10 قتلى وعشرات المصابين في انفجار سيارة ملغومة باللاذقية

عمان - وكالات-

قال التلفزيون الرسمي السوري إنّ عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في انفجار سيّارة ملغومة بمدينة اللاذقية أمس في هجوم نادر على المدينة الساحلية معقل الرئيس بشار الأسد.ولم تشهد مدينة اللاذقية إلى حد بعيد أعمال عنف منذ بدء الصراع السوري قبل أربعة أعوام والذي أسفر عن سقوط نحو ربع مليون قتيل.وذكر التلفزيون أنّ الانفجار وقع في ميدان رئيسي بالمدينة.

وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وسائل الإعلام الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي سيارات محترقة في منطقة تناثر فيها أيضا حطام عشرات السيارات التي دمرت بفعل قوة الانفجار. وشوهد عمال الإنقاذ ومدنيون يعملون على إخماد النيران.

وقال محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم لقنوات تلفزيونية موالية للحكومة إنّ مسلحين سعوا لضرب قلب المناطق الحكومية الآمنة الواقعة تحت سيطرة الحكومة والتي أصبحت ملاذا لعشرات الآلاف من العائلات التي نزحت عن منازلها في محاولة لنشر الدمار والخوف.

وقالت وسائل اعلام رسمية إن سيارة فان بيضاء محملة بنصف طن من المتفجرات على الأقل كانت متوقفة قرب مدرسة وتسببت في حفرة كبيرة في الميدان الواقع على مفترق طرق رئيسي داخل المدينة.وذكرت وسائل الاعلام أنه تمّ العثور على سيارتين ملغومتين على الأقل في الأيام الأخيرة في المدينة في محاولتين فاشلتين لتنفيذ تفجيرات في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

وبشكل منفصل قالت وسائل الإعلام الرسميّة إنّ هجومًا بقذيفة مورتر على جزء من جامعة دمشق أسفر عن مقتل طالبين على الأقل وإصابة آخرين.

وفي هجوم ثالث أدى قصف شديد إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 45 في مدينة جرمانا شرقي دمشق.

وتزايدت هجمات المقاتلين في الشهور الأخيرة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة في العاصمة وفي حلب مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.

وصعّد الجيش ضرباته الجويّة على بلدات وقرى واقعة تحت سيطرة المقاتلين في شمال غرب سوريا وفي أحياء دمشق مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين خلال الشهرين الماضيين في قتال شرس على جبهات رئيسية في أنحاء البلاد.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار في اللاذقية الذي قالت وسائل إعلام رسمية إنّه عمل نفذه "إرهابيون" وهو الوصف الذي تطلقه على مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالأسد.

ورغم أنّ اللاذقية لم تشهد إلى حد بعيد أعمال عنف منذ بدء الصراع لكن المحافظة التي يوجد فيها أكبر ميناء سوري وتمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد تمثل ساحة قتال رئيسية في الصراع.

ويسيطر مقاتلون سنة بينهم مقاتلو جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا على قرى كثيرة في الأراضي الحدودية إلى الشمال من المدينة الساحلية المطلة على البحر المتوسط فيما يسيطر العلويون على مناطق أخرى.

وصعد الجيش حملته في المحافظة منذ أن سيطر مسلحون على بلدة جسر الشغور الاستراتيجية في أبريل مما عزز وضعهم في سلسلة جبال تطل على قرى علوية وقريبة من مدينة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد.

وأخذت الحرب الأهلية منحى طائفيا حيث يقاتل غالبية السكان السنة المدعومين من دول عربية خليجية سنية من أجل الإطاحة بالأسد الذي تدعمه إيران الشيعية.

وفي سياق متصل، قال تحالف للمعارضة السورية المسلحة مدعوم من الغرب إنّه قتل ثلاثة مقاتلين أجانب - هم سعوديان وتونسي- أعضاء بتنظيم الدولة الإسلامية في عملية سرية في منطقة تحت سيطرة التنظيم.

وقال تحالف الجبهة الشامية الذي ينشط في ريف شمال حلب قرب الحدود مع تركيا إن العملية نفذتها وحدة أمنية سرية وكانت الأولى من نوعها.وتوعدت الجبهة بمزيد من العمليات المماثلة في المستقبل.

وقالت في بيان "تتوعد سرية أسود التوحيد جنود (زعيم تنظيم الدولة الاسلامية أبوبكر) البغدادي بالمزيد من الأعمال الأمنية في قلب مناطق سيطرة التنظيم."

وتشهد المنطقة تصاعدا في القتال بين المعارضة المدعومة من الغرب والمقاتلين الإسلاميين الذين حققوا مزيدًا من المكاسب فيما يهدد بسقوط أغلب ريف حلب في أيديهم.

وتطوق الدولة الإسلامية حاليًا بلدة مارع التي تسيطر عليها المعارضة على بعد 20 كيلومترًا من الحدود التركية وهي منطقة تقع أيضًا ضمن "المنطقة الآمنة" التي قالت تركيا الشهر الماضي إنّها ستقيمها في شمال سوريا للمساعدة في إبقاء الدولة الإسلامية بعيدا عنها.

وحقق المتشددون منذ مايو مكاسب تهدد طريق إمدادات رئيسي تستخدمه الجماعات المعارضة المنافسة إلى مدينة حلب.

واتهم المعارضون المدعومون من الغرب الدولة الإسلامية يوم الثلاثاء بإطلاق ما لا يقل عن 15 قذيفة مورتر بها غاز الخردل خلال قصف عنيف لبلدة مارع. ومن شأن فقدان مارع أن يصعب على تركيا والولايات المتحدة فتح جبهة جديدة في المنطقة ضد الدولة الإسلامية بالتنسيق مع معارضين منافسين على الأرض.وقال مقاتل من الجبهة الشامية إن المعارضة المدعومة من الغرب أرسلت تعزيزات من مناطق أخرى في محافظة حلب لمحاولة صد تنظيم الدولة الإسلامية.

تعليق عبر الفيس بوك