عمان واحة الأمن والأمان

خالد الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

ينطلق كل واحد منا في مخيلته للوطن وما يمكن أن يقدمه من منظورات كثيرة ويتمنى كل واحد أن تتحقق له من خلال هذا الوطن الأمنيات التي يرى أنها مثالية بالنسبة له، والمثالية لا تتحقق في كثير من الأحيان لأن أساس الوطن ومنطلقاته وأركانه هم البشر الذين يعتريهم النقص والسهو والتقصير والخطأ؛ لذا فإنه لا توجد أوطان في كل العالم تتسم بالمثالية، وعمان تلك الدولة الأبيّة التي يرجع تاريخها وعمرها إلى آلاف السنين هي واحدة من تلك الدول التي لا تتسم بالمثالية والكمال وإن حاولنا جاهدين لذا ونحن نحتفل بذكرى يوم النهضة المباركة 23 يوليو ومرور 45 عاما من عمر النهضة الحديثة استشعر شخصيًا، وانطلق من منظور واحد أراه الأول والأهم والهدف الأسمى الذي يجب أن تحافظ عليه الدولة والمواطن في آن واحد (الأمن والأمان) وهي النعمة العظيمة المحسودين عليها والتي لا يشعر كل وطن بقيمتها وأهميتها إلا لما يفقدها.

نعم الأمن والأمان هو المنطلق الذي أراه الأساس لبناء الأوطان وانطلاقتها إلى الأمام والإنتاج وصعود سلم النجاحات، وما أراه الأساس هو محل للسخرية عند البعض الذين ما لبثوا يعلقون عند كل خطأ أو تقصير أو حادثة مقصودة أو غير مقصودة أو قرار حكومي يصدر يتدخل في حياة الإنسان في هذا الوطن ويؤثر بشكل سلبي على حياته بأن أهم حاجة (الأمن والأمان) ويقولونها بتهكم وسخرية وازدراء منوهين ومعللين ومعلقين أشبعوا بالأمن والأمان الذي تتحدثون عنه.

ونحن نحتفل بذكرى 23 يوليو المجيد أقول لمثل هؤلاء إننا نحمد الله على نعمة الأمن والأمان التي تحققت في البلد بفضل الله ثم بفضل الأب القائد الحكيم الملهم الذي استطاع أن يوحد البلاد بعد الفرقة والخلاف واستطاع بحكمته أن يسكت لهيب القبلية المقيتة التي كانت تأكل الأخضر واليابس في هذا البلد وتتدخل في حياة ومصير الناس وكيف يعيشون وماذا يأكلون واستطاع جلالته وبمعية شعبه الوفي أن يشكلوا لحمة وطنية واحدة؛ أساسها الأمن والأمان، ومنطلقها الإيمان بأن الشعب العماني بمختلف مذاهبه يستطيع أن يعيش في بوتقة واحدة بلا خلاف ولا شقاق حتى أصبحوا محل ثقة الداخل والخارج ومضرب الأمثلة في التعايش السلمي وغيرها الكثير الذي لم يكن ليتحقق لولا الأمن والأمان الذي يسود البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وعندما نقول هذا أتمنى ألا يفهم البعض أنها الدولة الفاضلة التي لا تحدث فيها انتهاكات وسرقات وتجاوزات عن مسار الخط المرسوم بل إن كل هذا موجود في ظل الحياة الإنسانية التي تؤثر عليها مؤثرات النفس والهوى والشيطان.

إن الأمن والأمان هما أساس الحياة الإنسانية جمعاء والتي تسبق أي رخاء اقتصادي وصناعي وزراعي وفكري وثقافي وأدبي فإذا لم يوجد الأمن والأمان سادت الفوضى والضبابية على كل مناحي الحياة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها) فالأمن هو الأول والأخير وهو الأساس الذي تنطلق منه حياة الإنسان نحو إعمار الأرض ولنا في ما يحدث في العالم عبرة وعظة فلم يشفع لهم تاريخهم ولا إنجازاتهم ولا ما وصلوا إليه من علم وتطور وحرية وتقدم حين انعدم الأمن والأمان.

ان يوم (23) يوليو هو منطلق الأمن والأمان الذي استلهمه العمانيون لتحقيق الإنجازات في كل سبل الحياة العلمية والثقافية والأدبية والفكرية والاقتصادية والصناعية وسيظل هذا اليوم محفورا في ذاكرة وتاريخ عمان على مر العصور والأزمان، ففي هذا اليوم أشرق فجر جديد على عمان أزاح عنها الغبار وغمرها بالإشراق والتطوّر والتقدم والرخاء، عهد قابوس الخير والعطاء - حفظه الله ورعاه - وبهذه المناسبة السعيدة والغالية ننتهز الفرصة لنجدد الولاء والعرفان لباني نهضة عمان مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خطاه، ودمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك