قضية هدم مسجد الحجرة الأثري تتفاعل: تواصل الاستنكار المجتمعي.." والتراث والثقافة": لا مساس بالمحراب

 

الرُّؤية - عهود الهنائيَّة - طالب المقبالي

في الوقت الذي تواصلتْ فيه ردود الفعل المستهجِنة لهدم مسجد الحجرة بولاية الرستاق في وسائل التواصل الاجتماعي، أكَّدت وزارة التراث والثقافة أنَّ الموافقة الصادرة عنها لإعادة بناء مسجد الحجرة بولاية الرستاق مشروطة بالحفاظ على العناصر التراثية المعمارية للمسجد، والتى تتجسد في المحراب والأقواس.

وأضافتْ الوزارة بأن هناك العديد من المطالبات السابقة من الأهالي (من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية) بضرورة إعادة بناء المسجد لما يُشكله من خطورة لتهالكه، إضافة إلى مطالبة من سعادة عضو مجلس الشورى (عام 2009م) وتأكيد الوزارة المعنية (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية) على وجود إجماع من قبل الأهالي لإعادة بناء المسجد.

وفي السياق، أكَّد سعادة سالم المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة للتراث -عبر صفحته على تويتر- أنَّ عشرات من المساجد الاثرية والتاريخية تم ترميمها، وأخرى يجري صيانتها ضمن برنامج متكامل لحماية واستدامة التراث المعماري في كل المحافظات.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه حمود بن سليمان الرمحي -وكيل الوقف في منطقة عيني، ومسجد الحجرة بالرستاق- في تصريح لـ"الرُّؤية": في المرحلة الأولى طلب بعض الأهالي من الأوقاف إعادة بناء المسجد، وقامت الأوقاف بمخاطبة التراث للتأكد ما إذا كان المسجد يُعدُّ من التراث أم لا؛ وبالفعل حضرتْ لجنة من وزارة التراث لتقييم المسجد، وبعد الزيارة الميدانية للمسجد رفعت اللجنة تقريرها، وجاء الرد بعد ذلك من وزارة التراث بأنَّ المسجد لا يُعدُّ ضمن التراث. وبدأتْ الأوقاف إجراءت هدم المسجد وإعادة بنائه؛ حيث قامت بطرح مناقصته، ولكن مع بدء العمل طلب عددٌ آخر من الأهالي عدم هدم المسجد؛ مما دعا الأوقاف إلى إعادة سؤال التراث عمَّا إذا كان المسجد تراثيًّا؟ ومدى إمكانية ترميمه؟

وأضاف بأنَّ الرد جاء مرة أخرى من التراث بأنَّ المسجد لا يُعدُّ من التراث، مع توصية بأن يُؤخذ في الاعتبار أنْ يتضمَّن المبنى الجديد للمسجد تصاميم تراثية؛ وبذلك اتفقت الوزارتان على إعادة بناء المسجد، وعدم إمكانية ترميمه بوضعه السابق؛ نظراً لتهالك جدرانه، إضافة الى أنَّ وضعه لم يكن يُتيح إمكانية توسعته.

وأكد الرمحي حرصَ الأوقاف على تنفيذ توصية التراث بإضافة تصاميم تراثية، ورفع المبلغ المرصود لإعادة البناء من 17 ألف ريال إلى 30 ألف ريال، إضافة إلى الحرص على تضمين المناقصة زخارفَ مماثلة للزخارف التي كانت موجودة سابقاً عند المحراب، كما تمَّ الاحتفاظ باللوح الرخامي الذي كان موجوداً لإعادته بعد الانتهاء من البناء.

وأبْدَى الرمحي استغرابه من نشر بعض المعلومات غير الموثوقة التي لم تراعِ النتائج الإيجابية التي سيكون عليها وضع المسجد بعد الانتهاء من بنائه.. داعياً الجميع إلى توخِّي الحقيقة قبل نشر أية شائعات.

تعليق عبر الفيس بوك