◄ نمو سنوي مضطرد في أعداد السياح القادمين للسلطنة.. والعدد تجاوز المليونين العام الماضي
◄ زيادة المنشآت الفندقية ينعكس إيجابا على توفير فرص العمل وتطوير المجتمعات الحاضنة للسياحة
◄ المحرزي: السلطنة جزء من النمو المتزايد للقطاع السياحي بالعالم
◄ المحروقية: الإستراتيجية الوطنية للسياحة في مراحلها النهائية
◄ الرفاعي: السياحة تساهم بـ10% من الناتج الإجمالي المحلي العالمي
تُشارك السلطنة، اليوم، بقية دول العالم، احتفالها السنوي بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، والذي يُصادف السابع والعشرين من سبتمبر من كلِّ عام؛ حيث قرَّرت مُنظمة السياحة العالمية أن تكون احتفالية هذا العام تحت شعار "مليار سائح.. مليار فرصة"، في إشارة إلى تجاوز عدد السائحين في العالم لأكثر من مليار سائح، والآثار الايجابية المترتبة على ذلك على مستوى تنمية الاقتصاد والفرد والمجتمع.
السلطنة التي تُشارك نظراءها من مختلف دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، تُبرز نظرة على أبرز الأرقام والإحصاءات التي سجلتها السياحة القادمة أنَّ السلطنة شهدتْ خلال العقد الأخير نموًّا سنويًّا متصاعدًا في عدد السياح؛ حيث تُشير المؤشرات الإحصائية إلى أنَّ عدد السياح الذين قدموا للسلطنة تجاوز المليوني سائح خلال العام الماضي، مقارنة بالأعداد المسجَّلة قبل عشر سنوات -عقب إنشاء وزارة السياحة في العام 2004- حيث كان عدد السياح القادمين للسلطنة في العام 2005 مليونًا ومائة ألف سائح؛ حيث بلغتْ نسبة النمو السنوي خلال السنوات العشر الماضية من العام 2005 إلى العام 2014 ما نسبته 7.4%.
مسقط - الرُّؤية
كما بَلَغ عدد الليالي السياحية المسجَّلة في العام الماضي 11 مليونا و286 ألف ليلة، مقابل 4 ملايين و413 ألف ليلة في العام 2005؛ حيث بلغتْ نسبة النمو السنوي لعدد الليالي السياحية خلال السنوات العشر الأخيرة 11%. كذلك تشير الإحصاءات إلى أنَّ إنفاق السياحة الوافدة بلغ 250 مليونا و913 ألف ريال عماني في العام 2014، مقابل 127 مليونا و663 ألف ريال عماني قبل عشر سنوات؛ حيث بلغت نسبة النمو خلال العقد الماضي 7.8%.
وسجَّل عدد المنشآت الفندقية والغرف والأسرَّة نموا ملحوظا مما أسهم في عملية التنمية السياحية التي تشهدها السلطنة؛ حيث كان عدد هذه المنشآت 161 منشأة قبل عشر سنوات لتصل إلى 297 منشأة العام الماضي بنسبة نمو سنوي بلغت 7%، فيما ارتفع عدد الغرف والأسرَّة من 8 آلاف غرفة و12 ألف سرير في العام 2005، إلى ضعف هذا العدد في العام 2014. وهذا النمو في القطاع السياحي العماني ينعكس بطبيعة الحال بالإيجاب على المجتمع والأفراد في العديد من الجوانب من حيث تطوير البنى الأساسية والقدرة على توليد فرص العمل وإنشاء المشروعات الخاصة وازدياد عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة...وغير ذلك من الفرص الكثيرة والمتنوعة التي يوفرها القطاع السياحي في شتى بلدان العالم.
نمو متزايد
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، قال معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة: إنَّ صناعة السياحة تشهد نموًّا متزايداً في العالم ودوراً أكبر في التنمية والتقدم للمجتمعات التي تحتضن مختلف قطاعات السفر والسياحة المرتبطة بها، والسلطنة جزءٌ من هذا النمو المتزايد؛ حيث يشكل القطاع السياحي العماني ركيزة مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد كأحد القطاعات التي تعول عليها الحكومة في تنويع مصادر الدخل والاستثمار الأمثل للمقومات السياحية.
وأضاف معاليه: إنَّ السلطنة تتمتع بمقومات سياحية عديدة ومتفردة بفضل ما حباها الله من تنوع جغرافي ومناخي؛ حيث نمتلك القدرة على اجتذاب السياح طوال العام بفضل العوامل الطبيعية الجغرافية والمقومات البيئية السياحية من جهة، وبفضل اهتمام الحكومة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في النهوض بعملية التنمية الشاملة واستكمال مشروعات البنى الأساسية في كافة أنحاء السلطنة.
وأشار معاليه إلى أنَّ الوزارة تقوم من خلال خطط ترويجية مدروسة بجهود الترويج للسلطنة عن طريق أكثر من جانب؛ وذلك وفق أحدث الأساليب والطرق الممكنة التي تتطور يومًا بعد يوم؛ بما يواكب ما تشهده صناعة السياحة العالمية من نمو وتطور في جميع القطاعات ذات العلاقة.
دعم السياحة
ومن جهتها، قالت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة -في تصريح لها بهذه المناسبة: إنَّ شعارَ الاحتفال باليوم العالمي للسياحة هذا العام يأتي تأكيداً على أهمية الدور الذي يلعبه القطاع السياحي في التنمية الاقتصادية والمجتمعية بما يعنيه ذلك من زيادة في الدخل القومي ودخل الفرد وتطوير المجتمع وإيجاد الملايين من فرص العمل حول العالم. يأتي هذا الاحتفاء بالقطاع السياحي والفرص والمجالات اللامحدودة التي يتيحها في نفس الوقت الذي تواصل فيه السلطنة خططها وبرامجها الهادفة نحو تنويع مصادر الدخل القومي ودعم القطاع السياحي ليتخذ مكانته المناسبة في عملية التنمية والتقدم بالبلاد.
وأشارتْ المحروقية إلى الإستراتيجية العمانية للسياحة، والتي تشرف وزارة السياحة على إعدادها، وهي الآن في مراحلها النهائية؛ حيث يتم وضع الخطط التنفيذية والموازنات المالية الخاصة بها؛ تمهيدا لاعتمادها مع توقع للبدء في تنفيذها مباشرة خلال الخطة الخمسية المقبلة. وبيَّنتْ سعادتها أنَّ من أهم الأهداف الرئيسية التي تسعى الإستراتيجية العمانية للسياحة إلى تحقيقها هو زيادة إسهام القطاع السياحي في إجمالي الناتج المحلي كمصدر رئيسي للدخل يرتبط ارتباطا وثيقا بعملية التنمية المستدامة التي تشهدها جميع القطاعات الأخرى ذات الصلة وبالدور الريادي الذي يُمكن أن تلعبه مشروعات الاستثمار السياحي في النهوض بالمجتمعات المحلية الحاضنة للسياحة في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة، إضافة إلى الآفاق التنموية المستقبلية التي تمنحها صناعة السياحة العالمية بما تمتلكه من قدرة على توليد آلاف الفرص الوظيفية؛ حيث توفر هذه الصناعة فرصا استثمارية واعدة، خصوصا على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
مضيفة سعادتها بأنه وفي نفس الإطار والتوجه والشعار الذي تحتفل به منظمة السياحة العالمية بيومها العالمي للسياحة، فإنَّ الوزارة تحرصُ دائما على زيادة الوعي بأهمية القطاع السياحي والفرص والمجالات التي يمنحها مثلما هي حريصة على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والترويج لها من أجل تحقيق أهدافها وتطلعاتها، والعمل على توفير المناخ الملائم لها للقيام بدورها المناسب في تنمية القطاع السياحي العماني.
إمكانات هائلة للسياحة
وفي كلمته التي وجَّهها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة لهذا العام، قال معالي الدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية: إنَّ مناسبة اليوم العالمي للسياحة لهذا العام فرصة سانحة للاحتفال بما يمثله العدد (مليار سائح) من قدرة على إحداث التغيير والتحول في المجتمعات السياحية؛ فاليوم يسافر سنويا ما يزيد على مليار سائح إلى مختلف المقاصد السياحية حول العالم. هؤلاء المليار سائح ساهموا في جعل السياحة قطاعا اقتصاديا وتنمويا رائدا بإسهامه بأكثر من 10% من الناتج الإجمالي المحلي العالمي وما نسبته 6% من إجمالي الصادرات في العالم.
وأضاف الرفاعي: إنَّ هذه الأرقام الكبيرة أكثر من مجرد قوة اقتصادية فحسب، بل تعكس الإمكانات الهائلة للسياحة وقدرتها المتنامية على معالجة أكثر التحديات إلحاحاً في العالم بما في ذلك النمو الاقتصادي والاجتماعي والتنمية الشاملة والحفاظ على البيئة. ولما كانت السياحة قطاعاً يؤمن وظيفة من أصل إحدى عشرة وظيفة في العالم، فقد أصبحت مصدرا مهمًّا للرزق بالنسبة للملايين من البشر. ونظرا لأن السياحة تتمحور حول الملايين من اللقاءات اليومية التي تتجاوز حدود الثقافات في كافة أصقاع العالم، فقد أصبحت تشكل بوابة للتعمق في فهم الآخر وفهم العالم في ما وراء الحدود، لنخطو خطوة رئيسية أولى نحو بناء السلام ما بين المجتمعات والأمم.
وتابع: السياحة أكثر من مجرد الوصول إلى وجهة سياحية، السياحة لديها وجهة عالمية أسمى للوصول إليها. في كل مرة نسافر فيها، فنحن نصبح جزءا من السياحة -بمفهومها الأسمى- هذه الحركة العالمية التي لديها القدرة على إحداث التحول والتغيير الإيجابي لكوكبنا ولجميع البشر.
واختتم أمين عام منظمة السياحة العالمية قائلا: دعونا نحتفل في السابع والعشرين من سبتمبر لهذا العام بما يمثله عدد مليار سائح من قيمة عالية، ولنعمل يداً بيد لجعل السياحة أداة فاعلة لمنح الفرص والقدرة على الاندماج، ولنعمل جميعاً على تحويل قوة المليار الى قوة حقيقية من أجل الخير.
حملة ترويجية
وتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، سيقوم مكتب التمثيل السياحي للسلطنة في أستراليا -والذي تشرف عليه وزارة السياحة- باستثمار هذه المناسبة العالمية؛ وذلك بالمشاركة في حملة ترويجية للمقومات السياحية بالسلطنة في شبكة التواصل الاجتماعي المتخصصة في الصور "إنستجرام" بالتنسيق مع الشركة الاسترالية العالمية هاللو وورلد(HelloWorld) والتي ستقوم بتنفيذ حملة عالمية للتصوير الفوتوغرافي في هذا اليوم؛ وذلك للترويج لأبرز المقاصد السياحية في العالم ومن بينها السلطنة التي تزخر بالعديد من المقومات السياحية المتفردة؛ حيث تمَّ اختيارها ضمن عشر دول عالمية أخرى للترويج عنها في حسابات الشركة وحسابات أشهر مصوريها على شبكة التواصل الاجتماعي المتخصصة في الصور "إنستجرام".
وقامتْ الشركة الأسترالية المتخصصة في الترويج السياحي الرقمي في السوق الأسترالية والنيوزلندية على وجه الخصوص، بإرسال المصورة الأسترالية المحترفة لورين باث والتي تعتبر واحدة من أبرز المصورين المحترفين والمؤثرين في شبكة التواصل الاجتماعي "إنستجرام" على مستوى القارة الأسترالية بمجموع 430 ألف متابع؛ حيث ستقوم هذه المصورة بزيارة السلطنة خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى 1 أكتوبر لتوثيق عدد من المواقع السياحية بالسلطنة وتحميل ونشر الصور على حسابها بموقع "إنستجرام" والمشاركة في الحملة الترويجية العالمية بمناسبة اليوم العالمي للسياحة ابتداء من شروق شمس يوم 27 سبتمبر الجاري، والذي ستوثق فيه يوما سياحيا كاملا في السلطنة ومن ثم ستقوم بتحميل هذه الصور في موقعها الشخصي على "إنستجرام".
ومن جهتها، قامت وزارة السياحة -ممثلة في مكتبها للتمثيل السياحي بأستراليا- بتوجيه الدعوة لكافة المواطنين والمقيمين والسياح القادمين للسلطنة ممن لديهم حساب في شبكة التواصل الاجتماعي "إنستجرام" للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، والترويج للمقومات السياحية للسلطنة؛ وذلك من خلال التقاط أكبر عدد ممكن من الصور الفوتوغرافية لأبرز وأجمل المعالم والمواقع السياحية للسلطنة بصفة عامة والمقومات البيئية والطبيعية الخلابة بصفة خاصة ابتداء من شروق شمس اليوم الأحد، ومن ثمَّ تحميلها على حساباتهم الشخصية في "إنستجرام" مع إضافة وسم "هاشتاج" الحملة الرسمية بين الساعة 4 عصرا و6 مساء: (#helloworldRELAY #BeautyHasAnAddress)، إضافة إلى التفاعل مع الصور التي ستقوم المصورة الاسترالية بتحميلها عبر حسابها(LAURENPBATH)؛ وذلك بمشاركة المتابعين من كل أنحاء العالم في الاستمتاع بلحظة التقاط هذه الصور والتعريف بموقعها والتعليق عليها والترويج لها.