"سحر الشرق" لزياد الحربي يأسر مسامع جمهور "هواة العود" برؤية مغايرة ومزيج بين الشرقي والعالمي

مسقط- ليلى أولادثاني

تناثرت نغمات موسيقى الشرق على ألحان سطرها العازف زياد الحربي مع فرقته الموسيقية في الحفل الموسيقي "سحر الشرق"، الذي نظمته جمعية هواة العود مساء الأحد الماضي في قاعة النهضة بمتحف بيت الزبير.

وقدم الحربي خلاصة خبراته الفنية والأكاديمية في العزف على العود، وقدم برنامجاً لعشرة أعمال تنوعت ما بين مزيج شرقي وعربي وعالمي ومن التراث العماني الأصيل،وكان لآلة الهارب والقربة حضور مختلف أضافه العازف زياد مع بقية الآلات الوترية والإيقاعية التي أعطت الحفل حساً فنياً ولمسه سحرية استمتع بها الحضور الذي صفق بحرارة بعد ختام الحفل.

وبدأ الحفل بمقطوعة "سماعي ولع الهمس" وهي من تأليفه وأسماها باسم الشاعرة ولع الهمس،وذلك تيمناً للاسم الفني لوالدته وهذا العملإهداء إليها وذلك تكريماً على دعمها المتواصل في حياته ومسيرته الفنية. ووفق زياد في اختيار الأعمال العالمية والتي وظف فيها الآلة الشرقية (آلة العود) فكان هناك مزيج عالمي مع إضافة حس الشرق في المقطوعة العالمية الشهيرة (بحيرة البجع) حيث أدخل (آلة الهارب) التي أبدع عازفها بدر البوصافي مع عزف زياد بالعود وآلة الكمان والبيزجيتار والإيقاعات بتناغم جميل وأداء ساحر، وأيضًا من الأعمال العالمية مقطوعة (زرياب) وهي من أصعب مؤلفات عازف الفلامنكو الراحل (باكو ديلوسيا) وقدمها زياد برؤيتهالخاصة حيث عزف الصولوهات الأساسية على آلة العود بمصاحبة عازف الجيتار المبدع أسعد اليحمدي.

ومن الأعمال التي ضمها برنامج الحفل (لونجا عشاق) وهي من جديد مؤلفات الحربي التي قدمها بإحساس الفنان وشاركته بقية الآلات الموسيقية، وأيضاً من ضمن البرنامج الأغنية المحبوبة للفنانة نجاة الصغيرة (أما براوة) لملحنها محمد الموجي التي عزفت بشكل جماعي وفني متقن، ومن الأعمال التركية المعروفة مقطوعة (سماعي تاتلي سيزي) التي استعرضها العازفون مع زياد الحربي وأدوها بصيغتها الأصلية المليئة بالشجن والتطريب.

وكان للغناء مساحة أضافت نكهة فنية للحفل فأطرب الحضور الذي استمتع بأداء فن من الفنون العمانية التي تحكي عن التراث الفني العماني فأبدع بصوته لفن الطنبورة وفن المديما اللذين قدمهما برؤيته الفنية وشاركه رائد الفارسي بالتوزيع الموسيقي لهما،وكان موفقاً جداً في اختيارهلأغنية (ظبي اليمن) وهي من الأغاني المشهورة والمحبوبة للفنان اليمني أحمد فتحي.

أغنية (لمقامك السامي) التي تعد تجربة وبصمة تحسب في رصيد الفنان زياد في مجال التلحين وأداها بصوته الجميل وترجم إحساسه بعزفه على آلة العود مع بقية الآلات وهي من الأغاني الوطنية التي تم أهداؤها لصاحب الجلالة بمناسبة العودةالميمونة بالسلامة لمولانا - حفظه الله ورعاه-، وهي من كلمات الدكتور صالح الفهدي وتوزيع رائد الفارسي.

وكان ختام الحفل مغايرا في التقديم والرؤية والطرح للمقطوعة التي أختارها لتكون ختاماً معبراً ومبهجاً، فأدت الفرقة مقطوعة (روندو آلا تورك) وهي موسيقى كلاسيكية للموسيقار العالمي موزارت، فقدمها الحربي بأسلوب شرقي وشعبي حين أدخل آلة القربة التي كانت مفاجأة للجمهور وأضاف صيغة جديدة على المقطوعة تجاوب معها الجميع بالتصفيق والإعجاب حين أدخل إيقاع الرزحة بمصاحبة القربة حيث شكل صيغة جديدة مزج بين اللون الشعبي مع العالمي.

وشارك في الحفل كل من على آلة الكمان طاهرة البلوشية ورائد الفارسي على آلة الكيبورد وعلى القانون وهب الضنكي وأسعد اليحمدي على آلة الجيتار وعادل حبيب على بيز جيتار وعلى آلة الهارب بدر البوصافي وإدريس البلوشي ونعيم شنان على آلة الإيقاع ومبروك العلوي عازف القربة.

من جهته، أكدزياد أن هذا المزيج والأفكار والرؤية التي طرحها في برنامج الحفلة، عبارةعن خلاصة تجربة ومشاهدات وقراءات وحضور للحفلات العالمية ومن خلال سفره لدول عربية وأجنبية ومشاركته في تقديم عروض موسيقية خارج البلد مما ساعده على توسيع مداركه وبعد نظره في تقديم عمل موسيقي مختلف وبرؤية مغايرة وإدخال بعض الآلات كالهارب والقربة الذي قال عنها إنّها كانت مغامرة بالنسبة له إلا أنه بعد الإطراء الجيد من الحضور يجد نفسه أنه وفق في الاختيار. وأضاف: "سعيد جداً بالحضور الجيد والتفاعل الكبير من الجمهور الذي أشاد بجميع الأعمال التي قُدمت في الحفل وهو دليل على ذوق الجمهور الراقي وإعجابهم دليل على النضج الموسيقي الذي وصل له المشاهد العماني".

وأشار زياد الحربي إلى أن نجاح حفلته لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود زملائه العازفين الذين شاركوه في التدريب المتواصل والجهود التي قدموها أثناء عمل التدريبات والتي ربما منها استمرت لساعات طويلة لنخرج بأفضل رؤية وأفضل عمل للحفل، مشيدًا بدور الجمعية وإدارتها في المساندة والمساعدة وتنظيم الحفلات للعازفين وتوفير كل ما من شأنه أن يؤدي إلى نجاح العازف العماني ويدعمه في مسيرته الفنية.

تعليق عبر الفيس بوك