وثائق جغرافية وتجارية نادرة في إصدار جديد يرصد تاريخ السلطنة في أفريقيا الشرقية

مسقط - العمانية

يعد كتاب "سلطنة عمان وأفريقيا الشرقية .. وثائق تاريخية جغرافية وتجارية" من أهم كتب الأدميرال الفرنسي المعروف باسم "المسيو جيان"، الذي عاش خلال الفترة من (1808م - 1875م)، ونقله إلى العربية الرحالة والجغرافي المصري الأمير يوسف كمال باشا، توفي عام 1966م. وصدر الكتاب أخيرا بتحقيق د. أشرف الوحش الذي نال عليه درجة الدكتوراه في الدراسات، حيث قام باختصار الكتاب من ثلاثة مجلدات إلى مجلد واحد، منتزعا منه ما يخص تاريخ السلطنة في أفريقيا، فصدرت الطبعة الأولى من الكتاب بعد التحقيق هذا العام 2015م عن دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالقاهرة، فيما كانت الطبعة الأولى من الكتاب صدرت من قبل المترجم يوسف كمال عام 1927م.

وفي الكتاب نجد العديد من الفصول التي تلخص تاريخ أفريقيا الشرقية، بدءا من عصر ما قبل التاريخ، حيث نزل العرب والفينيقيون بسواحل أفريقيا الشمالية، ثم العصر الروماني واليوناني وما نجم عنه من صلات بين الملاحين اليونانيين والرومانيين، وفي العصر الإسلامي أنشأ العرب ممالك مستقلة صغيرة على سواحل أفريقيا الشرقية، وفي فترة الاحتلال البرتغالي لسواحل أفريقيا أقام البرتغاليون حكمهم في تلك السواحل، ثم جاء الدور العماني ليفتح عصراً جديداً على تلك السواحل الخضراء.

وفيما يخص تاريخ السلطنة، بدأ المؤلف جيان في كتابه الموسوعي ببحث

مستفيض من الوجهتين التاريخية والجغرافية في التاريخ العماني، وذكر شيئا من

أصول الحكام، مستفيدا في ذلك بما تناوله في هذا الموضوع من كتاب "الأنساب"،

للعلامة الشيخ سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري، حيث قال المؤلف: بعد أن طرد

الإمام سلطان بن سيف البرتغاليين من مسقط، وكانت آخر ما بقي في قبضتهم من

أرض عمان، حيث أوجد أسطولا بحريا كبيرا، ليحمي به السواحل، ضد ما يحتمل من اعتدائهم عليها، فضلا عن أنه كان يهاجم مراكز تواجدهم في بلاد الهند وسواحل أفريقيا.

ويتناول الكتاب الحروب التي خاضها الإمام سلطان بن سيف اليعربي، وهو الإمام

الثاني من أسرة اليعاربة، حيث بعث الإمام بسفن حربية إلى بعض المدن البحرية

الواقعة في الساحل الهندي، وبناءه للحصون هناك، وكذلك المدن الواقعة في الساحل

الأفريقي، مثل زنجبار وكلوة وموزمبيق، وغيرها من المدن والجزر.

ويشمل الكتاب تفصيل كثير عن الأحداث التي شهدها الساحل الافريقي، بدءا من

عهد اليعاربة وحتى بداية عصر دولة البوسعيد على يد مؤسسها الإمام أحمد بن سعيد

البوسعيدي، والذي يقول عنه مترجم الكتاب: إنه على يدي الإمام أحمد تقوضت دولة

البرتغال في أفريقيا الشرقية.

ويعد مؤلف الكتاب جيان أحد المستكشفين الفرنسيين، توفي عام 1875م، تولى

مسؤولية استكشاف سواحل جنوب أفريقيا، ودرس اللغة السواحلية، ووثق رحلته في

أدغال أفريقيا بالتصوير الفوتوغرافي، وعمل قائدا بحريا، ترك مجموعة من

المؤلفات والدراسات من بينها هذا الكتاب.

أما مترجم كتاب "سلطنة عمان وأفريقيا الشرقية .. وثائق تاريخية جغرافية

وتجارية"، فهو الأمير يوسف كمال باشا، توفي عام 1966م، رحالة وجغرافي وعالم

آثار مصري، ترك العديد من المؤلفات، من بينها ترجمات لعدد من الكتب الفرنسية

كهذا الكتاب، الذي يقع في 517 صفحة من الحجم المتوسط.

تعليق عبر الفيس بوك