حلقة عمل حول إعداد الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية في شمال الباطنة


الرؤية-خالد الخوالدي

عقدت أمس بقاعة مجان بولاية صحار حلقة عمل حول إعداد الخطة التشغيلية للخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016-2020) بمحافظة شمال الباطنة، تحت رعاية سعادة الشيخ علي بن منصور بن ناصر البوسعيدي مدير عام الخدمات الصحية بشمال الباطنة إلى جانب عدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى ومديري العموم لعدد من المؤسسات الحكومية بالمحافظة.

وألقت فاطمة بنت عوض الخمبشية مديرة دائرة التخطيط بالمديرية العامة للخدمات الصحية بشمال الباطنة كلمة أكدت من خلالها على أهمية عقد حلقة العمل ضمن سلسلة الحلقات التي تنفذها وزارة الصحة في محافظات السلطنة بهدف تحسين وتطوير نوعية الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين على الأرض الطيبة. وأضافت: دأبت وزارة الصحة على إعداد الخطط الخمسية الإستراتيجية منها والتشغيلية شأنها في ذلك شأن بقية المؤسسات الحكومية، بل إنها أصبحت تسابق الزمن في عملية التنبؤ وقياس المؤشرات، وتتبع في ذلك أحدث الوسائل والطرق في عملية التخطيط، واضعةً في الحسبان التطورات والمتغيرات التي تستدعي رسم هذه الخطط والخطط البديلة، وتهدف حلقة العمل إلى إعداد الخطة التشغيلية للخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016-2020) من خلال التخطيط المبني على تحقيق النتائج من حيث التحديد المسبق للنتائج المتوقعة، وتقدير الموارد المتاحة وتوزيعها وبناءً على أولويات الأهداف والنتائج وقياس مؤشرات الأداء، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، وتدريب فريق الميسرين على الإدارة المرتكزة على تحقيق النتائج وعلى آلية العمل وكيفية صياغة الخطة من واقع البيانات والإحصائيات والمؤشرات الصحية. وشهدت حلقة العمل البدء في وضع الخطط التشغيلية للخطة الخمسية التاسعة من خلال مجموعات عمل تشمل كافة التخصصات وإشراك القطاعات الأخرى الحكومية والخاصة ويستكمل في اليوم الثالث وضع الأنشطة الفرعية والمؤشرات بما يتناسب مع الوضع الصحي والديموغرافي والإمكانيات المتاحة للمحافظة.

وقدم الدكتور أحمد بن محمد القاسمي مدير عام التخطيط والدراسات بوزارة الصحة عرضا للمرتكزات والأهداف العامة للخطة الخمسية الصحية التاسعة (2016-2020) والتي تعتمد النظرة المستقبلية للنظام الصحي 2050، وملامح الإستراتيجية الوطنية طويلة المدى (عمان 2040) إلى جانب التنمية بعد العام 2015 والأهداف الإنمائية المستدامة والاستراتيجيات الدولية (مثل الأمراض غير المعدية، الملاريا، وغيرها). وأشار القاسمي إلى المراحل التاريخية للخطة الصحية الخمسية والتي تأتي ضمن التوجيهات السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لوضع الخطط الخمسية للقطاعات التنموية والخدمية في السلطنة، مستعرضا المراحل الأربعة التي مرت بها الخطة الصحية الخمسية منذ عام 1976م وحتى الخطة الحالية (التاسعة).

وأوضح مدير عام التخطيط والدراسات بوزارة الصحة إلى اللبنات التي يعتمد عليها النظام الصحي في السلطنة كنظرة مستقبلية (20150) والتي تتمثل في القيادة والحاكمية والتمويل الصحي والموارد البشرية الصحية والخدمات الصحية إضافة إلى المعلومات والبحوث والمنتجات الطبية والتكنولوجيا والشراكة والتعاون بين القطاعات والتي تنفذ من خلال (138) إجراء موزعًا على لبنات النظام الصحي بشكل متفاوت.

وأكد القاسمي في عرضه للأهداف ومرتكزات الخطة الصحية الخمسية التاسعة على أن الخطة الحالية تقوم على التخطيط المبنيعلى تحقيق النتائج وفقاً لخارطة طريق النظرة المستقبلية للنظام الصحي 2050، مع ذكر أهم الأهداف العامة لهذه الخطة والتي تتمثل في تفعيل هيكلة النظام الصحي من حيث الأهداف والوظائف ووضع سياسة صحية وطنية جديدة تتماشى مع متطلبات وتوقعات المجتمع والمستجدات في المفاهيم والمعايير الدولية المعنية بالنظم والسياسات الصحية وتسخير الجهود لاستدامة المنجزات التي تحققت والمقومات الثابتة للرعاية الصحية الأولية وتطويرها بشكل يؤهلها لتكون أفضل نظام على المستوى العالمي، مع التركيز على تطوير منظومة الرعاية الصحية التخصصية من خلال بناء مدن طبية ومستشفيات تخصصية وإدخال تخصصات طبية إضافية في المستشفيات الإقليمية وإمدادها بالكوادر البشرية المتخصصة والاستثمار المرتكز لتنمية الموارد البشرية الصحية كمًا ونوعًا لتصل إلى المستويات العالمية في خبراتها ومؤهلاتها بغية تقديم خدمات ذات جودة عالمية وغيرها من الأهداف المدرجة.

وأشار مدير عام التخطيط والدراسات بوزارة الصحة إلى عدد من المؤشرات حول النظام الصحي في السلطنة وأوضح أن السلطنة حققت المركز الثامن على مستوى العالم في الرعاية الصحية الأولية حسب تقرير منظمة الصحة العالمية 2008م، كما بلغت نسب التعمين في الكوادر الطبية والطبية المساندة في السلطنة في القطاع الصحي بنسب متفاوتة، فقد بلغت نسبة التعمين في الأطباء (28%) فيما بلغت نسبة التعمين في التمريض 58% وفنيو المختبرات بنسبة 51% والصيدلة بنسبة 22% وفنيو الأشعة بنسبة 54%.
وأكد القاسمي في العرض أن الوزارة تتجه نحو التركيز على الرعاية الصحية التخصصية وذلك بهدف تقليل الفجوة القائمة بين الرعاية الصحية الأولية والرعاية التخصصية، مشيرًا إلى أن حجم الإنفاق على الصحة من إجمالي الناتج المحلي ارتفع إلى 3% خلال الفترة الحالية، لهذا اعتمدت الخطة الصحية الخمسية التاسعة على زيادة الإنفاق على الصحة بشكل تدريجي ليتوافق مع مستوى الإنفاق الصحي العالمي وتغطية التقدم التكنولوجي والعمل على إيجاد بدائل تمويل مستدامة للنظام الصحي لتخفيف العبء الذي تتحمله الدولة لتمويل هذا النظام في ظل ارتفاع تكلفة العلاج.

وفي ختام اليوم الأول لحقلة العمل، كرم سعادة الشيخ راعي المناسبة المشاركين والمساهمين في تقديم أوراق العمل المتخصصة بالخطة الصحية الخمسية التاسعة وتكريم الجهات المتعاونة في تنفيذها.ويشارك عدد من مؤسسات وقطاعات المجتمع في حلقة العمل إلى جانب عدد من الكوادر الصحية في عدد من المؤسسات الصحية بولايات المحافظة، وتستمر لثلاثة أيام ويصاحبها عرض لصياغة المؤشرات الحية وتقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل لوضع الأنشطة الفرعية الخاصة بالمحافظة إلى جانب استعراض تلك الأعمال وفق البنود المتفق عليها في ومجالات الخطة الصحية الخمسية التاسعة.

تعليق عبر الفيس بوك