جيش بوركينا فاسو يجرد الرئيس من صلاحياته ويحل الحكومة.. ومجلس الأمن يدين

واجادوجو -رويترز

قال الجيش في بوركينا فاسو أمس إنّه جرد الرئيس المؤقت للبلاد ميشيل كفاندو من صلاحياته وحل الحكومة ليتولى بذلك زمام السلطة قبل أقل من شهر من انتخابات كانت تهدف لاستعادة الديمقراطية في البلاد.

وانزلقت بوركينا فاسو إلى دائرة الفوضى أول أمس بعدما قامت وحدة خاصة من الحرس الجمهوري باحتجاز كفاندو ورئيس الوزراء ووزيرين. وكان الحرس الجمهوري أحد ركائز نظام الرئيس السابق بليز كومباوري الذي حكم البلاد طويلا قد تدخل مرارا في أمور السياسة منذ الإطاحة بكومباوري في انتفاضة شعبية في أكتوبر الماضي.

وقال مسؤول عسكري لتلفزيون آر.تي.بي الحكومي أمس "اجتمعت القوى الوطنية معا في المجلس الوطني للديمقراطية وقررت اليوم وضع نهاية للنظام الانتقالي الذي انحرف عن المسار المحدد."وأضاف "ابتعدت المرحلة الانتقالية تدريجيا عن أهداف إعادة ديمقراطيتنا." وقال إن تعديل القانون الانتخابي الذي حال دون ترشح أنصار كومباوري في الانتخابات المقررة في 11 أكتوبر "سبب انقسامات واحباطات بين الشعب." وقال بيان بثه التلفزيون الحكومي أمس إن قادة الانقلاب اختاروا جيلبرت دينديري الجنرال في الحرس الجمهوري رئيساً للمجلس الانتقالي.كما أعلن البيان إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي للبلاد فضلاً عن إعلان حظر تجول ليلي.

ودعا رئيس البرلمان الانتقالي أمس القوات المسلحة للتدخل ومنع انقلاب "مجموعة صغيرة" من مسؤولي الجيش وقال إنّه سيتولى إدارة شؤون البلاد لحين الإفراج عن كفاندو.وقال مومينا شريف سي في مقابلة مع رويترز "المرحلة الانتقالية بدأت بإرادة الشعب الذي حدد مدتها ومهمتها...لن تغير مجموعة صغيرة ذلك."وأضاف "في غياب الرئيس كفاندو سأتولى قيادة المرحلة الانتقالية."

وقال شاهد من رويترز إن جنودا أطلقوا أعيرة تحذيرية في العاصمة يوم الخميس لتفريق حشد تجمع في ميدان الاستقلال احتجاجا على استيلاء الحرس الرئاسي على السلطة فيما يبدو.وكان أكثر من مئة شخص قد احتشدوا في الميدان للمطالبة بإطلاق سراح الحكومة المؤقتة التي تحتجزها وحدة خاصة بالجيش منذ الأربعاء.وترددت أصوات إطلاق نار متقطع في مناطق أخرى بالعاصمة في وقت مبكر من صباح أمس.وأدانت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في بوركينا فاسو الانقلاب العسكري ودعت إلى الإفراج الفوري عن كافة المحتجزين ومواصلة العملية الانتخابية.وقال مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في بيان "يدين الرئيس بشدة الانقلاب الذي وقع في بوركينا فاسو... ويدعو إلى الإفراج فورا عن كافة المعتقلين وإعادة السلطات المؤقتة ومواصلة العملية الانتخابية.ودعت الولايات المتحدة الى الافراج فورا عن رئيس بوركينا فاسو المؤقت ورئيس الوزراء ومسؤولين اخرين بعد ان القى الحرس الرئاسي القبض عليهم.وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان "تدين الولايات المتحدة بقوة اي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال وسائل خارج اطار الدستور أو حل الخلافات السياسية الداخلية باستخدام القوة.وقال مجلس الامن التابع للامم المتحدة إنه "يدين بأقوى العبارات" إحتجاز زعماء الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو وطالب بالافراج فورا عن جميع المسؤولين المحتجزين.وفي بيان ذكر دبلوماسيون ان فرنسا صاغته قال المجلس المؤلف من 15 دولة "يحث اعضاء مجلس الامن جميع الاطراف الفاعلة في بوركينا فاسو على الامتناع عن أي عنف."

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عن غضبه ازاء احتجاز رئيس بوركينا فاسو ورئيس الوزراء وبضعة وزراء وطالب بالافراج الفوري عنهم.

وقال المكتب الإعلامي لبان في بيان "يشعر الأمين العام بالغضب بسبب الأنباء التي افادت باحتجاز الرئيس ميشيل كفاندو ورئيس الوزراء يعقوبا إيزاك زيدا في بوركينا فاسو."وأضاف قائلا "يدعو الأمين العام إلى إطلاق سراحهم فورا. هذا الحادث انتهاك صارخ لدستور بوركينا فاسو والميثاق الانتقالي."

تعليق عبر الفيس بوك