الأسد يقر بصعوبات الحرب: الجيش لا يمكنه التواجد في كل بقعة سورية

بيروت -رويترز

قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إنّ الجيش اضطر للتخلي عن مواقع بهدف الاحتفاظ بمناطق أخرى أكثر أهميّة في الحرب ضد جماعات معارضة، مضيفا أنّ الجيش يواجه "نقصًا في الطاقة البشرية" بسبب اتساع نطاق الحرب.وفي تقييم لافت في صراحته عن الضغوط التي تواجه الجيش السوري بعد أكثر من أربعة أعوام من الصراع قال الأسد إن طبيعة الحرب التي تواجه سوريا تعني أنّ الجيش لا يستطيع القتال على كل الجبهات حتى لا يخسر المزيد من الأراضي.

وقال الأسد "أحيانا نضطر في بعض الظروف أن نتخلى عن مناطق من أجل نقل تلك القوات إلى المناطق التي نريد أن نتمسك بها."وأضاف "نوع الحرب التي نخوضها اليوم لا يمكن للقوات المسلحة أن تتواجد في كل بقعة من الأرض السورية. هذا يسمح للإرهابيين بالدخول إلى مناطق ليضربوا الاستقرار فيها حتى يأتي الجيش السوري ويحررها وهذا شيء يحصل بشكل مستمر منذ بداية الأحداث."وتابع "لا بد من تحديد مناطق هامة تتمسك بها القوات المسلحة لكي لا تسمح بانهيار باقي المناطق."

وامتص الأسد سلسلة من الانتكاسات العسكرية على الأرض منذ مارس إذ خسر معظم أراضي محافظة إدلب الشمالية الغربية لصالح تحالف من الجماعات المسلحة يضم جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا وأجزاء مهمة من المنطقة الحدودية الجنوبية لصالح فصائل الجبهة الجنوبية.وانتزع تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على مدينة تدمر بوسط البلاد من يد القوات الحكومية في مايو.

وقال الأسد إنّ الدعم الذي قدمته الدول - بما في ذلك تركيا - للمسلحين كان السبب في الانتكاسات الأخيرة التي ولدت حالة من "الاحباط" بين السوريين.وأشار إلى أنّ سوريا تخوض حربا ضد مسلحين تمولهم أغنى وأقوى الدول.إلا أنّه قال بنبرة تحد "نحن في مرحلة مصيرية لا حلول وسط فيها." ورفض الرأي القائل بأنّ سوريا متجهة نحو التقسيم بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة.وأكد أنّ الجيش يستطيع "وكل شيء متوفر لكن هناك نقص في الطاقة البشرية... مع ذلك لا أعطي صورة سوداوية."

وقال إنّ من المتوقع أن يشجع عفو عام أعلن عنه أول أمس عن الجنود الفارين من الخدمة العسكرية في الداخل والخارج الآلاف ممن يرغبون بالانضمام للجيش وكانوا يترددون بسبب الخوف من العقوبات.

وأدت النكسات إلى تقليص سيطرة الأسد على مناطق أبعد من مراكز الثقل السكاني الرئيسية في غرب سوريا: مدن دمشق وحمص وحماة والمنطقة الساحلية التي تشكل معقل الطائفة العلوية.وتحدث الأسد للمرة الأولى علنا عن الدعم العسكري الإيراني قائلا إنّ دعم طهران اقتصر على تقديم الخبرات العسكرية في الوقت الذي أشاد علنا للمرة الأولى بحزب الله لدوره الهام والفعّال.

تعليق عبر الفيس بوك