لبنان على شفا "الانهيار" مع اشتعال التظاهرات ضد "النفايات السياسية"

بيروت - الوكالات-

بات لبنان أقرب من أي وقت مضى من شفا انهيار سياسي شامل، في ظل تصاعد وتيرة المظاهرات الغاضبة بقلب العاصمة بيروت، احتجاجًا على المشكلات السياسية التي تعاني منها البلاد، فيما هدد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام بالاستقالة، محذرًا الأحزاب المتنافسة في حكومته بأنّ الدولة تواجه خطر الانهيار بسبب الشلل الذي أصابها بعد تقاعسها عن حل المشكلات الشعبيّة.

وقال سلام في خطاب بثه التلفزيون "أنا بصراحة لست ولن أقبل أن أكون شريكًا بهذا الانهيار. خللي (دعوا) كل المسؤولين والقوى السياسية يتحملوا". ووصف سلام القوة التي استخدمت ضد المتظاهرين يوم السبت بأنّها مفرطة وقال إنّ المسؤولين عن ذلك سيحاسبون. وهدد سلام بأنّه إذا لم ينته اجتماع الحكومة المقرر يوم الخميس المقبل بنتائج مثمرة في ملفات بينها إجراء مناقصة لاختيار الشركة الجديدة التي ستقوم بجمع القمامة فإنّه "لا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها". وقال "موضوع النفايات هو القشة التي قصمت ظهر البعير لكن القصّة أكبر بكثير من هذه القشة هذه قصة النفايات السياسية في البلد".

وتحمل التظاهرات الغاضبة اسم "طلعت ريحتكم"، في إشارة إلى القمامة التي تراكمت في بيروت وضواحيها، عندما أغلق مكب نفايات دون الاتفاق على فتح بديل. ومع استئناف عمليات جمع القمامة لم يتم إيجاد حل.

لكن حملة "طلعت ريحتكم"، اتخذت بعدًا سياسيًا في الإشارة إلى المنافسة بين الطوائف والأحزاب السياسية بالبلاد، التي يتهمها المتظاهرون بأنّهم نحوا مصالح الوطن وانشغلوا بنزاعات على السلطة.

وقال شهود عيان إنّه سُمع دوي أعيرة نارية في وسط بيروت، فيما أطلقت قوات الأمن النار في الهواء في محاولة على ما يبدو لإبعاد المحتجين المناهضين للحكومة عن مقر مجلس الوزراء في قلب العاصمة اللبنانية. واحتشد الآلاف من المتظاهرين لليوم الثاني على التوالي أمس، احتجاجًا على حكومة سلام، غداة إصابة 35 شخصًا على الأقل مساء السبت، عندما استخدمت قوات الأمن مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق عدة آلاف من المتظاهرين بوسط بيروت.

تعليق عبر الفيس بوك