مستوطنون يضرمون النار في أراض رعوية بنابلس.. وآخرون يقتحمون المسجد الأقصى

مسؤول أممي: مؤشرات إيجابية لحل أزمة "أونروا" المالية‎-

نابلس - الأناضول-

أضْرَم مستوطنون النار، أمس، في أراض رعوية في قرية "بورين"، جنوبي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، بحسب مسؤول محلي. وأفاد عضو مجلس القروي في بورين وليد عيد بأنَّ عددا من المستوطنين القادمين من مستوطنة (عروساه) تسللوا لأراض بالمنطقة الشرقية من القرية، وأشعلوا النار فيها؛ مما أدى لاحتراق أكثر من عشرة آلاف متر من الأراضي الرعوية.

وذكر عيد أن المستوطنين انسحبوا من المكان، فيما حضرت قوة من الجيش الإسرائيلي، وبدأت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين والدفاع المدني خلال محاولتهم إخماد الحريق؛ مما تسبَّب باتساع رقعة الحريق، وإصابة عدد منهم بحالات اختنناق، تم علاجهم ميدانيا.

وتعاني قرية بورين من اعتداءات متواصلة من المستوطنين القاطنين في المستوطنات الثلاث المحيطة بها، وهي (يتسهار) و(براخا) و(وعروساه) وعدد من البؤر الاستيطانية الأخرى، فيما تصادر مساحات واسعة منها لصالح تلك المستوطنات، كما يمنع أصحاب الأراضي القريبة من المستوطنات من الوصول إليها واستصلاحها، بحسب مجلس قروي بورين.

وفي جانب آخر، اقتحم عشرات المستوطنين اليهود، أمس المسجد الأقصى بمدينة القدس، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية على بعض أبوابه.

وقالت الإعلامية الناشطة في شؤون المسجد الأقصى لواء أبو رميلة، لوكالة الأناضول: "اقتحم نحو 30 مستوطنا إسرائيليا المسجد الأقصى أمس، وسط استنفار للمرابطين (مجموعة من المتطوعين يتصدون للاقتحامات)". وأضافت: "رفع المستوطنين الأعلام الإسرائيلية بشكل استفزازي، على بعض بوابات المسجد، وهتفوا تأييدا للوجود اليهودي في القدس".

ويشهد المسجد الأقصى اقتحامات شبه يومية، من قبل المستوطينن وسط حراسة من الشرطة الإسرائيلية.

وحذر الشيخ ناجح بكيرات مدير "التعليم" في المسجد الأقصى، في تصريحات عبر الهاتف، لمراسل وكالة الأناضول، من وجود "مخططات إسرائيلية تهدف إلى تقسيم المسجد". وقال: "إسرائيل تسعى لتمرير حالة يصبح فيها المسجد الاقصى صباحا للمستوطنين، وتسعى لذلك من خلال بعض أطراف دولية وللأسف إسلامية". وتابع: "أي إخلال في وضعية المسجد الأقصى، سيشعل موجه واسعة من العنف على مستوى العالم، وستتحمل إسرائيل مسؤولية ذلك".

وفي سياق منفصل، أعلن سامي مشعشع الناطق الإعلامي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن مؤشرات إيجابية طرأت لحل أزمة الوكالة التعليمية. وقال مشعشع خلال اتصال هاتفي: "هناك بعض المؤشرات الإيجابية لحل موضوع الأزمة المالية، لكنها لم ترتق إلى المستوى الذي نأمله (...)، خاصة أننا نتواصل مع الدول المانحة كافة، وحتى الدول التي لم تقدم يوماً مساعدات مالية للوكالة".

وتعاني الوكالة من أزمة مالية هي الأشد عليها منذ نشأتها، بحسب تصريحات سابقة لمفوضها العام، بيير كرينبول؛ حيث تعاني من عجز مالي قدره 101 مليون دولار، قد يمنع افتتاح العام الدراسي في موعدها نهاية الشهر الجاري.

وأكد الناطق باسم أونروا أنَّ "بقاء الوضع على حاله، يعني أن الوكالة مقبلة على أمرين: أولهما استمرار طرق الأبواب لتوفير الأموال اللازمة للوكالة، ثانياً إخطار أولياء الأمور، بقرار الوكالة تأجيل العام الدراسي، علماً أن قرار التأجيل ليس بالسهل". وتابع: "لقرار تأجيل العام الدراسي تبعات تربوية واقتصادية وسياسية واجتماعية، وتبعات أمنية للدول التي تعاني من توترات سياسية مثل سوريا، هناك أكثر من نصف مليون طالب في مناطق نشاطنا سيبقون دون تعليم لفترة من الزمن".

وأعرب مشعشع عن أمله أن يكون قرار التأجيل إن تم، لمدة أيام فقط، ولا يتجاوز الشهر أو أكثر (...) نحن لا نريد حلول مؤقتة تتكرر كل عام أو نصف عام، بل نريد حلولاً طويلة المدى، لتوفير قاعدة مالية متينة".

ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية المصرية ان هناك اتصالات جارية من اجل حل مشكلة نقص التمويل التي تعاني منه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين اللاجئين الفلسطينيين"الاونروا". وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أمس، إن تقرير الأمم المتحدة الأخير أشار إلى أن الأونروا تواجه عجزا ماليا يصل إلى 400 مليون دولار. واضاف أنه حال لم يتوفر 1.1 مليون دولار قبل منتصف شهر أغسطس الجاري فلن يستطيع قرابة نصف مليون طالب فلسطيني بدء العام الدراسي الجديد، كما أن هناك 700 مدرسة لن تستطيع ممارسة عملها.

تعليق عبر الفيس بوك