اختيار مسندم لتطبيق نظم المعلومات الجغرافية في مواقع الاستزراع السمكي.. واستراتيجيات فاعلة لتقييم الموارد

 

◄المشروع يستهدف تقييم العوامل البيوفيزيائية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالصناعة

 

مسقط- الرؤية

 

أعلنت وزارة الزراعة والثروة السمكية، ممثلة في دائرة تنمية الاستزراع السمكي بالمديرية العامة لتنمية الموارد السمكية وبتمويل من صندوق التنمية الزراعية والسمكية، اختيار محافظة مسندم لتطبيق تقنيات نظم المعلومات الجغرافية في اختيار مواقع الاستزراع السمكي، وهو المشروع الأول من نوعه في السلطنة.

ويأتي اختيار محافظة مسندم لهذا المشروع؛ كونها من أفضل المواقع لأنشطة الاستزراع السمكي بطريقة الأقفاص العائمة نتيجة لتواجد الأخوار العميقة المحمية فيها وذات مياه عاليةالجودة.

وقال المهندس داود بن سليمان اليحيائي مدير دائرة تنمية الاستزراع السمكي ومدير المشروعإنمشروع التنمية المستدامة لقطاع الثروة السمكية والاستزراع السمكي في محافظة مسندم باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، هوالأول من نوعه في القطاع السمكي في السلطنة والذي يقوم باستخدام نظم المعلومات الجغرافية كأداة حديثة في إدارة وتنمية قطاع الثروة السمكية بشكل عام والاستزراع السمكي بشكل خاص.وأضاف المهندس مدير تنمية الاستزراع السمكي إن اختيار مواقع الاستزراع السمكي يعد من أهم عوامل نجاح أي مشروع للاستزراع السمكي ويرتبط اختيار الموقع بعدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار لضمان نجاح المشروع ومنها الخصائص البيولوجية الفيزيائية والاقتصادية الاجتماعية للموقع ونظام الاستزراع المتوقع استخدامه في المشروع والنوع المستزرع وقد تتضمن الخصائص البيولوجية كلا من جودة المياه مثل: درجة الحرارة والأكسجين المذاب والملوحة وتركيز الملوثات أونوعية التربة المستخدمةمثل الانحدار وثبوتية التربة ودرجة استيعاب وبقاء الماءوالكيمياء والمناخ مثل: كميات هطول الأمطار وتوزيعها ودرجة حرارة الهواء وسرعة الرياح والرطوبة أمّا بالنسبة للخصائص الاجتماعية الاقتصادية، فقد تتضمن القوانين الإدارية والتنافسية في استغلال الموارد وظروف السوق المحلي مثل: الطلب على الموارد السمكية وسهولة الوصول إلى السوق والبنية الأساسية وتوفر الخبرة والمعرفة التقنية.

وحول أهمية المشروع، قال اليحيائي إنّأعمال هذا المشروع تتضمن بناء قاعدة بيانات مكانية آخذين بعين الاعتبار جميع العوامل المساهمة في إنجاح وإستدامة هذا القطاع في محافظة مسندم وتحديد مواقع الانزال السمكي ومواقع الصيد ومواقع الأنشطة المساندة لقطاع الصيد مثل: مواقع تجفيف الأسماك ومصانع التجهيز السمكي في المحافظة وربطها بالبنية الأساسية المتوفرة وأعداد الصيادين واحتياجاتهم تمهيدا لوضع تصورات حول إمكانيات توسيعها لتلبي المتطلبات المستقبلية لتطوير قطاع الثروة السمكية في المحافظة، وربط هذه المواقع بالمواقع المقترحة لإقامة مشاريع الاستزراع السمكي، حيث إنّ هذه الانشطة المساندة تعتبر مهمة في اختيار مواقع الاستزراع السمكي من حيث مدى توافر البنية الأساسية،ومن المؤمل أن يكون هذا المشروع نموذجا ناجحا للتطبيق على باقي محافظات السلطنة بعد انتهائه.وأضاف أنّالمشروع سيفضي إلى تحديد المواقع المناسبة للاستزراع السمكي وتحديد الطاقات الانتاجية لكل موقع، والأنواع السمكيّة المناسبة للاستزراع السمكي بهذه المواقع.

وردًا على سؤال عن التقنيات المستخدمة في المشروع وإمكانيات الإستفادة منها في تحقيق أهداف المشروع، قال إنّتقنيات نظم المعلومات الجغرافية قادرة على دمج جميع هذه البيانات وتحليلها بطرق مختلفة؛ تتضمن تصميم النماذج والقيام بوظائف تحليلية ومخرجات متعددة، مما يسمح باتخاذ قرارات أكثر فعالية. وأضاف أن هذا الأمر يسهم في تسهيل عملية اختيار المواقع وتوفير المعلومات للمستثمرين الراغبين في إقامة مشاريع استزراع سمكي مما يؤدي إلى توفير الوقت والجهد والتكاليف. وتابع أنّ استخدام هذه التقنيات يعني وجود نظام حديث وآلية متطورة لدى الوزارة لتقديم خدماتها في هذا المجال والوفاء بمتطلبات إدارة قطاع الاستزراع بناء على النهج الإيكولوجي (Ecosystem Approach to Aquaculture)، لافتا إلى أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) تدعم حاليا هذا التوجه في بلدان العالم، وتدعوها إلى تطبيق هذه التقنيات في إطار الإدارة المستدامة لقطاع الاستزراع السمكي. وأشار إلى أنّالسلطنة تتمتع بوضع مناسب جدا كون القطاع في بداياته،مما يعني ان اختيار الانسب للمواقع سوف يساهم في نجاح المشاريع، حيث ان دول كثيرة تستخدم هذه التقنيات حاليا لإعادة توزيع مشاريع الاستزراع القائمة بناء على نتائج مسوحاتها.

وتحدث اليحيائي عن أهداف المشروع، وقال إنّالمشروع يهدف إلىتحديد المناطق المناسبة للاستزراع السمكي في محافظة مسندم، وتحديد وتقييم العوامل البيوفيزيائية والاجتماعية- الاقتصادية المرتبطة بالصناعة، والتي تؤثر على تنمية الاستزراع التجاري في المحافظة وتحديد الأنواع المناسبة وفقاً للشروط والمتطلبات المحلية وتحديد السعة الاستيعابية للأخوار وفقاً للظروف المحلية وتحديد استراتيجيات فعالة من خلال تقييم الموارد والادارة لاتخاذ القرار المناسب حول الموقع الأمثل وتحديد جميع مواقع الانزال السمكي ومواقع الصيد بالضاغية ومواقع تجفيف الأسماك ومصانع تجهيز الأسماك في محافظة مسندم باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية وبناء نموذج للتنمية المستدامة للاستزراع السمكي يمكن تطبيقه على باقي محافظات السلطنة.

وأوضح المهندس مدير تنمية الاستزراع السمكيأن أهم النتائج المتوقعة للمشروع؛ وضع استراتيجيات فعالة من خلال تقييم وإدارةالموارد،يمكن من خلالها تحسين عملية اتخاذ القرار بالنسبة لاختيار المواقع المناسبة لتطير قطاع الاستزراع السمكي ووضع قوائم بالأنواع السمكية المناسبة التي يمكن استزراعها والتقنيات المناسبة لهذه الانواع وذلك طبقا للظروف المحددة، بالإضافة إلى الإنتاجية القصوى المتوقعة من كل موقع وتحديد مواقع الانزال السمكي ومواقع الصيد بالضاغية ومواقع مصانع التجهيز السمكي وربطها بمواقع الاستزراع السمكي المحتملة ووضع توصيات للإدارة تستخدم كنموذج لاستخدام هذه الطريقة في المساعدة في عملية اتخاذ القرار وفي تقليل التأثيرات البيئية والاجتماعية-الاقتصادية المرتبطة بالتوسع في أنشطة الاستزراع السمكي وتدريب الكوادر العمانية على استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية في مجال ادارة وتخطيط تنمية الاستزراع السمكي.

تعليق عبر الفيس بوك