48 ساعة هدنة "محدودة" في سوريا بعد شهر من جهود الوساطة الإيرانية التركية

بيروت -رويترز

أعلنت الأطراف المتحاربة في سوريا وقفاً لإطلاق النار مدته 48 ساعة في منطقة مواجهات أمس، بعد شهر من جهود للوساطة لم يسبق لها مثيل قامت بها تركيا وإيران.ويعكس هذا نهجا جديدا لبعض دول المنطقة التي تساند أطرافا متنافسة في الصراع.

وأوقفت الهدنة القتال بين مقاتلي المعارضة من جهة والجيش السوري ومقاتلي حزب الله المتحالف معه من جهة أخرى في بلدة الزبداني الخاضعة لسيطرة المعارضة وفي قريتين يغلب على سكانهما الشيعة بمحافظة إدلب.ووصف ثلاثة مسؤولين قريبين من دمشق الهدنة بأنها نتيجة وساطة قامت بها تركيا التي تدعم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وايران التي تسانده بقوة.وتمثل هذه الخطوة أحدث المؤشرات حتى الآن على ظهور نهج جديد بالمنطقة تجاه الصراع الذي أسفر عن مقتل ربع مليون شخص وتشريد عشرة ملايين وأدى الى سقوط أجزاء كبيرة من سوريا في أيدي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وأثار خلافات بين دول المنطقة.وبعد أربع سنوات لم تحرز فيها الجهود الدبلوماسية تقدما نحو السلام اتجهت الدول التي تدعم الأسد ومعارضيه لبحث سبل إنهاء الحرب والتعامل مع التهديد المشترك المتمثل في الدولة الإسلامية. لكن مصير الأسد لايزال عقبة رئيسية أمام الجهود الدبلوماسية الجديدة.وكانت مصادر من الجانبين قد ذكرت لرويترز أن من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي . وتستمر المفاوضات بين الجانبين على موضوعات أخرى. وقادت المفاوضات من جانب المعارضة حركة أحرار الشام الإسلامية حليفة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إن وقف إطلاق النار بدأ في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي أمس وإنه يشمل قريتي الفوعة وكفريا بريف ادلب.وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أنه لم ترد تقارير بوقوع اشتباكات في الزبداني أو كفريا أو الفوعة بعد بدء سريان الاتفاق. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز "حتى الآن الأوضاع هادئة".وكانت حركة أحرار الشام قالت الأسبوع الماضي إنها تجري محادثات مع وفد إيراني بشأن مدينة الزبداني المحاصرة حيث يقاتل الجيش السوري بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني قوات المعارضة منذ أسابيع.وقالت الحركة في ذلك الوقت إن المحادثات توقفت بسبب اصرار الوفد الإيراني على اخراج المدنيين والمسلحين من الزبداني ونقلهم إلى مناطق أخرى.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المفاوضات جرت بين أحرار الشام ووفود إيرانية وحزب الله لكن المصدر المقرب من دمشق قال إنه جرى التوصل لاتفاق بين الجماعة المعارضة المسلحة والحكومة السورية.ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين سوريين لطلب التعقيب.وتمثل استعادة السيطرة على الزبداني التي تبعد عشرة كيلومترات عن الحدود اللبنانية مكسبا استراتيجيا كبيرا للجيش السوري الذي يقاتل جماعات مسلحة مختلفة على عدد من الجبهات.ويزداد الدور العسكري لحزب الله داخل سوريا منذ بدء الصراع في عام 2011. وقد وصفت الحكومة السورية الجماعة اللبنانية بأنها حليف رئيسي في الحرب ضد جماعات المعارضة المسلحة التي تريد الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة أطلقوا عشرات الصواريخ على وسط دمشق أمس قبل زيارة يتوقع أن يقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعاصمة السورية.وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن ظريف سيناقش خطة جديدة لحل الأزمة في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 31 شخصا على الأقل قتلوا أمس في غارات جوية شنها الجيش السوري في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب دمشق في حين قصف المعارضون العاصمة بالصواريخ مما أسقط 13 قتيلا على الأقل.

وقال المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا إن الطائرات الحربية استهدفت عدة مواقع في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على مشارف العاصمة مما أدى إلى سقوط 31 قتيلا على الأقل وإصابة 120 آخرين. وتظهر تسجيلات فيديو نشرت على موقع يوتيوب عمال إنقاذ وسكانا يسحبون جثثا متفحمة من مبان تهدمت أو لحقت بها أضرار في بلدة دوما إلى الشمال الشرقي من دمشق.وقال المرصد إن أكثر من 50 قذيفة سقطت على وسط دمشق في قصف شنه المعارضون وأصيب فيه 60 شخصا. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن القصف أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.

تعليق عبر الفيس بوك