لم يستقبل أي مستشارين عسكريين روس لمساعدة قواته ولكنه دعا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى زيادة قصف أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.ورغم تقديم الولايات المتحدة مساعدات وتدريب بقيمة تزيد عن 20 مليار دولار فقد كان الجيش العراقي على شفا الانهيار مرتين في العام الماضي في مواجهة تقدم تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في شمال وغرب البلاد.

تعليق عبر الفيس بوك