"التبادل الطلابي" نافذة معرفية جديدة لتعزيز قدرات ومهارات طلبة كليات العلوم التطبيقية

الرؤية - جميلة الزيدية

سعت وزارة التعليم العالي ممثلة بالمديرية العامة لكليات العلوم التطبيقية إلى تطوير الكليات وفتح نوافذ معرفية مختلفة لطلبتها، وفي هذا الإطار استحدثت المديرية برامج التبادل الطلابي مؤخراً، والتي تعتبر عاملاً مهماً وركناً أساسياً في عملية تطوير وتأهيل طلبة الكليات التطبيقية الست "صحار- صور-عبري-نزوى - صلالة -الرستاق"، وتكريماً للطلبة المجيدين أكاديمياً أو في مجال الأنشطة الطلابية، كما تأتي هذه البرامج لتفعيل الاتفاقيات الدولية الموقعة مع الدول الصديقة ولتسهم في تبادل الخبرات العلمية والعملية، من هنا كانت لنا وقفة مع بعض طلبة كليات العلوم التطبيقية المشاركين في برنامج التبادل الطلابي بجامعة الأخوين بالمملكة المغربية وجامعة سيمبايوسس الدولية بجمهورية الهند.

رحلة تعليمية ثرية بالمنافع

وقالت الطالبة في كلية العلوم التطبيقية بنزوى قسم العلاقات العامة زهرة النبهانية: أدرك تمامًا أن مبالغ كثيرة صرفت، وجهود بذلت من أجلي للدارسة في جامعة خارج محيط مؤسسات السلطنة لتقودني هذه الرحلة التعليمية لكسب العديد من المنافع واستثمارها في مستقبلي وهو ما تحرص عليه وزارة التعليم العالي في رسمها لأهداف البرامج.

وأكدت النبهانية أنّ الرحلة مفيدة جدًا من ناحية الاختلاط والتعايش مع جنسيات مختلفة وثقافات متعددة، مما يشكل بيئة مساعدة لتعزيز الدراسة في مجال العلاقات العامة وتطبيقاً عملياً لما نحصل عليه من معلومات داخل قاعات الدراسة، وحول التحديات التي تواجهها أكدت أن في الغربة تحديات لا توصف، أولها العامل النفسي الذي يلعب دورا كبيرا في تحديد تأقلم الشخص مع محيطه والكثير من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، مبينة أن الطالب الذي يجعل هدف تحصيل العلم أمام عينه، يستطيع مواجهة التحديات ويحول هذه التجارب إلى خبرات.

تجربة رائعة ومفيدة

أما الطالب شيبان الشيباني من كلية العلوم التطبيقية بالرستاق تخصص إدارة الأعمال الدولية فيقول: تُعد رحلة التبادل الطلابي لجمهورية الهند لطلبة كليات العلوم التطبيقية تجربة في منتهى الروعة وفرصة لا يحصل عليها سوى القليل من الطلبة وأنا سعيد جداً بحصولي على هذه الفرصة الرائعة وأفتخر بكوني طالب أمثل وطني عمان وأمثل كليات العلوم التطبيقية، وحول ما أضافته الرحلة يقول الشيباني: هذه الرحلة أضافت لي الكثير من جميع النواحي منها اكتساب بعض الخبرات، التعامل مع أشخاص من مختلف الجنسيات، زيادة الثقة بالنفس واكتساب اللغة ولو الشيء اليسير.

نافذة معرفية جديدة

وحول فرصة التواجد في هذا البرنامج، تقول بيان البلوشية تخصص أمن تقنية المعلومات بكلية العلوم التطبيقية بصحار : سُعِدت جداً بحصولي على فرصة في برنامج التبادل الطلابي والتدريب لهذا العام بوجود كوكبة من الزملاء المجيدين والمتميزين. حيث كان البرنامج نافذة معرفية جديدة سعيت خلالها أن اكتسب مهارات ومعارف عليا في مجال تخصصي بالإضافة إلى الاطلاع على ثقافة جمهورية الهند، والتي تتسم بالتنوع والتعدد. وتضيف البلوشية : البرنامج فرصة لمعايشة الشعوب والتأقلم مع طريقةِ حياتهم بما يتناسب مع قيمنا العمانية الأصيلة ناهيك عن فرص تعريف الآخر بعُمان وثقافتها. حيث حرصنا على تمثيل الوطن عُمان في محافل الطلبة الدوليين بجامعة سيمبايوسس الدولية، وحُظينا ولله الحمد بشرفِ تنصيب علم السلطنة على خشبة الجامعة لأول مرة بين عشرات الدول.

ولدى الحديث عن التحديات التي تواجه الطلاب تؤكد البلوشية أن التحديات تتحولُ إلى خبرات،كاشفة عن مواجهتهم للكثير منها واجتيازهم للمشكلات بإرادة قوية. شاكرة بعمق وزارة التعليم العالي على جهودها الوفيرة وتقديم هذه الفرصة للطلبة، والتي سينعكس أثرها الإيجابي في المستقبل القريب بإذن الله.

وقال أمير الحضرمي طالب بكلية العلوم التطبيقية بصلالة تخصص إدارة الأعمال الدولية إن برنامج التبادل الطلابي بين السلطنة والدول اﻷخرى يعد من أهم العوامل التي ترقى بمستوى طلبة كليات العلوم التطبيقية والتي تقوم بها الوزارة في رفع مستوى طلبتها.

مؤكدا أن هناك العديد من الإيجابيات التي تترتب على تنظيم مثل هذه الرحلات من بينها تنافس الطلبة للحصول على فرصة فيها لاسيما وأن طلبة كليات العلوم التطبيقية يبدون منافسة كبيرة مما يؤدي إلى رفع المستوى العلمي للطلبة وأيضاً الحصول على خبرة في المجال العلمي بالإضافة الى أخذ التجارب العملية إلى السلطنة والتعرف على ثقافة تلك الدول. وختاماً يقول الحضرمي: من اﻷفضل أن تكون برامج التبادل الطلابي لمدة فصل كامل حيث يدرس الطالب مواد في الجامعة المبتعث فيها.

وتشارك في الحديث نجلاء الكندية طالبة بكلية العلوم التطبيقية بنزوى تخصص إدارة إعلام قائلة: برنامج التبادل الطلابي برنامج ثري لإكساب طلبة كليات العلوم التطبيقية مهارات عليا ومعرفة متنوعة في مختلف التخصصات والإسهام في تشكيل منظومة علمية واسعة تفيد الطالب الجامعي في مسيرته العلمية والعملية. كما أنه برنامج يتيح للطالب الاختلاط والتفاعل مع ثقافات أخرى متنوعة مما يكسبه خلفية ثقافية واسعة ومتنوعة كما يكسبه القابلية للعمل والتفاعل في بيئات ثقافية وجغرافية مختلفة.. وتجربة السفر والتغرب عن الوطن بنفسها تعتبر مكسبا كبيرا، حيث تكسب الطلبة خبرة من خلال تحمل المسؤولية في إنهاء إجراءات السفر والعودة، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية في تسيير التزاماتهم وقضاء حوائجهم اليومية.

فرصة لتبادل الخبرات العلمية والتعريف بالثقافة العمانية

من جانبه تحدث الطالب عمار الحوسني تخصص تطوير برمجيات بكلية العلوم التطبيقية بصحار عن تجربته ببرنامج التبادل الطلابي فقال: تعد تجربة التبادل الطلابي من أجمل التجارب حيث تعتبر تكريما للطلبة المجيدين أكاديمياً أو في مجال الأنشطه الطلابية،فمن خلالها يتمكن الطالب من تطبيق الخبرات المكتسبة في كليته في بيئة مختلفة والتلاقح مع ثقافات أخرى عبر استغلال الوقت والدراسة الموضوعية والعملية.

ويضيف الحوسني: تميزت هذه التجرية بمصادفتها مع عدة مناسبات منها شهر رمضان الكريم وعيد الفطر السعيد ومناسبة يوم النهضة المباركة ونحن بعيدون عن وطننا عمان حيث كان البعد أكبر تحدٍ لنا والتكيف مع هذا الوضع والاحتفال بشكل خاص بهذه المناسبات، وكان لنا شرف المشاركة في عدة فعاليات هنا عرفنا من خلالها بثقافة عمان وتاريخها وبالمقابل وجدنا تقبلا وسعادة من الطلاب والأكاديميين بجامعة سيمبايوسس الدولية في جمهورية الهند وهم يشاركوننا فرحتنا وثقافتنا.

وفي ذات السياق وافقت الطالبة مروة العبرية تخصص تقنية معلومات بكلية العلوم التطبيقية بعبري الحوسني قائلةً :

إن برنامج التبادل الطلابي فرصة للطلبة للدراسة في جامعات عالمية وتجربة تعليمية تثقيفية بالاندماج والتعرف على الطلبة في الجامعات الأخرى مما يسهم في إكسابنا مهارات وخبرات مختلفة في مجال تخصصنا والحياة العملية

وفي الوقت نفسه استطعنا أن نعرف الطلبة الهنود بثقافة وتاريخ وجغرافية عمان وما يميز الشعب العماني من عادات وتقاليد. كما أود أن أشكر وزارة التعليم العالي لإتاحة الفرصة لي بالدراسة في جامعة سيمبايوسس الدولية.

دليل اهتمام بالطالب العماني

وتؤكد نسية الدغارية طالبة بكلية العلوم التطبيقية بصور تخصص تقنية حيوية على اهتمام السلطنة بالطالب العماني حيث تقول: برنامج التبادل الطلابي واحد من أهم الأدله التي أظهرت اهتمام السلطنة بالطالب العماني، وتحفيزه على الخوض في الأنشطة الطلابية والارتقاء بمستواه العلمي. فاليوم أنا أغترب بعيدا عن أهلي، مواجهة كل الصعاب والتحديات، ممثلة وطني الغالي عمان، واتعايش مع جنسيات مختلفة مكتسبة منها ما يعزز العلوم التي اكتسبتها في الجامعة و يساعد على الرقي بشخصيتي.

تعليق عبر الفيس بوك