ورشة "إعداد المشاريع المقدمة لصندوق التنوع الثقافي باليونسكو" تستعرض 3 أوراق عمل

مسقط - الرؤية

تتواصل اليوم بجامع السلطان قابوس الأكبر أعمال الورشة التدريبية "بناء القدرات الوطنية لإعداد المشاريع المقدمة للصندوق الدولي للتنوع الثقافي باليونسكو"؛ بمناسبة الاحتفال بمرور 10 أعوام على اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي 2005، ورعى حفل افتتاحهاأمس سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم، بمشاركة خبراء من منظمة اليونسكو وخبراء عرب في مجال التنوع الثقافي، إلى جانب مشاركة واسعة من مختلف الجهات الحكومية والخاصة من داخل السلطنة. وتنظمها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وفريق العمل الوطني للصندوق الدولي للتنوع الثقافي.

وتهدف الورشة إلى التعريف باتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي 2005، التعريف بالصندوق الدولي للتنوع الثقافي IFCD، توحيد الرؤى بين الجهات المحلية العاملة في مجال الثقافة وقضايا التنوع الثقافي من أجل تحديد الأطر والبرامج التي ينبغي التركيز عليها في المستقبل القريب، التدريب على كيفية استيفاء الاستمارات الخاصة بالتقدم لمشاريع الصندوق الدولي للتنوع الثقافي، مما يُسهم في قبولها واعتمادها من قبل لجنة خبراء الصندوق،والخروج بقائمة مشتركة لمشاريع محلية تعنى بقضايا التنوع الثقافي ذات فائدة قصوى وأولوية عاجلة.

وفي بداية الحفل تلى بدر بن سيف الفليتي آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقت فاطمة بنت سعيد الهنائية مساعدة أمين اللجنة للعلاقات الدولية كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، قالت فيها إن الورشة الوطنية الخاصة ببناء القدرات الوطنية لإعداد المشاريع المقدمة للصندوق الدولي للتنوع الثقافي والتي نشهد اليوم افتتاح فعالياتها، هي مشاركة مهمة من السلطنة لمنظمة اليونسكو للاحتفال بالذكرى العاشرة للاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي لعام 2005م، وهي بلا شك تأكيد على مضي السلطنة قدمًا في دعم جميع المشاريع الثقافية التي تعبر عن التنوع الثقافي باعتبارها قيمة إنسانية راسخة". وأضافت: "تدرك السلطنة بأن التنوع والتباين الثقافي هو أمر لا يمكن تجاهله في هذا العالم، ومن هذا المنطلق كان للسياسة الحكيمة التي انتهجتها السلطنة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- في دعم التسامح والحوار الثقافي مع مختلف الدول والشعوب دور مهم في التأكيد على دور السلطنة في تكوين مزيد من العلاقات الإيجابية بين السلطنة والدول الأخرى عبر مد جسور التواصل الفكري والحضاري، وصنع المزيد من فرص التعايش الإيجابي بين مختلف الحضارات والثقافات.واختتمت الهنائيةبقولها إنّمنظمة اليونسكو أكدت على أهمية أن تقوم الدول الأعضاء بحث أفرادها على إبداع أشكال التعبير الثقافي المختلفة، وتشجيعهم على إدراك أهمية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي من خلال البرامج التعليمية الرامية إلى زيادة وعي الجمهور. كما نادت بضرورة العمل على تحقيق التنمية المستدامة باتخاذ تدابير تشجّع على قيام صناعاتٍ ومشاريع ثقافيةٍ تساهم في بناء وتعزيز القدرات الوطنية؛ من خلال التعاون والتكامل والتنسيق بين الدول، وإقامة شراكاتٍ تقوم على تبادل الخبرات والأنشطة والسلع والخدمات الثقافية، وكذلك المعلومات الخاصة من أجل الوصول إلى أفضل الممارسات في هذا المجال".

وألقى خميس بن عبدالله الشماخي رئيس الفريق الوطني للصندوق الدولي للتنوع الثقافي كلمة قال فيها "تتخذ الثقافة أشكالاً مختلفة عبر الزمان والمكان، ويتجلى هذا التنوع في تفرد الهويات وتعدد أشكال التعبير الثقافي للشعوب والمجتمعات، وهذا التنوع والتمايز هو سمة طبيعية، به يتشكل ميراث المجتمعات، ويغتني إنسانها، وهذا التنوع لابد أن تحتضنه بيئات متسامحة متقبلة يزدهر فيها،ويوجد عالم ثري متنوع، وفي ظل العولمة والسطوة التي تفرض تدفقا أحادي الوجهة، كان لوجود اتفاقيات تحمي التنوع الثقافي من التماهي والاندثار ضرورة ملحة، وبهذا تمّ وضع اتفاقية حماية وتعزيز أشكال تنوع التعبير الثقافي 2005، ولمزيــد مــن الدعـم لمشروعات التنوع الثقافي فقد نصت الاتفاقية على إنشاء صندوق للتنوع الثقافي يمول المشاريع الثقافية لحماية وتعزيز أشكال التنوع الثقافي.وأضاف: أنشئ الصندوق الدولي للتنوع الثقافي2005 وفقا للمادة 18 من اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، التي تم اعتمادها من قبل المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في دورته (33) المنعقدة في أكتوبر 2005، ويهدف الصندوق بشكل عام إلى تعزيز وجود قطاع ثقافي حيوي في البلدان النامية التي هي أطراف في الاتفاقية.

وأكد أن فريــق عمــل الصنــدوق الدولــي للتنــوع الثقـافـي أنشئ بناء على القرار الوزاري لمعالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم الموقره رقم (24/2014) الصادر في 24/3/1435هــ الموافق 26/1/2014م، بحيث يتكون الفريق من عدد من المختصين بالشأن الثقافي في الوحدات الحكومية المختلفة المعنية بقضايا التنوع الثقافي بالسلطنة وليكون ممثلا مصغرا للصندوق الدولي بحيث يستلم المشاريع الثقافية الوطنية وإعدادها وفقاً للمعايير المتبعة بالصندوق الدولي للتنوع الثقافي باليونسكو وإرسالها للمنظمة الدولية من خلال اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم كل هذا في إطار رؤية تريد التأسيس لثقافة منفتحة على حياة الناس وتاريخهم الفردي والجماعي ثقافة تهتم بالحفاظ على أشكال التنوع الثقافي بالسلطنة.

وتخلل فعاليات اليوم الأول للورشة؛ جلسة استعرضت ثلاثة أوراق عمل، حيث قدم خميس بن عبدالله الشماخي مدير دائرة العلاقات الثقافية بوزارة التراث والثقافة، ورئيس فريق العمل الوطني للصندوق الدولي للتنوع الثقافي ورقة حولواقع وآفاق اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي 2005، ودور سلطنة عمان في مجال دعم التنوع الثقافي وتفعيل اتفاقية 2005، كماتحدث عن أهداف الاتفاقية للتنوع الثقافي، وأهمية إنشاء الصندوق الدولي للتنوع الثقافي، ومجالاته واختصاصاته. وأشار إلى آلية تقديم طلبات واختيار المشاريع الثقافية المقدمة للصندوق وكيفية تقديمها، وعرض نماذج لبعض المشاريع الثقافية المقدمة للصندوق من قبل الدول الأعضاء بالاتفاقية، كما عرض مؤشرات إحصائية للمشاريع المقدمة للصندوق، وفي نهاية ورقته؛ تحدث عن مشروع خارطة التنوع الثقافي بسلطنة عمان ونموذج لها.

وقدم د. فيرديناند ريتشاردمنسق لجنة الخبراء باليونسكو،ورقة ثانية حول المبادئ التوجيهية للصندوق الدولي وأثرها في اختيار وإعداد المشاريع الثقافية المقدمة للصندوق. تحدث عن أهمية حماية والترويج للتنوع الثقافي،إذ لا يمكن عزل الثقافة ولا إغلاق الحدود، ولهذا يسعى الصندوق الدولي للتنوع الثقافي إلى تطوير الاستراتيجيات وتعزيز الإمكانيات المهنية لتعزيز التنوع الثقافي، وتطرق إلى كيفية تقديم طلب لمشروع ثقافي ناجح، وكيفية إعداد الطلب وتعبئة الاستمارة المخصصة لتقديم الطلبات، ولماذا يتم رفض بعض الطلبات عند تقديمها بصورة غير صحيحة، ويجب استشارة المختصين في الصندوق عند التقديم.

وقدم الورقة الثالثة د. بلال العبودي خبير اتفاقية التنوع الثقافي من الجمهورية التونسيةحول "دور المشاريع الثقافية في تعزيز الاستدامة الثقافية والاقتصادية"، وأكد في ورقته على أهمية دمج المشاريع الثقافية في التنمية، وعرّف ما هو المشروع الثقافي وخصائصه وما علاقة المشروع الثقافي بمبدأ الاستدامة، كما عرض بعض المشاريع الثقافية ذات التأثير الاقتصادي والاجتماعي كالمهرجانات الثقافية المختصة، وصناعة الأفلام، والموسيقى، وصناعة الخزف والديكور، كما تطرق إلى كيفية تعزيز فرص تمويل المشروع الثقافي من قبل الصندوق الدولي للتنوع الثقافي.

تعليق عبر الفيس بوك