ترقب خليجي لظاهرة "النينو" المناخية.. وخبراء الأرصاد يحذرون من أعنف موجة أمطار في المنطقة

الرؤية- محمد إسماعيل

تترقب منطقة الخليج في الشهور القليلة المقبلة موسم أمطار لا مثيل له، وطقس جوي لم يتكرر منذ عام 1997، ويتوقع خبراء الأرصاد من خلال رصد بعض النماذج العالمية إحتمالية نشوء ظاهرة "النينو" خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين.

وقال د. جمعة بن سعيد المسكري مدير عام الأرصاد الجوية بالسلطنة إن التوقعات تبشر بهطول أمطار بشكل مكثف هذا العام في منطقة الخليج وفي السلطنة بشكل خاص خلال فصل الشتاء، وأن المؤشرات المبدئية تشير إلى شتاء ماطر هذا العام.

وقال خبراء الأرصاد حول العالم أنه من المُنتظر أن تعود ظاهرة "النينو" للتأثير هذا العام على مياه المحيط الهادىء وتبعاتها المستقبلية المُفترضة على أحوال الطقس بشكل عام.

وتحدث ظاهرة "النينو" بمُعدّل كل 4 إلى 12 عام، وهي تُمثل انحراف لدرجة الحرارة صعوداً بمقدار يزيد عن نصف درجة مئوية في حرارة المياه الإستوائية شرقي المحيط الهادىء وبالقرب من السواحل الشمالية الغربية لقارة أمريكا الجنوبية بالنسبة لفترة مُعينة في السنة ولمدة لا تقل عن ثلاثة شهور.

وتتسبب ظاهرة النينو في الكثير من التطرفات المناخية الحادة في مختلف مناطق العالم على شكل موجات حارة قوية وباردة في مناطق أخرى، كما تتسبب في كثرة الاعاصير والعواصف في مناطق مختلفة من العالم.

وترتبط ظاهرة "النينو" بعلاقة مُباشرة بتوزيع الرياح "التجارية" وما يُرافقها من إضطرابات جوية على مناطق إستوائية ومدارية واسعة حول العالم، فتُسبب الفيضانات في العديد من المناطق، أو الجفاف القاسي في مناطق أخرى.

وفي دراسة سابقة أجراها كادر التنبؤات الجوية في مركز "طقس العرب" الإقليمي، وجدوا علاقة إحصائية تتمثل بأن المواسم المطرية التي تنشأ بها ظاهرة نينو (متوسطة القوة) والتي تبدأ صيفاً وتطال فصل الشتاء، تكون كميات الأمطار فيها أعلى من المجموع السنوي طويل المدى، وبمُعامل إرتباط يتجاوز الـ65% وهي نسبة مُهمة إحصائياً، ولكن هذه الدراسة تهتم بالمجموع المطري السنوي الموزع على أشهر الشتاء كافة ولا تُبيّن كيفية توزيعه.

وشهد العالم أعنف ظاهرة "نينو" على الإطلاق في الموسم 1998/1997 والتي أفرزت نتائج كارثية على أحوال الطقس حول العالم، ونتج عنها موسمٌ مطري مكثف في عدد من دول الخليج، مع هبوب عاصفتين ثلجيتين من العيار الثقيل على المملكة العربية السعودية، كما سجلت الأردن في تلك الفترة أعمق منخفضاً جوياً منذ عام 1920.

وكانت وكالة NASA قد أصدرت تقريرًا تشير فيه إلى أنّ نمو ظاهرة (النينو) لهذا العام أقوى من عام ١٩٩٧، وحذرت من تبعات هذه الظاهرة.

تعليق عبر الفيس بوك