حصن سمائل.. مبنى أثري شامخ بنظام دفاعي مميز وتصميم فريد يتوسط قلب "الفيحاء"

سمائل- العمانية

تعد ولاية سمائل إحدى ولايات محافظة الداخلية وهي إحدى واحاتها الخضراء واشتهرت سمائل باسم "الفيحاء"، ويعود ذلك لكثرة واحاتها الخضراء، وتتميز مثلها مثل بقية ولايات محافظة الداخلية بوجود عدد كبير من القلاع والحصون التاريخية.

وتكثر في الولاية القلاع والحصون والأبراج وهي تقارب حوالي 115 حصناً وقلعة، وأهمها حصن سمائل الشاهق المبني في إحدى المرتفعات الجبلية بوسط المدينة، وهناك قلعة الشهباء وبرج الدواء وغيرها. ويعد حصن سمائل من أبرز الحصون الموجودة في الولاية ولا يقل أهمية عن باقي تلك الحصون من حيث اشتراكه معها في التصميم وفي المدخل وفي النظام الدفاعي بشتى أنواعه.

وقد بُني هذا الحصن على سفح جبلي في وسط الولاية، وشيد منذ حوالي (380) عاما تقريبا خلال الفترة ما بين عهدي كل من الإمام عبد الله بن محمد الذي تولى الإمامة في عام (1560) والإمام ناصر بن مرشد اليعربي الذي تولى الإمامة عام (1624).

وحصن سمائل قديم ولا أحد يعلم من قام ببنائه، وإن كان هناك الكثير من الملوك والأئمة قد أعادوا ترميمه، ويمتد الحصن عبر واجهة منحدرة لصخرة معزولة ولها واجهة رأسية نحو الوادي يعلوها الحصن الذي هو عبارة عن برج دائري كبير مشيد بالحجارة عند أعلى نقطة، وهناك أسوار عالية تحيط بمنطقة الحصن الواسعة.

ويتكون الحصن من عدد من الأبراج والجدران الخارجية بالإضافة إلى الواجهة الأمامية والمدخل الرئيسي (البوابة) التي تميزت بوجود عناصر دفاعية هامة كمواقع إطلاق السهام والمرامي التي كانت تستخدم للدفاع عن الحصن، فضلاً عن وجود مصاب الدبس والماء المغلي والتي توجد عادة فوق مدخل الحصن.

وحدات معمارية

ويتألف الحصن من عدة وحدات معمارية أهمها بيت الوالي المكون من طابقين وتميز بناؤه كاملاً بالحصى والصاروج العماني، وله مدخلان الأول يقابل الساحة المقابلة للمسجد والسبلة الموجودة بالحصن، والآخر يفضي إلى ساحة تضم عددا من الغرف المخصصة لأغراض أخرى، كما يوجد مبنى (يقع خلف سكن الوالي مباشرة) وهو عبارة عن بناء كبير ينقسم الى ثلاث غرف كل واحدة منها لها مدخلها الخاص، كذلك يوجد مبنى (يلاصق سكن الوالي مباشرة) من الجهة الجنوبية الغربية وهو غير منتظم الشكل ويقسم من الداخل إلى غرفتين، كما توجد (السبلة) وتقع جنوب المسجد مباشرة، أما (المسجد) فهو يتوسط ساحة الحصن من جهة المدخل ويرتفع قليلاً عن مستوى الأرضية.

ويحتوي الحصن كذلك على ثلاثة مخازن للتمور تستخدم لتخزين التمور العمانية، كما يحتوي على غرف للجند ومطبخ وآبار لجمع المياه نحتت بالصخر بحيث تضمن عدم تسريب المياه للخارج.

ويبلغ عدد الأبراج في الحصن ثمانية أبراج تشكلت ما بين الدائرية والنصف دائرية والمربعة، وتوزعت بين أواسط جدران الحصن وهي: برج (دائري الشكل) وهو مؤلف من طابقين يقع في الزاوية الشمالية الغربية للحصن، وبرج آخر(مربع الشكل) ويقع في الزاوية الشمالية الشرقية للحصن، وبرج (شبه دائري) يقع في الجهة الشرقية من الحصن ضمن الجدار الشرقي ، وبرج (مستطيل الشكل) يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للحصن ومدخله من الجهة الجنوبية، وبرج (مربع الشكل) ويقع في الزاوية الجنوبية للحصن، وبرج (شبه دائري) ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من الحصن، وبرج (دائري) محاذي لمدخل الحصن من الجهة الغربية ويقع في الزاوية الشمالية الغربية للصباح (البوابة)، وآخر الابراج برج (نصف دائري) ويقع في الزاوية الجنوبية الغربية للحصن ويحتوي على نافذتين تطلان على الشارع العام للمراقبة، كما توجد بالحصن (وحدة معمارية) مكونة من صالة مستطيلة وغرفة مربعة الشكل وبرج بالغرفة من جهة الجنوب الشرقي.

مبانٍ أثرية

ويحتوي الحصن أيضاً على عدد من المباني الأثرية، فهناك (سكن العسكر) ويقع في الواجهة الأمامية نحو الغرب ويحتوي على نوافذ صغيرة ذات تصميم متشابه، كما يوجد مبنى آخر (غرب سكن العسكر) وهو مبنى صغير يتوسطه جدار في الوسط يدخل من جهة الغرب يؤدي إلى مدخل صغير ثم إلى غرفة صغيرة، وهناك أيضا مبنى (مستطيل الشكل) يتكون من غرفتين: الأولى تفتح باتجاه الشرق من البرج والأخرى باتجاه الغرب وتتكون من دورين، كذلك هناك مبنى آخر (مستطيل الشكل) يعتقد أنه كان سجناً، ويقسم البناء حسب ما تبقى من عناصره المعمارية إلى غرفتين لهما مدخل واحد، أما آخر هذه المباني فهو غرفة صغيرة مستطيلة الشكل تقع ضمن الجدار الشرقي للحصن.

وتقام في ساحة الحصن الأمامية العديد من الفعاليات التراثية مثل الأمسيات الشعرية وإحياء ذكرى علماء وشعراء ولاية سمائل أسوة بقلعة الشهباء بولاية نزوى التي احتضنت العديد من الأمسيات التراثية على مستوى السلطنة بإشراف وزارة التراث والثقافة.

ونظرا لأهمية حصن سمائل التاريخية فقد وجه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بترميم هذا الحصن؛ حيث قامت الوزارة بترميم الحصن الذي تبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 10000 متر مربع بمواد البناء المحلية واستخدام الصاروج العماني والحصى في الأماكن المبنية به، فيما استخدم الطين في إعادة ترميم الأماكن المبنية بالطين، وقد استخدمت جذوع النخيل والدعون والسميم المحلي في تسقيف بعض الوحدات المعمارية التي كانت مستخدمة فيها في السابق فيما استخدمت أخشاب الكندل والبامبو في غرف أخرى.

تعليق عبر الفيس بوك