مسقط - حمد الحراصي

أسدل الستار مؤخراً على فعاليات البرنامج الصيفي لعام 2015، بمكتبة المعرفة العامة، حيث شارك في البرنامج أكثر من 250 طالباً وطالبة لمدة شهر خلال الفترة من السادس والعشرين من يوليو وحتى الرابع والعشرين من أغسطس الجاري قضوا خلالها أوقاتا ممتعة ومفيدة.وقد تضمن برنامج هذا العام حزمة من الفعاليات التعليمية والثقافية والمهارية المشوقة والمفيدة والهادفة إلى صقل مهارات الطلبة وتنمية مواهبهم وتعزيز قدراتهم، حيث تعاونت مكتبة المعرفة العامة مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة والمدربين المعتمدين في سبيل إثراء البرنامج ولتحقيق الاستفادة المرجوة.

وأكد الفاضل سعيد بن عثمان المجيني مدير إدارة شؤون المكتبات بديون البلاط السلطاني على أهمية الفعاليات الصيفية لهذا العام من خلال شموليتها وثرائها وما توفر من آفاق جديدة وما تساهم به في استغلال أوقات الفراغ خلال الإجازة الصيفية بما يعود بالنفع والفائدة على أبنائنا الطلبة.

وأشار المجيني إلى أن رسالة مكتبة المعرفة العامة تشمل فتح آفاق الثقافة الشخصية للطلبة والأطفال وإعدادهم وتنمية مهاراتهم لغد مفعم بالآمال ليصبحوا ركيزة أساسية لبناء هذا الوطن.

واختتم المجيني حديثه بقوله إنّ المكتبة لا يقتصر نشاطها على فصل الصيف بل تمتد فعالياتها على مدار العام، وإن المكتبة ماضية قدما في أداء رسالتها وترسيخ موقعها كمنارة للعلم والمعرفة ونشر الثقافة والقراءة والمطالعة في أوساط الناشئة والأطفال والكبار وجعلها فعلاً يوميًا في حياة الناس.

واشتملت فعاليات البرنامج على عدة نشاطات من بينها برنامجالذكاء المالي لليافعين والذي استهدف الفتيان والفتيات من سن ١٢ إلى ١٨ عاماً، والذي تمّ قدمه المدرب المعتمد خلفان العريمي من مركز التطوير الإبداعي، واستمر على مدى خمسة أيام وسلط الضوء على مجموعة من قواعد التعامل مع المال واكتسابه والمحافظة عليه ومضاعفته للفتيان الذين تمكنوا خلال أيام الورشة من اختبار تلك القواعد وتطبيقها من خلال مناقشات وتمارين فردية وجماعية قاموا من خلالها بالتعلم عن طريق التطبيق واللعب والتنافس والمناقشة مما أضفى جوا من المتعة والنشاط على الورشة التي غطت جوانب مهمة تخص الذكاء المالي، منها كيفية التعامل مع الدخل الشخصي وأنواعه والادخار و الاستثمار وريادة الأعمال وكيفية التخطيط للصرف والتوفير وعمل الموازنات الصغيرة وتنظيم المناسبات التي تتطلب إدارة مالية وكيفية زيادة المال بالبركة والصدقات وحسن الصرف وكثير من المبادئ المهمة في ما يخص المال والصرف والادخار والصدقة والاستثمار. كما اشتملت فعاليات البرنامج على ورشة متقدمة في مجال التصوير وإنتاج الأفلام استمرت أيضاً لمدة خمسة أيام وهدفت إلى تعريف المشاركين بالمهارات المتقدمة في التصوير وإنتاج الأفلام القصيرة، وقد قدم الورشة مؤسسة العدسة المحترفة وفق برنامج اشتمل على عدد من المحاور التي يحتاجها المشاركون في الورشة ومنها التدريب على التعامل مع بعض الكاميرات الاحترافية وتعلم برامج المونتاج وغيرها.

ونظمت خلال البرنامج دورة في أساسيات الكتابة الإبداعية حملت اسم "أساسيات الكاتب المبدع" قدمها الدكتور سالم البلوشي، بمشاركة مجموعة من الطلاب والطالبات المحبين للإبداعات الأدبية، وممن يمارسون الكتابة، وقد اشتمل برنامج الدورة على جملة من المحاور من ضمنها أهمية القراءة في تنمية التفكير، وكيف تكتب كتابة إبداعية، والفرق بين الكتابة الإبداعية والكتابة الوظيفية.

كما تطرق منفّذ البرنامج إلى أنواع الفنون الإبداعية: ككتابة المقال بأنواعه: السردي والتحليلي، والخاطرة، والقصة القصيرة والأقصوصة والرواية، وتلخيص النصوص، واشتمل برنامج الدورة كذلك على مجموعة من الأساسيات اللغوية والنحوية التي يجب أن يراعيها الكاتب. وقد أفرزت هذه الدورة مجموعة من الفنون الإبداعية من مقالات وخواطر وقصص قصيرة أعدها الطلاب المشاركون في هذه الدورة.وفي إطار التعاون بين مكتبة المعرفة العامة والمؤسسات التربوية المختلفة، وحرصًا من المكتبة على نشر مظلة خدماتها بمختلف محافظات السلطنة، نفذت المكتبة بالتعاون مع برنامج"صيفي قيم ومنجزات" الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم ممثلاً في مركز مدرسة الشيخ خلف بن سنان للتعليم الأساسي بولاية الرستاق برنامجها الرابع والذي حمل عنوان ورشة التصوير وإنتاج الأفلام للمبتدئين والتي قدمها الفاضل أحمد المقبالي من مؤسسة العدسة المحترفة على مدار خمسة أيام. واشتملت الورشة على عدة محاور تمثلت في إعطاء المشاركين مقدمة عامة تناولت تاريخ التصوير وجملة من قواعد التصوير الفوتوغرافي التي تعتبر من الأساسيات التي ينبغي على المبتدئ في مجال التصوير مراعاتها، كما تناول المحاضر مراحل صناعة الأفلام والبرامج التي يمكن للمبتدئ استخدامها في هذا المجال، وأجريت تطبيقات مباشرة لمهارات استخدام الكاميرات الاحترافية في التصوير وكذلك الخطوات الأساسية في كتابة وإعداد سيناريو الأفلام القصيرة. وفي ختام الورشة تم تنفيذ عدد من التطبيقات العملية المباشرة لعمليات التصوير الفوتوغرافي وإنتاج الافلام وفق مراحل الإنتاج التي تم تناولها أثناء الورشة.

وضمن فعاليات البرنامج الصيفي لعام 2015، بمكتبة المعرفة العامة، نظمت ورشة متقدمة في لغة الإشارة بإشراف الخبير والمدرب المعتمد في لغة الإشارة خالد بن زايد العامري بهدف تعليم المهارات المتقدمة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم والبكم، على مدار خمسة أيام، غطت مواضيع عدة منها التعريف بتاريخ لغة الإشارة وأهمية تعلمها ومعرفة رموزها، وكذلك معرفة أبجدية الأصابع الإشارية ولغة الأرقام العربية. كما تناول المحاضر خلال أيام الدورة عددًا من الأبواب الضرورية التي يجب على المتدرب معرفتها للتعامل مع هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها باب الأسرة وباب الدين وباب الصحة والرياضة وكذلك الألقاب والوظائف والمهن وغيرها.

كما نفذت مكتبة المعرفة العامة برنامج الجلسات القرائية الممتعة للأطفال من سن 3 إلى 10 سنوات، بهدف تعويد الأطفال على ارتياد المكتبات وتعزيز ثقافتهم ووعيهم بأهمية القراءة، وتعميق الشراكة المجتمعية بين الأسرة والمكتبة، وذلك يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع بحضور الأطفال وأولياء أمورهم وحرصت المكتبة على تقديمها في قالب جذاب يتضمن العديد من الأنشطة التربوية والترفيهية الهادفة لتحفيز الفكر والإبداع، وترسيخ القيم والعادات الحميدة في نفوس الناشئة.ولأن اقتران القراءة باللعب من شأنه أن يُعزز حب الأطفال للكتاب أولت المكتبة عنايتها بتوفير عدد من القصص التعليمية والألعاب التربوية وتجهيز مسرح العرائس وألعاب الذكاء وغيرها من الوسائل الموجودة في أركان مكتبة الأطفال والتي تتناسب مع الفئات العمرية المستهدفة.

زيارات طلابية

وبهدف التعرف على المكتبة وما تقدمه لجمهورها من خدمات وما توفره لهم من مصادر في مختلف أقسام المعرفة، استقبلت مكتبة المعرفة العامة خلال فترة البرنامج الصيفي عدداً من طالبات مركز مدرسة السبل وطالبات مركز سمية الصيفي التابعين للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية.
وقد اشتمل برنامج الزيارة على كلمة للفاضل سعيد بن عثمان المجيني مدير إدارة شؤون المكتبات تحدث فيها عن المكتبات العامة وما تساهم به من دور في تنمية الثقافة ورفد الفكر لدى مختلف فئات المجتمع، موضحًا الدور الذي تقوم به مكتبة المعرفة العامة وخاصة خلال الإجازة الصيفية، كما تمّ عرض فلم وثائقي عن المكتبة والأقسام التي تضمها والخدمات التي تقدمها.
بعد ذلك قدم الفاضل حمد بن سالم الحراصي عرضا نقاشيا بعنوان "أقرأ لأرقى" تناول خلاله القراءة وأثرها في تعزيز سلوك الطالب ودورها في تحقيق مكتسباته ومنجزاته. وفي إطار التعاون مع المراكز الصيفية نفذت المكتبة ورشة مبسطة للناشئة بعنوان " أقرأ لأرقى" بالتعاون مع مركز النبع الصيفي بولاية العامرات التابع لبرنامج صيفي قيم ومنجزات والذي نفذته وزارة التربية والتعليم في مختلف محافظات السلطنة .
وقدم الورشة الفاضل حمد الحراصي من مكتبة المعرفة العامة بحضور 30 طالبا وطالبة، واشتملت الورشة على عدد من المحاور الأساسية تمثلت في تعريف القراءة والأهداف التي يكتسبها القارئ، كما تم الحديث عن المعينات والوسائل التي تساعد على جعل القراءة سلوكاً لدى الطالب مثل المكتبة المنزلية والمدرسة والمكتبات العامة ومعارض بيع الكتب.وفي ختام الورشة تم توزيع عدد من المطبوعات الخاصة بالمكتبة وتنفيذ عدد من المسابقات التفاعلية وتقديم الهدايا للفائزين.
وفي ذات السياق أقامت المكتبة جلسة تعريفية لمعلمي ومعلمات مدرسة البشائر للتعليم الأساسي (1 - 10) التابعة لولاية أدم
تناولت محورين أساسيين هما التعريف بالمكتبة والخدمات التي تقدمها لجمهورها والأنشطة والبرامج التي تنفذها.
واشتملت الجلسة أيضاً في محورها الثاني وضمن إطار الإنماء المهني للمعلمين والمعلمات على عرض نقاشي حول توظيف تطبيقات الهواتف الذكية في عمليتي التعليم والتعلم، قدمه الفاضل حمد الحراصي من المكتبة. لهواتف الذكية ( الايجابيات والسلبيات وبعض الافكار لكيفية التوظيف ) في التعليم وكيفية صناعة التطبيقات الذكية .
وفي الختام عبّر عدد من المشاركين في البرامج والورش التدريبية التي نفذتها المكتبة ضمن برنامج صيف المعرفة والإبداع الخامس عن شكرهم وامتنانهم إلى المكتبة وما تقدمه من خدمات وبرامج وما توفره لهم من مصادر ومرافق متعددة، حيث قال الطالب أنس بن محمد المرجبي أحد المشاركين المتميزين في برنامج لغة الإشارة "بداية أتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع القائمين في مكتبة المعرفة العامة على حسن التنظيم لهذه الدورة ولكل من ساهم في إنجاحها، لقد استفدت من هذه الدورة ولله الحمد مصطلحات جديدة في المجالات الحياتية والتي ستكون بإذن الله همزة وصل بيني وبين إخواني من فئة الصم والبكم.

أما الطالب وائل بن خلفان الصارمي والذي وجد في الدورة المتقدمة في التصوير وإنتاج الأفلام ميداناً خصباً لتنمية وصقل مهاراته في مجال التصوير، فقال إنّ هذه الدورة ساعدتني في تعلم كيفية التقاط الصور واختيار الزوايا المناسبة والمكان المناسب، كما تعرفت على عدد من أنواع الكاميرات الرقمية المتطورة وبرامج دمج الصور وإنتاج الأفلام القصيرة.