حماية المستهلك: زيارات ميدانية ورقابة مكثفة مع اقتراب عيد الأضحى


أيام‭ ‬معدودة‭ ‬ويحل‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬الذي‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬العيد‭ ‬ترتفع‭ ‬وتيرة‭ ‬الاستعدادات‭ ‬في‭ ‬الأسر،‭ ‬بشراء‭ ‬الملابس‭ ‬بمختلف‭ ‬انواعها‭ ‬للصغار‭ ‬قبل‭ ‬الكبار‭ ‬فيما‭ ‬تستعد‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬بمختلف‭ ‬انواع‭ ‬الحلويات‭ ‬والأطعمة‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأضحية‭ ‬الأسمن‭.‬
وقد‭ ‬بدأت‭ ‬الأسواق‭ ‬والمراكز‭ ‬التجارية‭ ‬تشهد‭ ‬حراكا‭ ‬تجاريا‭ ‬ملحوظا‭ ‬استعدادا‭ ‬لاستقبال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك،‭ ‬ويعول‭ ‬التجار‭ ‬وخاصة‭ ‬محلات‭ ‬الملابس‭ ‬والمصار‭ ‬والكميم‭ ‬على‭ ‬موسم‭ ‬العيد‭ ‬لإنعاش‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬وزيادة‭ ‬مبيعاتهم‭.‬
ولما‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬هي‭ ‬فترة‭ ‬إقبال‭ ‬المستهلكين‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬لتوفير‭ ‬حاجياتهم‭ ‬فإن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬تنظيم‭ ‬ومراقبة‭ ‬الأسواق‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬توفر‭ ‬المستلزمات‭ ‬والمواشي‭ ‬واستقرار‭ ‬أسعارها‭ ‬في‭ ‬أسواقها،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬متسقة‭ ‬مع‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬415‭/‬2012‭.‬
وتبدي‭ ‬الهيئة‭ ‬استعداداتها‭ ‬لكافة‭ ‬المواسم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعداد‭ ‬برنامج‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬للأسواق،‭ ‬لمعرفة‭ ‬وضع‭ ‬الأسواق‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يعتريها‭ ‬من‭ ‬نواقص‭ ‬للمستلزمات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المستهلك،‭ ‬للقيام‭ ‬باستدعاء‭ ‬مسؤولي‭ ‬الشركات‭ ‬لبحث‭ ‬توفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمستهلكين‭.‬
وأكد‭ ‬هلال‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬الإسماعيلي‭ ‬مدير‭ ‬دائرة‭ ‬تنظيم‭ ‬ومراقبة‭ ‬الأسواق‭ ‬بالهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬وبالتالي‭ ‬فالمراقبة‭ ‬ليست‭ ‬محدودة‭ ‬بفترة‭ ‬زمنية‭ ‬وانما‭ ‬هي‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬ولذا‭ ‬فان‭ ‬الهيئة‭ ‬ومنذ‭ ‬انشائها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬مراقبة‭ ‬الاسعار‭ ‬في‭ ‬الاسواق‭ ‬المحلية‭ ‬واتخاذ‭ ‬الاجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وقد‭ ‬اصدرت‭ ‬الهيئة‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬12‭/‬2011‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تعديله‭ ‬بالقرار‭ ‬288‭/‬2015‭ ‬الخاص‭ ‬بحظر‭ ‬رفع‭ ‬الاسعار‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬ومخالفة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يخالف‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬قبل‭ ‬اخذ‭ ‬الموافقة‭ ‬المسبقة‭ ‬بذلك‭.‬
وقال‭ ‬الإسماعيلي‭: ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬الهيئة‭ ‬لمراقبة‭ ‬الأسواق‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الاعياد‭ ‬والمناسبات‭ ‬القيام‭ ‬بتشكيل‭ ‬فرق‭ ‬للتفتيش‭ ‬تعمل‭ ‬بنظام‭ ‬المناوبة‭ ‬لمتابعة‭ ‬ومراقبة‭ ‬الاسعار‭ ‬والخدمات‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الاسواق‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬تجول‭ ‬تلك‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬اماكن‭ ‬البيع‭ ‬سواء‭ ‬بيع‭ ‬المواشي‭ ‬او‭ ‬اسواق‭ ‬الخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬وباقي‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬الاخرى‭ ‬ورصد‭ ‬المخالفات‭ ‬ان‭ ‬وجدت‭.‬
واضاف‭: ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الهيئة‭ ‬تعمل‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬المناسبات‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬الشكاوى‭ ‬والبلاغات‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬عبر‭ ‬مركز‭ ‬الاتصالات‭ ‬للهيئة‭ ‬والمواقع‭ ‬الالكترونية‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬
كما‭ ‬تعمل‭ ‬فرق‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬تكريس‭ ‬جهدها‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬المراكز‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬الخاصة‭ ‬بتوفير‭ ‬وتفصيل‭ ‬الملابس،‭ ‬والأحذية‭ ‬وكل‭ ‬مستلزمات‭ ‬العيد،‭ ‬وذلك‭ ‬لمتابعة‭ ‬الأسعار،‭ ‬وجودة‭ ‬السلع‭ ‬المعروضة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬العمانية‭ ‬والخليجية‭.‬
وأضاف‭: ‬تهيب‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬بكافة‭ ‬المستهلكين‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬شرائها‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬سلامتها‭ ‬وسعرها‭ ‬قبل‭ ‬الشراء،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬مخالفات‭ ‬نرجو‭ ‬التواصل‭ ‬معنا‭ ‬على‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬الخاصة‭ ‬بالهيئة‭.‬
وناشدت‭ ‬الدوائر‭ ‬المستهلكين‭ ‬بضرورة‭ ‬التواصل‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشكاوى‭ ‬المباشرة‭ ‬او‭ (‬خط‭ ‬المستهلك‭ ‬‮٨٠٠٧٩٠٠٩‬‭) ‬ووسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الأخرى‭ ‬وتزويدها‭ ‬بملاحظاتهم‭ ‬وشكواهم،‭ ‬وتؤكد‭ ‬بأنها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ورود‭ ‬أي‭ ‬شكوى‭ ‬أو‭ ‬بلاغ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستهلكين‭ ‬فانه‭ ‬سيتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحرك‭ ‬الفوري‭ ‬بموقع‭ ‬الشكوى‭ ‬أو‭ ‬البلاغ‭ ‬والوقوف‭ ‬عليه،‭ ‬والسعي‭ ‬لمعالجته‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬إحالته‭ ‬لجهات‭ ‬الاختصاص‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬حياله‭.‬

‭ ‬استعدادات‭ ‬المحافظات
‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬دوائر‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬محافظات‭ ‬السلطنة‭ ‬بوضع‭ ‬خطط‭ ‬عمل‭ ‬متكاملة‭ ‬تتضمن‭ ‬تشكيل‭ ‬فرق‭ ‬عمل‭ ‬تضم‭ ‬مفتشي‭ ‬ضبط‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬لمراقبة‭ ‬الأسواق‭ ‬وآليات‭ ‬تنفيذ‭ ‬وتطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬ولعدم‭ ‬استغلال‭ ‬الإجازات‭ ‬الرسمية‭ ‬والمناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬لرفع‭ ‬الأسعار‭ ‬سيما‭ ‬أسواق‭ ‬الخضراوات‭ ‬والفواكه‭ ‬والمواشي‭ ‬ومحلات‭ ‬اللحوم‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬الدوائر‭ ‬في‭ ‬المحافظات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬خدمة‭ ‬المستهلك‭.‬

‭ ‬الاستعداد‭ ‬المبكر
ويقول‭ ‬المواطن‭ ‬أحمد‭ ‬الربخي‭ ‬أنه‭ ‬اكمل‭ ‬استعداده‭ ‬للعيد‭ ‬مبكرا،‭ ‬ويضيف‭: ‬انا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬اللذين‭ ‬يفضلون‭ ‬الاستعداد‭ ‬والتجهيز‭ ‬للعيد‭ ‬باكرا،‭ ‬لأنه‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬العيد‭ ‬تزدحم‭ ‬الأسواق‭ ‬ويصعب‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬المتاجر‭ ‬والمراكز‭ ‬لاقتناء‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬اليه‭.‬
وأضاف‭ ‬الربخي‭: ‬وكذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬اضحية‭ ‬العيد‭ ‬حيث‭ ‬اعتدنا‭ ‬البحث‭ ‬عنها‭ ‬وشرائها‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تدخل‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭.‬
وحول‭ ‬الأسعار‭ ‬أكد‭ ‬أحمد‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يلاحظ‭ ‬اي‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬ويقول‭ ‬الأسعار‭ ‬ثابتة‭ ‬ومستقرة‭ ‬وهذا‭ ‬يعود‭ ‬الى‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭.‬
‭ ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬بدر‭ ‬الرحبي‭ ‬انه‭ ‬اشترى‭ ‬أغلب‭ ‬احتياجات‭ ‬العيد‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬الا‭ ‬القليل‭. ‬وأضاف‭ ‬الرحبي‭: ‬إن‭ ‬الأهم‭ ‬عند‭ ‬الاستعداد‭ ‬للعيد‭ ‬هو‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الإسراف‭ ‬والاتفاق‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التوفير‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬الاهتمام‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه‭ ‬بالمظاهر‭ ‬وكلام‭ ‬الناس،‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للانسياق‭ ‬وراء‭ ‬عادة‭ ‬شراء‭ ‬طقم‭ ‬ملابس‭ ‬كامل‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬البيت،‭ ‬فيكفي‭ ‬شراء‭ ‬قطعتين،‭ ‬للأطفال،‭ ‬أو‭ ‬لبسة‭ ‬واحدة‭.‬
وقال‭ ‬الرحبي‭: ‬وبخصوص‭ ‬العائلات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكتفي‭ ‬بالفواكه‭ ‬في‭ ‬ايام‭ ‬العيد‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬الحلويات‭ ‬ان‭ ‬عليهم‭ ‬ان‭ ‬يجهزوا‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬المحلات‭ ‬المتخصصة‭ ‬ودفع‭ ‬اثمان‭ ‬باهضة‭ ‬لها،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعيديات،‭ ‬فلا‭ ‬داعي‭ ‬للإسراف،‭ ‬فهي‭ ‬تقليد‭ ‬الغرض‭ ‬منه‭ ‬صنع‭ ‬الفرحة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الأطفال،‭ ‬وكذلك‭ ‬للتواصل‭ ‬والتراحم‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مراعاة‭ ‬أعمار‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬لهم،‭ ‬ويكفي‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار‭ ‬فقط‭.‬
وينصح‭ ‬الرحبي‭ ‬عند‭ ‬شراء‭ ‬الملابس‭ ‬الجاهزة‭ ‬والأحذية‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فاتورة‭ ‬مبين‭ ‬بها‭ ‬البيانات‭ ‬اسم‭ ‬المحل‭ ‬ونوع‭ ‬المنتج‭ ‬وتاريخ‭ ‬الشراء‭ ‬والسعر‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬عيوب‭ ‬نسيجية‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬السلعة،‭ ‬حتى‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬اراد‭ ‬استبدالها‭ ‬بسبب‭ ‬فرق‭ ‬في‭ ‬المقاسات‭ ‬او‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬آخر‭ ‬يسهل‭ ‬عليه‭ ‬ذلك‭ ‬ولا‭ ‬يواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬المحل‭.‬

الحناء‭ ‬السوداء‭ .. ‬عندما‭ ‬تتحول‭ ‬الحناء‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬صحي‭ ‬مؤلم‭ !!‬

مع‭ ‬حب‭ ‬المرأة‭ ‬للحناء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬مقتضات‭ ‬الموضة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬نجدها‭ ‬تتنافس‭ ‬في‭ ‬إتباع‭ ‬الموضة‭ ‬الأحدث‭ ‬لنقوش‭ ‬الحناء،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬لجوء‭ ‬بعض‭ ‬صالونات‭ ‬التجميل‭ ‬إلى‭ ‬ابتكار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالحناء‭ ‬السوداء‭ ‬والتي‭ ‬لوحظ‭ ‬انتشارها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬سريع،‭ ‬للنتائج‭ ‬الفعالة‭ ‬والفورية‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحناء،‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬تلبث‭ ‬على‭ ‬الجلد‭ ‬فترة‭ ‬بسيطة‭ ‬حتى‭ ‬تبدأ‭ ‬آثارها‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬الظهور‭.‬
الفرق‭ ‬بين‭ ‬الحناء‭ ‬الطبيعية‭ ‬
وغير‭ ‬الطبيعية‭ "‬الحناء‭ ‬السوداء‭":‬
‭ ‬•‭ ‬الحناء‭ ‬الطبيعية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬لتكتسب‭ ‬لونها‭ ‬الأحمر‭ ‬عند‭ ‬الاستخدام،‭ ‬بينما‭ ‬الحناء‭ ‬السوداء‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ساعة‭ ‬واحدة‭ ‬لتكتسب‭ ‬لونها‭ ‬الأسود‭ ‬الداكن‭.‬
‭ ‬•‭ ‬الحناء‭ ‬الطبيعية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إضافة‭ ‬أي‭ ‬مادة‭ ‬كيماوية‭ ‬لها،‭ ‬بينما‭ ‬تضاف‭ ‬مادة‭ ‬كيماوية‭ ‬مؤكسدة‭ ‬للحناء‭ ‬السوداء‭ ‬تدعى‭ "‬p.p.d‭" ‬والتي‭ ‬تحمل‭ ‬الصبغة‭ ‬الكيماوية‭ "‬c2‭.‬h8‭.‬c2‭" ‬وهي‭ ‬مادة‭ ‬تتأكسد‭ ‬عند‭ ‬تعرضها‭ ‬للهواء‭ ‬والرطوبة‭ ‬ويتغير‭ ‬لونها‭ ‬إلى‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬والكحول‭ ‬والأثير،‭ ‬لذلك‭ ‬تستخدم‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬في‭ ‬صبغات‭ ‬الشعر‭ ‬وصناعة‭ ‬الأقمشة‭ ‬والفراء‭ ‬والبلاستيك‭ ‬والمطاط‭ ‬والأحبار،‭ ‬وتستخدم‭ ‬في‭ ‬الوشم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عبوات‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬تعريفية‭ ‬بالمحتويات‭ ‬المستخدمة‭ ‬ولا‭ ‬بطريقة‭ ‬الاستخدام‭ ‬أو‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬خطورتها،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬تكمن‭ ‬مضار‭ ‬استخدامها‭ ‬على‭ ‬الجلد‭.‬
ما‭ ‬هي‭ ‬الأضرار‭ ‬الصحية‭ ‬المترتبة‭ ‬
على‭ ‬استخدام‭ ‬الحناء‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية؟‭!!‬
‭ ‬•‭ ‬تحدث‭ ‬تهيجاً‭ ‬وحساسية‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬الجلد‭ ‬وفوران‭ ‬وبثور‭ ‬وتقرحات‭ ‬والتهابات‭ ‬جلدية‭ ‬مزعجة‭ ‬جداً‭.‬
‭ ‬•‭ ‬مادة‭ ‬سامة‭ ‬يؤدي‭ ‬استخدامها‭ ‬المتكرر‭ ‬إلى‭ ‬السرطان‭ ‬بسبب‭ ‬إضافة‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬وغير‭ ‬طبيعية‭.‬
‭ ‬•‭ ‬يسبب‭ ‬الاستخدام‭ ‬المتكرر‭ ‬لها‭ ‬حكة‭ ‬شديدة‭ ‬واحمرار‭ ‬وتورم‭ ‬في‭ ‬الجلد‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬حد‭ ‬الضيق‭ ‬في‭ ‬التنفس‭ ‬وحرقة‭ ‬مثل‭ ‬لسعة‭ ‬النار‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تركيبها‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭.‬
‭ ‬•‭ ‬استخدام‭ ‬الحناء‭ ‬السوداء‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬انزيم‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬كريات‭ ‬الدم‭ ‬الحمراء‭ ‬لدى‭ ‬المصابين‭ ‬بنقص‭ ‬الخميرة‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬تحلل‭ ‬الدم‭ ‬وضعف‭ ‬أداء‭ ‬الكلى‭ ‬وتوقفها‭.‬
معلومات‭ ‬تهمك
‭ ‬•‭ ‬بحسب‭ ‬إحصائية‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬فقد‭ ‬تراوح‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬بالأمراض‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬الحناء‭ ‬السوداء‭ ‬ما‭ ‬بين‭ "‬20‭ ‬ـ‭ ‬70‭" ‬حالة‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحساسية‭ ‬البسيطة‭ ‬والحروق‭ ‬والحساسية‭ ‬المفرطة‭.‬
‭ ‬•‭ ‬نتيجة‭ ‬لتزايد‭ ‬عدد‭ ‬الشكاوي‭ ‬لدى‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحناء،‭ ‬قامت‭ ‬الهيئة‭ ‬بعمل‭ ‬دراسة‭ ‬حول‭ ‬مضار‭ ‬استخدام‭ ‬الحناء‭ ‬السوداء‭ ‬بهدف‭ ‬قياس‭ ‬تركيز‭ ‬مادة‭ "‬p.p.d‭" ‬الكيماوية‭ ‬السامة‭ ‬في‭ ‬العبوات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬صالونات‭ ‬التجميل،‭ ‬وفي‭ ‬الأسواق‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جمع‭ ‬عينات‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬صالونات‭ ‬التجميل‭ ‬والبالغ‭ ‬عددها‭ "‬20‭" ‬عينة‭ ‬من‭ ‬الحناء‭ ‬السوداء،‭ ‬وتمت‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمختبر‭ ‬المديرية‭ ‬للرقابة‭ ‬الدوائية‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬حيث‭ ‬أثبتت‭ ‬نتائج‭ ‬المختبر‭ ‬بأن‭ ‬مادة‭ "‬p.p.d‭" ‬موجودة‭ ‬بنسب‭ ‬متفاوتة‭ ‬في‭ ‬عينات‭ ‬الحناء‭ ‬السوداء‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬900ر0‭ ‬و401ر5‭" ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حساسية‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭.‬
عزيزتي‭ ‬المستهلكة
حاولي‭ ‬قد‭ ‬الإمكان‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬السامة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬صحتك‭ ‬طول‭ ‬حياتك،‭ ‬ولا‭ ‬تترددي‭ ‬أبداً‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬مكونات‭ ‬وبلد‭ ‬الصنع‭ ‬لأي‭ ‬مستحضر‭ ‬تودين‭ ‬القيام‭ ‬باستخدامه،‭ ‬كما‭ ‬حاولي‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الحناء‭ ‬الطبيعية‭ ‬والحناء‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إضافة‭ ‬مواد‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬لها‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تكوني‭ ‬ضحية‭ ‬لهذه‭ ‬الإغراءات‭ ‬الكاذبة‭ ‬ولو‭ ‬أبهرك‭ ‬دقتها‭ ‬وجمالها‭ ‬المزيف‭. ‬

تعليق عبر الفيس بوك